إن المرأة تأتي عليها فترة تجد من نفسها همة عالية في طلب العلم الشرعي وغالبا تكون هذه الفترة قبل الزواج ثم بعد الزواج تنغمس في الحياة الزوجية في البيت والزوج والأطفال، وإن قيل لها: لماذا لا تقرأين يا أمة الله؟ أو هل قرأت الكتاب الفلاني؟ أو هل سمعت شريط الشيخ الفلاني؟ أو هل حضرت محاضرة الأسبوع الماضي؟ ثم ماذا نتوقع أن يكون الرد، إنها تقول: يا أختي إنني مشغولة جدًا في هذا البيت، وبالأطفال ولا أجد وقتًا لكي أقرأ أو أسمع، ولكن لو نظرنا لحال هذه الأخت لوجدناها تستمع للغناء الماجن وتجد الوقت لذلك! ولوجدناها تقرأ المجلات الخليعة والروايات والقصص التي تدعو إلى الفساد والانحلال، وما أكثرها من أول صفحة إلى آخر صفحة وتتبادل النصائح والآراء حولها وتجد الوقت لذلك! ولوجدناها تمكث الساعات الطوال -أمام ذلك الجهاز المدمر- أمام التلفاز تتابع المسلسلات الهابطة المدمرة شكلاً ومضمونًا وتجد الوقت لذلك!!!
أما العلوم النافعة والكتب النافعة، والأشرطة النافعة فوقتها لا يتسع لها فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وهناك من هذا النوع من المتعلمات أخوات طيبات مستقيمات لسن بحمد الله من أهل المجلات الهابطة أو المسلسلات التافهة وما شاكلها ومع ذلك -هداهن الله- لا يحضرن المحاضرات ولا يقرأن الكتب الإسلامية ولا يسمعن الأشرطة المفيدة والسبب في ذلك هو الكسل والتسويف والادعاء بعدم وجود الوقت المناسب وهكذا حتى تمر الأيام يوم تلو الآخر وهن لم يستفدن شيئًا, ولم يطلبن العلم الشرعي النافع فالمرجو من الله تعالى ثم من مثل هؤلاء الأخوات المستقيمات الطيبات, أن يبتعدن عن هذا الكسل الذي يبعدهن عن القراءة والاستماع المفيدين، ومحاولة الارتباط بحضور المحاضرات والدروس الدورية؛ وذلك لإلزام النفس على التمسك بهذه المحاضرات ومع تكرار حضورها يزداد الإيمان إن شاء الله تعالى, فتجد الأخت المسلمة نفسها تبادر ذاتيًا إلى السؤال عن هذه المحاضرات والحرص على حضورها وعلى طلب العلم الشرعي بكافة طرقه المتاحة لها, وما ذلك إلا نتيجة للعلم الشرعي الذي طلبته وألزمت نفسها به في البداية.
الحالة الثانية أو النوع الثاني من المتعلمات:
متعلمة تخرجت وتوظفت بشهادتها فتوقف طلبها للعلم عند حدود وظيفتها بمعنى أننا نجدها حريصة على الاطلاع على كل ما يزيد في حصيلتها العلمية في مجال تخصصها فقط بغض النظر إن كان تخصصًا شرعيًا أو غير شرعي؛ فتصبح مشغولة بوظيفتها صباحًا وبمنزلها مساءً, ولا تترك لطلب العلم الشرعي النافع سواء كان قراءة كتبًا أو سماع أشرطة أو غيرها أي مجال أو أي وقت من أوقاتها، والله المستعان