انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 3 من 3

الموضوع: رحلة إلى دار القرار-حسن الخاتمة -الاسباب

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2012
    الردود
    1,167
    الجنس
    أنثى

    رحلة إلى دار القرار-حسن الخاتمة -الاسباب

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    رحلة إلى دار القرار


    الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى.. أما بعد:

    فإنه مهما عاش الإنسان في هذه الحياة ومهما طال به البقاء بها، ومهما استمتع بشهواتها وملذاتها، فإن المصير واحد والنهاية محتومة، ولابد لكل إنسان من نهاية، وهذه النهاية هي الموت الذي لا مفر منه، قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ [آل عمران:185].

    وقال الشاعر:

    كل ابن أنثى وإن طالت سلامته *** يوما على آله حدباء محمــــول

    إنه لابد من يوم ترجع فيه الخلائق إلى الله جل وعلا ليحاسبهم على ما عملوا في هذه الدنيا، قال تعالى: وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ [البقرة:281]، يوم طالما نسيناه، يوم هو آخر الأيام، يوم تغص فيه الحناجر، فلا يوم بعده ولا يوم مثله، إنه اليوم العظيم يوم كتبه الله على كل صغير وكبير، وكل جليل وحقير، إنه اليوم المشهود واللقاء الموعود.

    ثم إنه قبل هذا اليوم لحظة ينتقل فيها الإنسان من دار الغرور إلى دار السرور، كل بحسب عمله، تلك اللحظة التي يلقي فيها الإنسان آخر النظرات على الأبناء والبنات والإخوان، يلقي فيها آخر النظرات على هذه الدنيا، وتبدو على وجهه معالم السكرات، وتخرج من صميم قلبه الآهات والزفرات.

    إنها اللحظة التي يعرف الإنسان فيها حقارة هذه الدنيا، إنها اللحظة التي يحس الإنسان فيها بالحسرة والألم على كل لحظة فرط فيها في جنب الله تعالى، فهو يناديه: رباه، رباه: رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ [المؤمنون:100،99].




    إنها اللحظة الحاسمة والساعة القاصمة التي يدنو فيها ملك الموت لكي ينادي، فيا ليت شعري هل ينادي نداء النعيم أو نداء الجحيم؟!!

    إن الغربة الحقيقة إنما هي غربة اللحد والكفن، فهل تذكرت انظراحك على الفراش، وإذا بأيدي الأهل تقلبك، فأشتد نزعك وصار الموت يجذبك من كل عرق، ثم أسلمت الروح إلى بارئها، والتفت الساق بالساق، ثم قدموك بعد ذلك ليصلي عليك، ثم أنزلوك في القبر وحيداً فريداً، لا أم تقيم معك، ولا أب يرافقك، ولا أخ يؤنسك.

    وهناك يحس المرء بدار غريبة ومنازل رهيبة عجيبة، وفي لحظة واحدة ينتقل العبد من دار الهوان إلى دار النعيم المقيم إن كان ممن تاب وأمن وعمل صالحا، أو ينتقل إلى دار الجحيم والعذاب الأليم إن كان ممن أساء العمل وعصى المولى جل وعلا.

    لقد طويت صفحات الغرور، وبدا للعبد هول البعث والنشور، مضت الملهيات والمغريات وبقيت التبعات.. فلا إله إلا الله من ساعة تطوى فيها صحيفة المرء إما على الحسنات أو على السيئات، ويحس بقلب متقطع من الألم والحسرة على أيام غفل فيها كثيرا عن الله واليوم الآخر، فها هي الدنيا بما فيها قد انتهت وانقضت أيامها سريعا، وها هو الآن يستقبل معالم الجد أمام عينيه، ويسلم روحه لباريها، وينتقل إلى الدار الآخرة بما فيها من الأهوال العظيمة. في لحظة واحدة أصبح كأنه لم يك شيئاً مذكوراً... فلا إله إلا الله من ساعة ينزل فيها الإنسان أول منازل الآخرة ويستقبل الحياة الجديدة، فإما عيشة سعيدة، أو عيشة نكيدة والعياذ بالله.

    ولا إله إلا الله من دار تقارب سكانها، وتفاوت عمارها، فقبر يتقلب في النعيم والرضوان المقيم، وقبر في دركات الجحيم والعذاب الأليم، فهو ينادي ولكن لا مجيب، وهو يستعطف ولكن لا مستجيب.

