الصدق
الفرق بين الصدق والإخلاص:الـصـــــدق والإخلاص عملان قلبيان من أعظم أعمال القلوب وأهم أصول الإيمان،
فأما الصدق فهو الفرقان بين الإيمان والنفاق،
وأما الإخلاص فهو الفرقان بين التوحيد والشرك في قول القلب واعتقاده أو في إرادته ونيته.
والأعـمـال التي رأسها وأعظمها "شهادة أن لا إله إلا الله" لا تقبل إلا بتحقيق الصدق والإخلاص.
ومن هنا كان الصدق والإخلاص شرطين من شروطها،
ولذلك كذّب الله المنافقين في دعوى الإيمان، وقول الشهادة لانتفاء الصدق،
فقال{إِذَا جَاءَكَ المُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُـولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَـدُ إِنَّ المُنَافِقِيـنَ لَكَاذِبُـونَ}،
وقـال: {فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الكَاذِبِينَ}
كـما أبطل سبحانه زعم أهل الكتاب والمشركين أن دينهم هو الحق بانتفاء الإخلاص فقال:
{لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ البَيِّنَةُ}،
إلى أن يقول:{وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ}.
والصدق والإخلاص مع تقاربهما وترادفهما أحياناً يميز بينهما بتعريف ضد كل منهما:
فالصدق ضده انتفاء إرادة الله بالعمل أصلاً؛ كمن آمن وصلى كاذباً ولم يرد الإيمان والصلاة،
وإنما فعل ذلك لسبب آخر، كما فعله المنافقون حفظاً لأنفسهم وأموالهم من السيف،
وجبناً عن تحمل أعباء المواجهة الصريحة للإيمان.
والإخــلاص ضده انتفاء إفراد الله بالإرادة والتوجه؛
كمن آمن أو صلى صارفاً ذلك لأحد مع الله، وهذا هو الشرك الذي وقع فيه أكثر العالمين
وعلى قدر ما يحقق العبد الإخلاص لربه يكون ترقيه في المخلصين الذين صرف الله عنهم غـوايــــة الشـيـاطـيـن
وأثنى عليهم في كل أمة.
الروابط المفضلة