الربيع بنت معوّذ من الصحابيات اللائي عشن في ظل الإسلام
ونبتن نباتا حسنا من شجرة دانية القطوف مباركة الثمر
أبوها معوّذ بن عفراء من كبار أهل بدر
وزوج الربيع هو أحد كبار المهاجرين وهو إياس بن البكير الليثي .
*******
ولهذه الصحابية الجليلة مناقب جمة بوأتها مكانا عليا بين نساء المسلمين
كان منها زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم لها حينما تزوجت
تقول الربيع دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم عرسي
فقعد على موضع فراشي هذا وعندنا جاريتان تضربان بدف
وتندبان آبائي الذين قتلوا يوم بدر وقالتا فيما تقولان :
وفينا نبي يعلم ما في غد فقال : أما هذا فلا تقولاه .
وهذا الإنكار لأن علم الغيب مما اختص الله به نفسه
أما ما كان يخبر به النبي من الغيوب فهو من إعلام الله إياه .
*******
ورزق الله الصحابية الجليلة الربيع عقلا كبيرا صافيا
فكانت حافظة متقنة وقد روى محمد بن عمار بن ياسر قال :
قلت للربيع بنت معوذ بن عفراء صفي لي رسول الله
فقالت يابني لو رأيته لرأيت الشمس طالعة .
وسارعت الربيع إلى نصرة الإسلام وساهمت مساهمة فعالة في ساحة الجهاد
أشار بن حجر العسقلاني في الإصابة في تمييز الصحابة
إلى أن الربيع بنت معوذ كانت من الصحابيات المجاهدات المسلمات اللاتي حظين
بصحبة النبي "صلى الله عليه وسلم" والخروج معه في غزوات الجهاد
فلم يمنعها كونها امرأة أن تخرج للجهاد في سبيل الله; فكانت تداوي الجرحى
وتضمدهم وتشارك في نقل القتلى, وتسقي الجند
وقد شهدت موقعة أحد مع الصحابية الجليلة أم عمارة وأم المؤمنين عائشة "رضي الله عنهن",
حيث أورد بن حجر قول خالد بن ذكوان عن الربيع قالت :
( كنا نغزو مع رسول الله "صلى الله عليه وسلم" فنخدم القوم ونسقيهم
ونرد الجرحى والقتلى الى المدينة ) رواه مسلم
*******
وكانت ممن بايع رسول الله بيعة الرضوان تحت الشجرة فنالت الرضوان وفازت مع من فاز في هذه البيعة المباركة .
*******
وفي حياة هذه الصحابية الكريمة مواقف فياضة بالشجاعة والكرامة
تشير إلى اعتصامها بحبل الله وتدل على حبها العظيم للإسلام مهما غضب الأعداء
ولا تأبه بأي أحد مادام عمله يخالف الشرع المطهر
فذكر الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء أنه عُرف عن الربيع
جرأتها وشجاعتها ومن مواقفها في ذلك ما يرويه أبو عبيدة بن محمد
بن عمار بن ياسر عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت:
"دخلت في نسوة من الأنصار على أسماء بنت مخربة أم أبي جهل
في زمن عمر بن الخطاب وكان ابنها عبد الله بن أبى ربيعة يبعث إليها بعطر من اليمن
وكانت تبيعه إلى الأعطية فكنا نشتري منها فلما جعلت لي في قواريري ووزنت لي
كما وزنت لصواحبي قالت اكتبن لي عليكن حقي فقلت نعم أكتب لها على الربيع بنت معوذ
فقالت أسماء خلفي وإنك لابنة قاتل سيده, قالت
قلت لا ولكن ابنة قاتل عبده, قالت والله لا أبيعك شيئا أبدا
فقلت وأنا والله لا أشتري منك شيئا أبدا
ووالله يابني ما شممت عطرا قط كان أطيب منه ولكني غضبت".
ولقد كانت الربيع مثالا للمرأة المسلمة في علمها وروايتها للحديث الشريف
وعرف المسلمون قدرها وأكبروا علمها وكان عدد من الصحابة والتابعين
يأتونها فيسألونها عما تعرفه من أحكام دينها ومن مروياتها
ما روي في الصحيحين عنها قالت : أرسل النبي غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار
من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه ومن أصبح صائما فليصم قالت فكنا نصومه
ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن - الصوف -
فإذا بكى احدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار .
*******
توفيت الربيع بنت معوذ في خلافة عبدالملك بن مروان سنة بضع وسبعين
فرحم الله الربيع ورضي عنها وأرضاها وجزاها الله عن سابقتها إلى الإسلام
ومبايعتها تحت الشجرة خير ما يجزي به التقيات الصالحات .
الروابط المفضلة