    ثم يأتي بعد ذلك اللقاء الموعد واليوم المشهود، اليوم الذي تتبدل فيه الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار، يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون، وصاح الصائح بصيحته فخرج الموتى من تلك الأجداث وتلك القبور إلى ربهم حفاة عراة غرلا، فلا أنساب، ولا أحساب، ولا جاه ولا مال، فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ (101) فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ [المؤمنون:101-104].

    إنه اليوم الذي يجمع الله فيه الأولين والآخرين، إنه اليوم الذي تتبدد عنده الأوهام والأحلام، إنه اليوم الذي تنشر فيه الدواوين وتنصب فيه الموزاين، إنه اليوم الذي يفر فيه المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، واليوم الذي يود المجرد لو يفتدي فيه من العذاب ببنيه وصحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه.

    فيا أخي الحبيب:

    يا من تعصي الله تصور نفسك وأنت واقف بين الخلائق ثم نودي باسمك: أين فلان ابن فلان؟ هلم إلى العرض على الله، فقمت ترتعد فرائصك، وتضطرب قدمك وجميع جوارحك من شدة الخوف، قد تغير لونك، وتحل بك من الهم والغم والقلق ما الله به عليم.

    وتصور وقوفك بين يدي بديع السموات والأرض، وقلبك مملوء من الرعب، وطرفك خائف، وأنت خاشع ذليل. قد أمسكت صحيفة عملك بيدك، فيها الدقيق والجليل، فقرأتها بلسان كليل، وقلب منكسر، وداخلك الخجل والحياء من الله الذي لم يزل إليك محسنا وعليك ساتراً. فبالله عليك، بأي لسان تجيبه حين يسألك عن قبيح فلعلك وعظيم جرمك؟ وبأي قدم تقف غداً بين يديه؟ وبأي طرف تنظر إليه؟ وبأي قلب تحتمل كلامه العظيم الجليل، ومسائلته وتوبيخه؟

    وكيف بك إذا ذكرّك مخالفتك له، وركوبك معاصيه، وقلة اهتمامك بنهيه ونظره إليك، وقلة اكتراثك في الدنيا بطاعته؟!

    ماذا تقول إذا قال لك: يا عبدي، ما أجللتني، أما استحييت مني؟! استخففت بنظري إليك؟! ألم أحسن إليك؟! ألم أنعم عليك؟! ما غرك بي؟

    أخي الحبيب:

    تذكر أهل الصالحات حين يخرجون من قبورهم وقد ابيضت وجوههم بآثار الحسنات، خرجوا بذلك الأثر العظيم من الله الكريم، وما عظم المقام عليهم، تتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون... تذكر عندما يقول الرب تبارك وتعالى بحقهم: يا ملائكتي، خذوا بعبادي إلى جنات النعيم، خذوهم إلى الرضوان العظيم، فأصبحوا بحمد الله في عيشة راضية، وفتحت لهم الجنان، وطاف حولهم الحور والولدان، وذهب عنهم النكد والنصب، وزال العناء والتعب.

    وتذكر في المقابل تلك النفس الظالمة المعرضة عن منهج الله تعالى العاصية له، عندما يقول الله تبارك وتعالى بحقها: يا ملائكتي، خذوه فغلوه، ثم الجحيم صلوه، فقد اشتد غضبي على من قل حياؤه مني، فوقفت تلك النفس الآثمة الظالمة على نار تلظى وجحيم تغيظ وتزفر، وقد تمنت تلك النفس أن لو رجعت إلى الدنيا لتتوب إلى الله وتعمل صالحاً، لكن هيهات هيهات أن ترجع، فكبكبت على رأسها وجبينها، وهوت في تلك المهاوي المظلمة، وتقلبت بين الدركات والجحيم، والحسرات والزفرات... فلا إله إلا الله ما أعظم الفرق بين هؤلاء وأولئك بين من كان في النعيم ومن كان في الجحيم. وصدق الله تعالى إذ يقول: إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ [الانفطار:14،13].



    فيا أخي الحبيب:

    يا من تقرأ هذه الرسالة: قف قليلا وحاسب نفسك كثيراً:

    فإن كنت ممن يسارع في الطاعات والقربات ويتجنب المعاصي والمخالفات فاحمد الله على ذلك، واسأله الثبات حتى الممات، وهنيئا والله لك ما أنت مقدم عليه بإذن الله.

