::
لقد أخبر الله تعالى أن كثرة الاستغفار سبب في تحصيل المال والولد وطلب المغفرة ، وذلك في قوله سبحانه حكاية عن نوح عليه السلام:
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً [نوح:10:12].
فكثرة الاستغفار، مستحب ، دون تحديده بعدد معين
قال الله تعالى: رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ [الأنبياء:89].
؛
فضائل الاستغفار وتحديده بعدد معين
السؤال
شيخي الفاضل: هل ما نقرؤه في النت عن فضل الاستغفار أنه سبب لتلبية حاجة الشخص - بعد الله - صحيح؟
مثلا: رجل يبحث عن وظيفه فيستغفر الله 1000 مرة يوميا بنية أن ييسر الله له هذا الأمر، فهل هذا صحيح؟
وهل وضع الشخص عدد 1000 مرة استغفار في اليوم وإلزام نفسه بها ليسهل الله له حاجته -
مع العلم إنه يعلم أن الاستغفار لا عدد له - جائز؟ أم لا بد من تغيير عدد الاستغفار كل فترة وأخرى؟ وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن من فضائل الاستغفار أنه سبب لتحصيل الرزق وقضاء الحاجات،
ولا حرج على من يبحث عن وظيفة أن يستغفر الله لذلك ويكثر من الاستغفار، ولكن لا ينبغي أن يتقيد فيه بعدد معين لا يتعداه ولا ينقص منه،
فالإتيان بعدد معين من الذكر إذا كان غير ثابت بالشرع إنما يعتبر من البدع الإضافية إذا التزم ذلك واعتبر من السنة، أما إذا حصل من غير التزامه
ولا اتخاذه سنة فلا بأس بذلك، لعموم الأمر بذكر الله تعالى،
وكذا الأمر في التسبيح والتهليل المذكور فهو عن البدعة أبعد.. بل هو من الفضائل التي ينبغي أن يحافظ عليها ويستزيد منها..
وبالجملة فذكر الله تعالى على قسمين:
الأول: ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم تقييده بعدد معين على وجه الفضيلة، مثل الأذكار الواردة بعد الصلاة وبعض أذكار المساء والصباح.
الثاني: ما جاء مطلقاً ولم يقيد بعدد معين، وهذا لا يشرع فيه التزام عدد معين لما في ذلك من مضاهاة التشريع،
فتخصيص ذكر معين بوقت معين وبعدد معين، يحتاج إلى دليل ، فما لم يثبت له دليل فلا يفعل ويعتبر من البدع الإضافية
والخير كله في اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم القائل:
من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد. رواه مسلم..
والله أعلم
إسلام ويب
..~
الروابط المفضلة