السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور محمد العريفي
كم ترى من الناس غاضبا و هو يقود سيارته، و ربما ضرب بيديه على مقودها، و ردد، أووه دائما زحمة زحمة، أو قد تراه يمشي في الطريق، و لا يحتمل أن يكلمه أحد، بل متضايق أشد الضيق، و يردد: أووف حررر شديييد ..
و ربما كنت زميلا له في مكتب واحد، تبتلى برؤيته كل يوم، و يشغلك كلما جلس يا أخي العمل كثييير، أوووه إلى متى ما يزيدون رواتبنا، و يدخل عابسا، و يخرج ساخطا، و ربما أكثر التشكي من آلام بدنه، أو إعاقة ولده.
لا بد أن نقتنع جميعا أننا تواجهنا في حياتنا مشاكل ليس لها حل، فلا بد أن نتعامل معها بأريحية.
قال: السماء كئيبة و تجهما قلت: ابتسم، يكفي التجهم في السما
قال: الصبا ولى فقلت له: ابتسم لن يرجع الأسف الصبا المتصرما
قال: التي كانت سمائي في الهوى صارت لتفسأي في الغرام جهنما
خانت عهودي بعدما ملكتها قلبي فكيف أطيق أن أتبسما
قلت: ابتسم و اطرب فلو قارنتها قضيت عمرك كله متالما
قال: العدى حولي علت صيحاتهم أأُسَرو الأعداء حولي في الحمى
قلت: تبسم، لم يطلبوك بذمهم لو لم تكن منهم أجل و أعظما
قال: الليالي جرعتني علقما قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنما طرح الكآبة خلفه و ترنما
أتراك تغنم بالترنم درهما أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما
فاضحك فإن الشهب تضحك متلاطم و لذا نحب الأنجما
نعم استمتع بحياتك، انتبه ان تكون ظروفك مؤثرة على سلوكك، في عملك، أولادك، زملائك. فما ذنبهم أن يتعذبوا بأمور ليس هم طرفا فيها، و لا يملكون حلها؟ لا تجعلهم إذا رأوك، أو ذكروك. ذكروا معك الهم و الحزن.
لذا نهى صلى الله عليه و سلم عن النياحة على الميت، و الصراخ، و شق الجيب، و حلق الشعر. و لماذا؟ لأن التعامل مع الموت يكون بتغسيل الميت و تكفينه و الصلاة عليه و دفنه، و الدعاء له أما الصراخ و العويل فلا ينفع شيئا، سوى أنه يقلب متعة الحيات إلى أحزان.
مشى المعافى بن سليمان مع صاحب له، فالتفت إليه صاحبه عابسا و قال: ما أشد البرد اليوم؟ فقال المعافى: أستدفأت الآن؟
قال: لا. قال: فماذا استفدت من الذم؟ لو سبّحت لكان خيرا لك.
ما أحسن فهمه و أحكمه
الروابط المفضلة