    وإن كنت غير ذلك فتب إلى الله وارجع إلى الهدى، ولا داعي للعناد والإصرار على المعاصي التي ستعرضك لعذاب الله، فإنك والله لأعجز من أن تطيق شيئا من هذا العذاب، إن الجبال الشم الراسيات لو سيرت بالنار لذابت من شدة حرها! فأين أنت أيها الإنسان الضعيف من تلك الجبال؟ إنك تصبر على الجوع والعطش، وتصبر على الضر وعلى التكاليف، لكن والله الذي لا إله إلا هو لا صبر لك على النار... ألا فأنقذ نفسك من النار ما دمت في زمن الإمهال قبل أن تندم ولات ساعة مندم، واعلم أن الصبر عن محارم الله في هذه الدنيا أيسر والله بكثير من الصبر على عذابه يوم القيامة.

    ثم اعلم أخي أن طريق الاستقامة والالتزام ليس فيه تعقيد وكبت حرية كما يظنه البعض، بل إن طريق الاستقامة والالتزام كله سعادة، كله لذة، كله راحة، كله طمأنينة، وماذا يريد الإنسان في هذه الحياة غير ذلك؟! أما حياة المعصية والآثام فكلها قلق ونكد وحسرة في الدنيا، ثم عذاب وهوان في الآخرة.

    فجرب يا أخي هذا الطريق من الآن ولا تتردد، فإني والله لك من الناصحين، وعليك من المشفقين.

    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2012
    الردود
    1,167
    الجنس
    أنثى
    بسم الله

    حسن الخاتمة


    ‫علامات حسن الخاتمة-مسك الختام‬‎ - YouTube

    الحمد رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين.. أما بعد:

    نمضي في هذه الدنيا ولا ندري متى يتوقف بنا قطار الحياة، نعم قطار الحياة ذاك الذي يتوقف فجأة بدون أي مقدمات، فالعاقل اللبيب هو الذي يكون على استعداد لأي توقف طارئ، والغافل اللاهي لا يشغل نفسه بذلك؛ فتراه متمادياً في غيه، مستغرقاً في شهواته، لا يصحو إلا على نداء: {وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ}1، فيندم في تلك الساعة، ولكن لا ينفع الندم آن ذاك.

    أما العقلاء الذين يعلمون أنهم موقوفون عند ربهم، وسائلهم عن كل صغير وكبير، وأن الموت يأتي بغتة فتراهم في يقظة تامة، يسألون الله –عز وجل- في كل لحظاتهم حسن الخاتمة، فهذا سيد الخائفين وإمام المتقين، وخير المرسلين، يخاف أن يقلب قلبه، وأن ينصرف عن عبادة ربه، فقد كان من دعائه –عليه الصلاة والسلام- فعن أم سلمة –رضي الله عنها- قالت: كان أكثر دعائه: ((يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك))، قالت: فقلت: يا رسول الله ما أكثر دعاءك: ((يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك))؟ قال: ((يا أم سلمة إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ))2.

    وقد كان السلف الصالح يخافون من سوء الخاتمة خوفاً شديداً، قال سهل التستري: "خوف الصديقين من سوء الخاتمة عند كل خطرة وعند كل حركة وهم الذين وصفهم الله تعالى إذ قال: {وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ}3، ولما احتضر سفيان جعل يبكي ويجزع، فقيل له: يا أبا عبد الله، عليك بالرجاء فإن عفو الله أعظم من ذنوبك، فقال: أو على ذنوبي أبكي؛ لو علمت أني أموت على التوحيد لم أبال بأن ألقى الله بأمثال الجبال من الخطايا"4.

    والسعي لحسن الخاتمة غاية الصالحين، وهمة العباد المتقين، ورجاء الأبرار الخائفين، قال الله –تعالى-: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}5، وقال تعالى في وصف أولي الألباب: {رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ}6، وقال تعالى عن التائبين: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ }7.

