( .. وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا.. )آلـــ عمران:97
رحلة الحج وزيارة المدينة النبوية المباركة .. رحلة ، لأشرف وأطهر الأماكن،
يتحلق بها المسلم في آفاق السمو الروحي ، فتسمو بهِ الأنفس بعيداً وراء حدود الزمان،
وتحلق الذكريات بنفس المؤمن بعيداً وراء حدود المكان،
تطوف بها في أرجاء تلك المشاعر المقدسة ، والربوع الطاهرة ، فتهوي قلوب الخلق ..
فتًغفر الذنوب وتسقط االخطايا..
فمن مواسم الطاعة العظيمة ، والتجارة الرابحة التي ستهل علينا بعد أيام قلائل أن شاء الله
موسم فضلها الخالق سبحانه وتعالى عن سائر الأيام طول العام..
وخصها سبحانه زمانها بفضائل ومزايا عديدة،
حيث تتضاعف فيها الأجر والثواب، وهى كما قال عنها رسول الله صلى الله عليهِ وسلم :
هذهِ الأيام الفاضلة أيام ..
العشر من ذي الحجة
التي جعل الخالق خصوصية لزمانها ، والتي نحن بصدد استقبالها، قد ورد تفضيلها وتعظيمها في قول الله عز وجل:
(.. وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ* وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ..)الفجر:1-3
فقسمه سبحانه وتعالى ، بما يقسم بهِ إشارة إلى التعظيم والتشريف.
وقد ثبت في الصحيح عن ابن عباس:
( مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ اْلأيَّامِ الْعَشْرِ،
يعني: عشر ذي الحجة،
فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ)رواه الترمذي وأبي داود
أي: خرج بنفسهِ ومالهِ ، فذهب مالهِ وأزهقت روحهُ في سبيل الله عز وجل
لذلك فأي : عمل يؤدي في هذهِ الأيام هو الأفضل ؛
لعموم فضيلتها، وعظمتها ، وتأكيد هذا التفضيل بالمقارنة بالجهاد.
وإن من أفضل ما يعمل في هذهِ الأيام العشر المعدودة حج بيت الله الحرام ، لمن استطاع إليهِ سبيلا
المكان الذي تحن قلوب الكثير من المؤمنين إلى زيارة البيت العتيق،
ولعلمهِ سُبحانه وتعالى بعدم قدرة الكثيرين على الحج كل عام فقد فرضه على المستطيع مرة واحدة،
ومن رحمته الواسعة أيضاً ، قد جعل موسم العشر الأوائل من ذي الحجة مشتركاً بين الحجاج ، وغيرهم ..
فمن عجز عن الحج في عام قدر،
على الاجتهاد في العبادة في هذه العشر، فتكون له أفضل من الجهاد، الذي هو أفضل من الحج
ومن لم يوفق لأداء هذهِ الفريضة العظيمة
ويريد أن يكسب الأجر والثواب ، إذا كان كذلك
عليهِ بالاجتهاد فى تلك الايام بأعمال يكون ثوابها كبير كأجر الحج العظيم ..
فما هى تلك الأعمال الفاضلة ..!!
التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها في عشر ذي الحجة ؛ ليشارك الحجاج في ثوابهم
وهو في مكانه..!!
دون أن يتحسر على عدم مشاركتهم والذهاب معهم ، فإذا كنتِ
ممن أوجبة في نفسهِ حرقة ، وحريصة على كسب االثواب الكبير كأجر الحج
فسيكون عليك بالاجتهاد في تلك الأيام ، وعليكِ القيام بالكثير من الأعمال التي سنهديها لكِ
كي تستطعين معالجة حسرة الحج..!!
الروابط المفضلة