هذه قراءه من كتاب الوابل الصيب من الكلم الطيب لابن القيم
استفدت من هذا الكتاب كثير فحبيت اعرضه عليكم لما فيه من الفائدة العظيمة قد يكون هناك من قد اطلع عليه لكن يوجد من لم يطلع عليه
لقد كتبت لكم صفحه من صفحاته أسأل الله تعالى أن ينفع بها فلا يفوتكم ما لم أذكره لكم
( الذكر أفضل من الدعاء )الفصل الثاني : الذكر أفضل من الدعاء : الذكر ثناء على الله عز وجل بجميل أوصافه وآلائه وأسمائه ، والدعاء سؤال العبد حاجته ، فأين هذا من هذا
ولهذا جاء في الحديث (من شغله ذِكري عن مسألتي أعطيتهُ أفضل ما أُعطي السائلين )
ولهذا كان المستحب في الدعاء : أن يبدأ الداعي بحمد الله تعالى ، والثناء عليه بين يدي حاجته ثم يسأل حاجته كما في حديث فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يدعو في صلاته لم يحمد الله تعالى ، ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (عجل هذا ) ثم دعاه فقال له أو لغيره : (إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه عز وجل والثناء عليه ، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بعد بما شاء )رواه الإمام احمد والترمذي وقال حديث حسن صحيح ورواه الحاكم في صحيحة
وهكذا دعاء ذي النون عليه السلام قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ( دعوة أخي ذي النون ما دعا بها مكروب إلا فرج الله كربته : قال تعالى (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )الأنبياء 87
وفي الترمذي (دعوة أخي ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت : (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)الأنبياء 87 فانه لم يدعو بها مسلم قط إلا استجاب الله له )
وهكذا عامة الأدعية النبوية على قائلها أفضل الصلاة والسلام ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في دعاء الكرب ( لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم )
ومنه حديث بريدة الأسلمي الذي رواه أهل السنن وابن حبان في صحيحة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يدعو وهو يقول : اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد فقال (والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم ، الذي إذا دُعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى)
وروى أبو داود والنسائي من حديث أنس أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم جالساً ورجل يصلي ثم دعاء :اللهم إني أسألك بأن لك الحمد , ولا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا حي يا قيوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى )فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الدعاء يستجاب إذا تقدمه هذا الثناء والذكر ، وأنه اسم الله الأعظم فكان ذكر الله عز وجل والثناء عليه أنجح ما طلب به العبد حوائجه
الروابط المفضلة