    وكم من الناس ممن لم يوفق لحسن الختام، وما عملوا للقاء الملك العلام، يقول ابن القيم –رحمه الله- في جوابه الكافي: "وأدهى وأمر هو أن يخونه قلبه ولسانه عند الاحتضار والانتقال إلى الله –تعالى- فربما تعذر عليه النطق بالشهادة؛ كما شاهد الناس كثيراً من المحتضرين أصابهم ذلك حتى قيل لبعضهم: قل لا إله إلا الله، فقال: آه آه، لا أستطيع أن أقولها، وقيل لآخر: قل لا إله إلا الله، فقال: شاه رخ غلبنك، ثم قضى، وقيل لآخر: قل لا إله إلا الله، فقال: يارب قائلة يوما وقد تعبت ... أين الطريق إلى حمام منجاب

    ثم قضى، وقيل لآخر: قل لا إله إلا الله، فجعل يهذي بالغناء، ويقول: تاتا ننتنتا، فقال: وما ينفعني ما تقول؛ ولم أدع معصية إلا ركبتها، ثم قضى ولم يقلها، وقيل لآخر ذلك، فقال: وما يغني عني؟! وما أعلم أني صليت لله –تعالى- صلاة ثم قضى ولم يقلها، وقيل لآخر ذلك، فقال: هو كافر بما تقول وقضى، وقيل لآخر ذلك، فقال: كلما أردت أن أقولها فلساني يمسك عنها، وأخبرني من حضر بعض الشحاذين عند موته، فجعل يقول: لله فليس، لله فليس حتى قضى، وأخبرني بعض التجار عن قرابة له انه احتضر وهو عنده؛ فجعلوا يلقنونه: لا إله إلا الله، وهو يقول: هذه القطعة رخيصة، هذا مشترى جيد، هذه كذا حتى قضى"8.

    ونذكر هنا شيئاً من أسباب التوفيق إلى حسنِ الخاتمةِ:

    فمِن ذلك المحافظةُ على الصلواتِ جماعةً، ففي الحديث: ((من صلّى البردَين دخل الجنة))9، والبردان هما الفجر والعصر، ومن داوم عليهما وصلاَّهما فهو بالقِيامِ بِغيرهما من الصّلوات أولى.

    ومن أسباب التوفيقِ لحسنِ الخاتمة الإيمان والإصلاح، الإصلاح للنفس، والإصلاح للغير، كما قال –تعالى-: {فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}10.

    ومِن أسباب توفيق الله لحسن الخاتمة تقوَى الله في السرِّ والعلن؛ بامتثالِ أمرِه، واجتنابِ نهيِه، والدوامِ على ذلك، كما قال تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }11.

    ومِن أسبابِ التّوفيقِ لحُسنِ الخاتمة اجتنابُ الكبائر وعظائمِ الذّنوب، قال الله -تبارك وتعالى-: {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا}12.

    ومِن أسبابِ حُسن الخاتمة العافيةُ مِنَ البدع، فإنَّ ضررَها كبير وفسادَها خطير، والبِدعُ هي التي تفسِدُ القلوبَ وتهدِم الدّين وتنقُضُ الإسلام عُروةً عروةً، قال تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}13، وهؤلاء المنعَمُ عليهم مبرَّؤونَ من البدَع كلِّها.

    ومن أسباب حسنِ الخاتمة الدعاءُ بذلك للنفسِ، كما سبق من دعاء النبي –صلى الله عليه وسلم- بطلب الثبات حتى الممات، قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}14.

    وهنا كلام قيم لابن القيم يبين أن التوفيق لحسن الخاتمة لا يكون لمن غفل عن أوامر الله، وتعداه حدود مولاه، يقول –رحمه الله-: "فكيف يوفق لحسن الخاتمة من أغفل الله –سبحانه- قلبه عن ذكره، واتبع هواه، وكان أمره فرطاً، فبعيد من قلب بعيد من الله –تعالى- غافل عنه متعبد لهواه مصير لشهواته، ولسانه يابس من ذكره، وجوارحه معطلة من طاعته، مشتغلة بمعصية الله –كيف له- أن يوفق لحسن الخاتمة، ولقد قطع خوف الخاتمة ظهور المتقين، وكأن المسيئين الظالمين قد أخذوا توقيعاً {أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ * سَلْهُم أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ}15

    يا آمنا من قبيح الفعل يصنعه


    جمعت شيئين أثماً واتباع هوىً


    والمحسنون على درب المخاوف قد


    فرطت في الزرع وقت البذر من سفه


    هذا وأعجب شيء منك زهدك في



    فهل أتاك تواقيع أم أنت تملكه


    هذا وإحداهما في المرء تهلكه


    ساروا وذلك درب لست تسلكه


    فكيف عند حصاد الناس تدركه


    دار البقاء بعيش سوف تتركه16

    ‫رحلة إلى الدار الآخرة-مسك الختام2-الشيخ محمود المصري‬‎ - YouTube



    اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة، ونسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله...وصلي اللهم على محمد وعلى آله، وصحبه وسلم..

