القرآن العظيم يخاطب كل من لديه شك بصدق هذا الكتاب المُحكم، فإذا كان هذا القرآن قول بشر فإن المنطق يفرض إمكانية الإتيان بمثله بل بما هو أفضل منه. فنحن
لا نعلم أبداً أي كتاب ألَّفه إنسان ولم يتمكن أحد من التفوق عليه، بل لا يوجد
كتاب في العالم إلا وهنالك أفضل منه. لذلك إذا كانت دعواهم صحيحة فلا بد من إثباتها، لذلك يقول تبارك وتعالى:
]قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ[
[النمل: 27/64].

هذا هو المنهج العلمي للقرآن، لذلك عندما يعجز هؤلاء عن تقديم برهان على
أن القرآن قول بشر، يأتي كتاب الله ليقدم آلاف البراهين على أن كل كلمة وكل حرف وكل رقم في هذا القرآن جاء بتقدير العزيز العليم القائل:
]قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً[ [الفرقان: 25/6].
هنالك أرقام تميز كتاب الله الذي بين أيدينا وهي: عدد آياته وعدد سوره وعدد
سنوات نزوله. فإذا قمنا بإحصاء عدد آيات القرآن نجدها بالضبط (6236) آية. أما عدد سور القرآن فكما نعلم هو (114) سورة، ونعلم أيضاً أنه نزل على (23) سنة.

يجب دائماً أن نتذكر بأن هذه الأرقام موجودة في كتاب الله وليس في كتاب بشر، لذلك هي أرقام خاصة بالله تعالى، لأن البارئ سبحانه وتعالى لا يسمح لأحد من خلقه أن يضيف أو يحذف شيئاً من كتابه إلا بما يشاء هو! لأن الله يقول: ]لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ[ [يونس: 10/64]. لذلك سوف نرى الآن أن هذه الأرقام تحقق معادلات رياضية لا يمكن لأحدٍ أن يأتي بمثلها مهما حاول!
إن إعجاز هذه الأرقام يأتي من خلال اجتماعها وصفِّها بترتيب معيَّن (الأكبر فالأصغر) وبالتالي يكون لدينا ثلاثة احتمالات:
1ـ آيات القرآن (6236) آية مع سور القرآن (114) سورة والعدد الذي يمثل آيات القرآن وسوره هو (1146236).
2ـ آيات القرآن (6236) آية مع سنوات نزول القرآن (23) سنة، والعدد الذي يمثل آيات القرآن وسنوات نزوله هو (236236).
3ـ سور القرآن (114) سورة مع سنوات نزوله (23) سنة، والعدد الذي يمثل سور القرآن وسنوات نزوله هو (23114).
جميع هذه الأعداد ترتبط مع الرقم (7) بشكل مذهل، ويتكرر النظام ذاته دائماً.
آيات القرآن وسوره
1ـ إن العدد الذي يمثل آيات القرآن وسوره هو: (6236ـ114) يتألف من سبع مراتب.
2ـ العدد الذي يمثل آيات القرآن وسوره (1146236) من مضاعفات الرقم سبعة، لنرى ذلك:
1146236 = 7 × 163748
3ـ مقلوب العدد الذي يمثل آيات القرآن وسوره أيضاً من مضاعفات الرقم سبعة، وهو (6326411) وهذا العدد يقبل القسمة على سبعة:
6326411 = 7 × 903773
4ـ مجموع أرقام العدد الذي يمثل آيات القرآن وسوره هو:
(1146236): 6+3+2+6+4+1+1 = 23
والعدد (23) يمثل عدد سنوات نزول القرآن!! والنتيجة هي أن العدد الناتج من ضمّ آيات القرآن وسوره يتألف من سبع مراتب ويقبل القسمة على سبعة هو ومقلوبه، ومجموع أرقامه هو بالضبط سنوات نزول القرآن!
آيات القرآن وسنوات نزوله
1ـ العدد الذي يمثل آيات القرآن وسنوات نزول القرآن هو: (6236ـ23) من مضاعفات الرقم سبعة:
236236 = 7 × 33748
2ـ مقلوب العدد الذي يمثل آيات القرآن وسنوات نزوله وهو: (632632) من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً:
632632 = 7 × 90376
إذن العدد ينقسم على سبعة بالاتجاهين هو ومقلوبه. ويستمر هذا النظام ليشمل سور القرآن وسنوات نزوله أيضاً.
سور القرآن وسنوات نزوله
1ـ العدد الذي يمثل سور القرآن وسنوات نزول القرآن هو: (23114)، هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة:
23114 = 7 × 3302
2ـ مقلوب العدد الذي يمثل سور القرآن وسنوات نزوله هو: (41132) من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً:
41132 = 7 × 5876
إذن العدد الذي يمثل سور القرآن وسنوات نزول القرآن يقبل القسمة على سبعة هو ومقلوبه. وكما نلاحظ جميع الأعداد السابقة جاءت الأكبر فالأصغر دائماً. أي أننا نصف العدد الأكبر على اليمين ثم يليه الرقم الأصغر على يساره. والعجيب فعلاً أن
هذه الأعداد الثلاثة جاءت مراتبها متدرجة (7ـ6ـ5)، أي:

1ـ العدد (1146236) يتألف من (7) مراتب.
2ـ العدد (236236) يتألف من (6) مراتب.
3ـ العدد (23114) يتألف من (5) مراتب.
وبالتالي تكون مراتب هذه الأعداد (7ـ6ـ5) تشكل عدداً هو (567) من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً:
567 = 7 × 81
استحالة الإتيان بمثل هذه الأرقـام
لقد رأينا في الفقرات السابقة (8) عمليات قسمة على سبعة في هذه الأرقام الثلاثة. ولو فتشنا بين جميع الأرقام الممكنة عن أرقام تحقق هذه المعادلات الرقمية لم نجد إلا هذه الأرقام، وهذا دليل مادي على صدق قول الحق سبحانه وتعالى: ]لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ[ [الإسراء: 17/88].
مزيـد من الإعجـاز
لا يخفى على أحد منا أن القرآن الكريم نزل على مرحلتين، ما قبل الهجرة في مكة المكرمة، وما بعد الهجرة في المدينة المنورة. لذلك يقسّم علماء القرآن أنواع النُّزول إلى مكي ومدنيّ. وكانت السنة الثالثة عشرة للدعوة هي الفاصلة بين هذين النوعين. فقد لبث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (13) سنة في مكة، وكانت هذه السنة (سنة الهجرة) حدّاً فاصلاً بين مرحلتين للدعوة. لذلك فإن الرقم (13) هو رقم ذو أهمية قصوى وهذا ما نجد له صدىً في الأرقام القرآنية.
ومن عجائب القرآن أن جميع الأعداد التي رأيناها في هذا الفصل والتي جاءت من مضاعفات الرقم (7) بالاتجاهين، هذه الأعداد من مضاعفات الرقم (13) بالاتجاهين أيضاً !! بلا استثناء.
1ـ عدد آيات القرآن وسوره من مضاعفات الرقمين (7) و (13) وبالاتجاهين:
العدد: 1146236 = 7 × 13 × 12596
مقلوبه: 6326411 = 7 × 13 × 69521
وتأمل كيف جاء ناتجا القسمة (12596) و (69521) متعاكسين!
2ـ عدد آيات القرآن وسنوات نزوله من مضاعفات الرقمين (7) و (13) وبالاتجاهين أيضاً:
العدد: 236236 = 7 × 13 × 2596
مقلوبه: 632632 = 7 × 13 × 6952
وهنا أيضاً ناتجا القسمة (2596) و (6952) متعاكسان!
3ـ عدد سور القرآن مع سنوات نزوله من مضاعفات الرقمين (7) و (13) بالاتجاهين:
العدد: 23114 = 7 × 13 × 254
مقلوبه: 41132 = 7 × 13 × 452
ويبقى ناتجا القسمة متعاكسين (254) و (452). فانظر إلى هذا النظام المُحكم، مهما وضعنا من أعداد لا يختل النظام، ولو أن هذا القرآن نقص سورة واحدة أو زاد سورة لانهار هذا البناء. وكأن الحق سبحانه وتعالى قد وضع لغة الأرقام في كتابه ليبقى هذا الكتاب محفوظاً برعاية الله عز وجل ولتكون هذه اللغة الجديدة التي تنكشف أمامنا وسيلة تثبِّت إيماننا بهذا القرآن وتؤتينا حجة قوية على من لا يؤمن بصدق كلام الله تعالى!
رأينا في فقرة سابقة كيف انتظمت حروف (بسم الله الرحمن الرحيم) بما يتناسب مع الرقم (7)، ولكن للرقم (13) حضوره في هذه الآية. لنكتب أول آية في القرآن وتحت كل كلمة عدد حروفها:
الآيـةبسم الله الرحمن الرحيم
عدد أحرف كل كلمة3 4 6 6
إن العدد الذي يمثل حروف الآية مصفوفاً (6643) من مضاعفات الرقمين (7) و (13) معاً:
6643 = 7 × 13 × 73
ويبقى هذا النظام قائماً مهما تغيرت طرق العدّ، فلو قمنا بعدّ حروف كلمات البسملة باستمرار وبشكل متزايد (أي نكتب عدد حروف الكلمة مع ما قبلها) نجد ما يلي:
الآيـةبسم الله الرحمن الرحيم
العدّ المتزايد للأحرف3 7 13 19
وهنا نجد أن العدد الذي يمثل حروف البسملة هو (191373) من مضاعفات الـرقمين (7) و (13) وبالاتجاهين:
العدد: 191373= 7 × 13 × 2103
مقلوبه: 373191= 7 × 13 × 4101
إن إعجاز الأعداد الأولية في القرآن دليل على وحدانية الله، فلو كان الأمر يتم عن طريق المصادفة ما رأينا نظاماً محكماً لهذه الأرقام بالذات! فميزة العدد الأولي أنه لا ينقسم إلا على نفسه وعلى الواحد، وقد اختار الله تعالى هذه الأعداد ليدلنا على أنه إله واحد لا إله إلا هو، سبحانه وتعالى عما يشركون. وقد نعجب إذا علمنا أن كلمة (الله) قد تكررت في القرآن كله (2699) مرة وهذا عدد أولي لا ينقسم
على أي عدد آخر إلا الواحد، ألا يدل هذا على وحدانية الله؟