سنة الله فيمن سب رسوله
لقد جرت سنة الله فيمن افترى على رسوله وسلم أن يقصمه ويعاقبه عقوبة خارجة عن العادة ليتبين للناس كذبه وافتراؤه،
فعن عمرو بن ميمون، قال: حدَّثنا عبدالله في بيت المال، قال: "كان رسول الله
يصلي عند البيت وملأ من قريش جلوس وقد نحروا جزورًا،
فقال بعضهم: أيُّكم يأخذ هذا الفرث بدمه ثم يمهله حتى يضع وجهه ساجدًا فيضعه يعني على ظهره؟ قال عبدالله: فانبعث أشقاها فأخذ الفرث فذهب به ثم أمهله،
فلمَّا خرَّ ساجدًا، وضعه على ظهره فأخبرت فاطمة بنت رسول الله
وهي جارية، فجاءت تسعى فأخذته من ظهره، فلمَّا فرغ من صلاته، قال:
((اللهم عليك بقريش ثلاث مرات، اللهم عليك بأبي جهل بن هشام، وشيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، وعقبة بن أبي معيط))
حتى عدَّ سبعةً من قريش، قال عبدالله: فوالذي أنزل عليه الكتاب لقد رأيتهم صرعى يوم بدر في قليب واحد.
تحقيق الألباني، حديث صحيح، انظر: الحديث رقم (307)؛ "سنن النسائي".
وعن ابن عباس، قال: "صعد رسول الله
ذات يوم على الصفا، فنادى: يا صباحاه! فاجتمعت إليه قريش، فقال:
((إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، أرأيتم لو أني أخبرتكم أن العدو ممسيكم أو مصبحكم أكنتم تصدقوني؟))
فقال أبو لهب: ألهذا جمعتنا؟! تبًّا لك، فأنزل الله: ?
﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾[المسد : 1]
تحقيق الألباني، حديث صحيح، انظر: الحديث رقم (3363)؛ "جامع الترمذي".
وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو جهل: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ قال: فقيل: نعم،
فقال: واللات والعُزَّى لئن رأيته يفعل ذلك، لأطأنَّ على رقبته أو لأعفرنَّ وجهَه في التراب، قال: فأتى رسول الله
وهو يصلِّي، زَعَمَ لَيَطَأ على رَقَبته،قال: فما فجئهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه، قال:
فقيل له: ما لك؟ فقال: إن بيني وبينه لخندقًا من نار وهولاً وأجنحة، فقال رسول الله
((لو دنا منِّي لاختطفته الملائكة عضوًا عضوًا)).
رواه مسلم؛ انظر: الحديث رقم (7243) في "صحيح مسلم"
وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله عز وجل ﴿إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ﴾[الحجر : 95].
قال: المستهزئون:
الوليد بن المغيرة، والأسود بن عبد يغوث الزهري، والأسود بن المطلب، وأبو زمعة من بني أسد بن عبدالعزى، والحارث بن عيطل السهمي، والعاص بن وائل،
فأتاه جبريل عليه السلام شكاهم إلى رسول الله
فأراه الوليد أبا عمرو بن المغيرة، فأومأ جبريل إلى أبجله، فقال: ما صنعت؟
قال: كفيته، ثم أراه الأسود بن المطلب، فأومأ جبريل إلى عينيه، فقال: ما صنعت؟ قال: كفيته، ثم أراه الأسود بن عبد يغوث الزهري، فأومأ إلى رأسه،
فقال: ما صنعت؟ قال: كفيته،ومرَّ به العاص بن وائل، فأومأ إلى أخمصه، فقال: ما صنعت؟ قال: كفيته،
فأمَّا الوليد بن المغيرة فمرَّ برجل من خزاعة وهو يريش نبلاً له، فأصاب أبجله فقطعها، وأمَّا الأسود بن المطلب فعمي، فمنهم من يقول: عمي هكذا، ومنهم من يقول:
نزل تحت سمرة، فجعل يقول: يا بني ألا تدفعون عني؟! قد قتلت، فجعلوا يقولون: ما نرى شيئًا، وجعل يقول: يا بني ألا تمنعون عني؟! قد هلكت،
ها هو ذا أُطْعَن بالشوك في عيني، فجعلوا يقولون: ما نرى شيئًا، فلم يزل كذلك حتى عميت عيناه،
وأما الأسود بن عبد يغوث الزهري، فخرج في رأسه قروح فمات منها، وأمَّا الحارث بن عيطل، فأخذه الماء الأصفر في بطنه حتى خرج خرؤه من فِيه فمات منها،
وأما العاص بن وائل فبينما هو كذلك يومًا إذ دخل في رأسه شبرقة حتى امتلأت منها فمات منها، وقال غيره: فركب إلى الطائف على حمار، فربض به على شبرقة فدخلت في أخمص قدمه شوكة فقتلته
حديث رقم (17509)؛ سنن البيهقي الكبرى"، وصححه الألباني في "صحيح السيرة النبوية".