    1 سورة ق(19).

    2 رواه الترمذي برقم(3444)، وقال الألباني: صحيح، انظر صحيح الترمذي(2792).

    3 سورة المؤمنون(60).

    4 إحياء علوم الذين(4/172).

    5 سورة البقرة(132).

    6 سورة آل عمران(193).

    7 سورة الأعراف(126).

    8 الجواب الكافي(62).

    9 البخاري(540)، ومسلم(1005).

    10 سورة الأنعام(48).

    11 سورة القصص(83)

    12 سورة النساء(31).

    13 سورة النساء (69).

    14 سورة غافر(60).

    15 سورة القلم(39)، (40).

    16 الجواب الكافي لابن القيم (62، 63).



    أما عن علامات حسن الخاتمة فهي كثيرة، وقد تتبعها العلماء رحمهم الله باستقراء النصوص الواردة في ذلك، ونحن نورد هنا بعضا منها، فمن ذلك:



    * النطق بالشهادة عند الموت، ودليله ما رواه الحاكم وغيره أن رسول صلى الله عليه وسلم قال : (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)




    ومنها: الموت برشح الجبين، أي : أن يكون على جبينه عرق عند الموت، لما رواه بريدة بن الحصيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (موت المؤمن بعرق الجبين) رواه أحمد والترمذي.


    * ومنها: الموت ليلة الجمعة أو نهارها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر).


    * ومنها: الاستشهاد في ساحة القتال في سبيل الله، أو موته غازيا في سبيل الله، أو موته بمرض الطاعون أو بداء البطن كالاستسقاء ونحوه، أو موته غرقاً، ودليل ما تقدم ما رواه مسلم في صحيحه عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما تعدون الشهيد فيكم؟ قالوا: يا رسول الله ، من قتل في سبيل الله فهو شهيد، قال: إن شهداء أمتي إذا لقليل قالوا: فمن هم يا رسول الله ؟ قال: من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد، والغريق شهيد).

    <b>
    * ومنها: الموت بسبب الهدم، لما رواه البخاري ومسلم عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله) .


    * ومن علامات حسن الخاتمة، وهو خاص بالنساء : موت المرأة في نفاسها بسبب ولدها أو هي حامل به، ومن أدلة ذلك ما رواه الإمام أحمد وغيره بسند صحيح عن عبادة بن الصامت أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبر عن الشهداء، فذكر منهم: (والمرأة يقتلها ولدها جمعاء شهادة، يجرها ولدها بسرره إلى الجنة) يعني بحبل المشيمة الذي يقطع عنه.


    * ومنها الموت بالحرق وذات الجنب، ومن أدلته أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عدد أصنافاً من الشهداء فذكر منهم الحريق، وصاحب ذات الجنب: وهي ورم حار يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع.


    * ومنها: الموت بداء السل، حيث أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه شهادة.


    * ومنها أيضاً : ما دل عليه ما رواه أبو داود والنسائي وغيرهما أنه صلى الله عليه وسلم قال: (من قتل دون ما له فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد) .


    * ومنها: الموت رباطا في سبيل الله، لما رواه مسلم عنه صلى الله عليه وسلم قال: (رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان) . ومن أسعد الناس بهذا الحديث رجال الأمن وحرس الحدود براً وبحراً وجواً على اختلاف مواقعهم إذا احتسبو الأجر في ذلك .


    * ومن علامات حسن الخاتمة الموت على عمل صالح، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة، ومن تصدق بصدقة ختم له بها دخل الجنة) رواه الإمام أحمد وغيره.


    * فهذه نحو من عشرين علامة على حسن الخاتمة علمت باستقراء النصوص، وقد نبه إليها العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في كتابه القيم (أحكام الجنائز).


    * واعلم أخي الكريم أن ظهور شيء من هذه العلامات أو وقوعها للميت، لا يلزم منه الجزم بأن صاحبها من أهل الجنة، ولكن يستبشر له بذلك، كما أن عدم وقوع شيء منها للميت لا يلزم منه الحكم بأنه غير صالح أو نحو ذلك. فهذا كله من الغيب.


