إن العيب الخطير المهلك الذي كان في نفس إبليس و أدى إلى طرده و لعنه يتجسد في حروف ثلاثة لكلمة صغيرة
أنا
و ليس الشأن في صغرها، و إنما فيما تحمله من دلالة على مرض قلب صاحبها بالكبر و الإستعلاء و عظم النفس و العجب بها، رفض السجود، فقال له ربه:
" قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين (12) قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصغرين"
و من سورة ص يقول ربنا تبارك و تعالى:
" قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديَّ أستكبرت أم كنت من العالين
(57) قال أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين "
بهذه الصفة أصبح أسوأ إثنين في الوجود هما إبليس و فرعون. الأول بقوله:
" أنا خير منه "
و الآخر بقوله:
" أنا ربكم الأعلى ".
تخيل أن سبب الضياع و الهلاك يبدأ بكلمة...
و كلما تضخمت كلمة (أنا) في حياة الإنسان كلما نال من هذه الصفة الشيطانية.
فاحذر هذه الكلمة و مدلولها في حياتك و في صلتك بالله و الناس...
البعض يقول: أنا غير مقتنعة بالحجاب... أنا لا أزور إلا من يزورني..أنا أحسن من غير... أنا... أنا ... أنا،
و كان له عقلا يستحق النظر في أمر الله، و له نفسا فوق التكليف و الأمر و النهي...
إن الطريق إلى الله يبدأ بخطوة تفارق فيها نفسك و الشعور بمذاقها و المغالات بسعرها.
الروابط المفضلة