السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك التباس بين أبي عبد الله مالك بن أنس بن مالك الأصبحي الحميري إمام دار الهجرة وأحد الأئمة الأربعة،
وبين أبي حمزة أنس بن مالك بن النضر النجاري الخزرجي الصحابي وخادم رسول الله صلّى الله عليه وسلم. ولايوجد قرابة نسب بينهما،
إلا الدار فإنهما مدنيان وإن كانت وفاة الصحابي بالبصرة ووفاة الإمام بالمدينة. وولد الأول في السنة التي توفي فيها الثاني فيما قيل. أما عن القصة، فلم أقف عليها في تراجم الإمام مالك رحمه الله.
علماءنا الأفاضل: ما صحة هذه القصة بارك الله فيكم: حكي أن رجلا كان يدعى أنس بن عامر أراد أن يتزوج ووضع في أحلامه امرأة شقراء بيضاء تسر الناظرين، ولكن عندما تزوج وكشف عن وجهها ـ فهو لم يرها من قبل ـ وجدها سوداء وليست جميلة فهجرها في ليلة الزفاف، واستمر الهجران بعد ذلك فلما استشعرت زوجته ذلك ذهبت إليه وقالت يا أنس لعل الخير يكمن في الشر، فدخل بها وأتم زواجه ولكن استمر في قلبه ذلك الشعور بعدم رضاه عن شكلها فهجرها مرة ثانية، ولكن هذه المرة هجرها عشرين عاما ولم يدر أن امرأته حملت منه، وبعد عشرين عاما رجع إلى المدينة حيث يوجد بيته، وأراد أن يصلي فدخل المسجد فسمع إماما يلقي درسا، فجلس فسمع فأعجب وانبهر به فسأل عن اسمه فقالوا هو الإمام مالك، فقال ابن من هو؟ فقالوا ابن رجل هجر المدينة منذ عشرين عاما اسمه أنس فذهب إليه أنس وقال له سوف أذهب معك إلى منزلك، ولكنني سأقف أمام الباب وقل لأمك رجل أمام البيت يقول لك لعل الخير يكمن في الشر، فلما ذهب وقال لأمه، قالت أسرع وافتح الباب إنه والدك أتى بعد غياب ولم تقل له إنه هجرنا وذهب ولم تذكر أباه طول غيابه بالسوء، فكان اللقاء حارا وكان ابنه هو أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ خادم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وراوي أحاديث الرسول الصحيحة وكان يفخر بذلك؟ شكرا لك يا أم مالك على الدرس الجميل: لعل الخير يكمن في الشر.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلم نقف على من ذكر هذه القصة من أهل العلم، وفيها خلط ظاهر بين أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين مالك بن أنس الإمام المعروف ولا نسب بينهما، ولا نراها إلا مكذوبة.والله أعلم.
الروابط المفضلة