    أسباب حسن الخاتمة


    * من أعظمها: أن يلزم الإنسان طاعة الله وتقواه، وراس ذلك وأساسه تحقيق التوحيد، والحذر من ارتكاب المحرمات، والمبادرة إلى التوبة مما تلطخ به المرء منها، وأعظم ذلك الشرك كبيره وصغيره.


    * ومنها: أن يلح المرء في دعاء الله تعالى أن يتوفاه على الإيمان والتقوى.


    * ومنها: أن يعمل الإنسان جهده وطاقته في إصلاح ظاهره وباطنه، وأن تكون نيته وقصده متوجهة لتحقيق ذلك، فقد جرت سنة الكريم سبحانه أن يوفق طالب الحق إليه، وان يثبته عليهن وأن يختم له به.


    8 أسباب لحسن الخاتمة
    1- الاستقامة :


    قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلاّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}


    2- حسن الظن بالله :


    عن أبي هريرة رضي الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( يقول الله تعالى أن عند حسن ظن عبدي بي )) رواه البخاري ومسلم .


    3- التقوى :


    قال تعالى : {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}


    4- الصدق :


    قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ}


    5- التوبة :


    قال تعالى : { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}


    6- المداومة على الطاعات


    7- ذكر الموت وقصر الأمل


    8- الخوف من أسباب سوء الخاتمة :


    كالإصرار على المعاصي وتسويف التوبة وحب الدنيا .
    &#x202b;رحلة إلى الدار الآخرة-مسك الختام3-الشيخ محمود المصري&#x202c;&lrm; - YouTube





























    * تم إضافة 8 أسباب لحسن الخاتمة من كتاب العقد الثمين لعيد العنزي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الموقع
    في احلى مكان في الدنيا ... في مصر ام الدنيا
    الردود
    7,245
    الجنس
    امرأة
    التكريم
    • (القاب)
      • متألقة
      • متألقة صيف 1432هـ
      • جوري الروضة
      • مُبدعة صيف1431و1430هـ
      • شعلة العطاء
      • بصمة مبدعة
      • بصمة عطاء
    (أوسمة)
    جزاك الله خيرا
    وبارك الله فيك
    نقل موفق احسن الله اليك
    اللهم عليك بكل من ساهم وشارك وايد ودعم الانقلاب العسكري على شرعية رئيسنا المنتخب محمد مرسي
    لن نسامحكم في الدنيا وسنقف نخاصمكم في الاخرة عن كل قطرة دم وعن كل ظلم وقع علينا
    وفي رقبة الجميع من داخل مصر وخارجها من الدول الداعمة للانقلاب دماء المصلين الساجدين الركع
    ودماء الشهداء الاطفال والرضع
    وحسبي الله ونعم الوكيل في الجميع من الداخل والخارج
    الاعلان الخاص بالتبرع لمصر على قناة ابو ظبي بعد الانقلاب وبعد رئيسنا مرسي تحولت مصر من مكتفية ذاتيا الى من يتسول لها بزكاوات شعبها
    هذا ما يرضي من دعم الانقلاب ان تصبح ام دنيا في حالة تسول دائم
    حسبي الله ونعم الوكيل
    لن نسامح الدول الداعمة للعسكر


    اللهم انصر اخواننا في سوريا وبورما وعليك باعدائك واعداء الاسلام

    رابط قرأن ورقية شرعيه وادعيه مختارة وقران خاشع ومجود ومرتل يتلى 24 ساعه





مواضيع مشابهه

  1. رحلة إلى دار القرار
    بواسطة سراج التقوى في روضة السعداء
    الردود: 2
    اخر موضوع: 10-07-2006, 11:26 AM
  2. رحلة إلى دار القرار
    بواسطة بنت الزهراء في روضة السعداء
    الردود: 1
    اخر موضوع: 22-10-2002, 02:06 PM
  3. رحلة إلى دار القرار
    بواسطة مصرية مغتربة في روضة السعداء
    الردود: 2
    اخر موضوع: 29-08-2002, 08:32 AM
  4. رحلة إلى دار القرار
    بواسطة عربية و فخورة في الملتقى الحواري
    الردود: 7
    اخر موضوع: 14-08-2002, 06:11 AM
  5. رحلة الى دار القرار.....
    بواسطة محبة لدينها في روضة السعداء
    الردود: 2
    اخر موضوع: 18-07-2002, 07:05 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