قصة أبي لهب وابنه
كان عَمًّا للنبيوذات يوم تجهزا إلي الشام للتجارةمع التجار من قريش كعادة العرب في القديم,
فقال عتبة:والله لأنطلقن إلي محمد ولأذوينه في ربه سبحانه وتعالي.حتى أتي النبي
فقال يا محمد (وهو يكفر) بالذي دني فتدلي فكان قاب قوسين أو أدني,فقال "اللهم سلط عليه كلبا من كلابك"
ثم انصرف عنه،فرجع إلي أبيه فقال له:يابني ما قلت له؟؟؟ فذكر له ماقاله,فقال يا بني:
والله ما آمن عليك دعاءه,فساروا حتى نزلوا بالشراة(وهي أرض كثيرة الأُسْد).فقال أبو لهب لمن معه من القوم:
لقد عرفتم سني وحقي:وإن هذا الرجل قد دعي علي ابني دعوة والله ما آمنها عليه،فاجمعوا متاعكم إلي هذه الصومعة وافرشوا لابني عليها ثم افرشوا حولها,
ففعلوافجاء أسد فشم ما يريد،فوثب وثبة فإذا هو فوق المتاع فشم وجه عتبة ثم هزمه هزمة ففسخ رأسه!
فقال أبو لهب:قد عرفت أنه لا ينفلت من دعوة محمد
(تفسير بن كثير)
وعن أنس رضى الله عنه قال: (كان رجل نصرانياً فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران، وكان يكتب للنبيفعاد نصرانياً،
فكان يقول: لا يدري محمد إلاَّ ما كتبتُ له، فأماته الله، فدفنوه، فأصبح وقد لفظته الأرض،فقالوا: هذا فعل محمدٍ وأصحابه، نبَشُوا عن صاحبنا فألقوه، فحفروا له وأعمقوا في الأرض ما استطاعوا، فأصبح وقد لفظته الأرض،فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه
(رواه البخاري ومسلم.)
قال الإمام ابن تيمية معلقاً على الخبر
(فهذا الملعون الذي افترى على النبيأنه ما كان يدري إلاَّ ما كَتبَ له،قصمه الله وفضحه بأن أخرجه من القبر بعد أن دُفن مراراً،
وهذا أمرٌ خارج عن العادة، يدل كل أحد على أنَّ هذا عقوبة لِما قاله، وأنه كان كاذباً، إذ كان عامة الموتى لا يُصيبهم مثل هذا، وأنَّ هذا الجرم أعظم من مُجرَّد الارتداد،
إذ كان عامة المرتدين يموتون ولا يُصيبهم مثل هذا، وأنَّ الله منتقمٌ لرسوله ممن طعن عليه وسبَّه، ومُظهرٌ لدينه ولكذب الكاذب إذا لم يمكن الناس أن يُقيموا عليه الحدَّ).
سبب تاليف كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
وقدألَّف كتابه هذا عندما قام رجل نصراني يُقال له عسَّاف بسبِّ النبي ، فأفتى شيخ الإسلام بقتله، فضرب نائب الأمير شيخَ الإسلام بسبب ذلك وسُجن،
وذهب النصراني فقتله ابن أخيه قرب مدينة رسول الله ، وخرج شيخ الإسلام من السجن رحمه الله رحمة واسعة.
وحكى الشيخ العلامة أحمد شاكر
أن خطيبًا فصيحًا مفوهًا أراد أن يثني على أحد كبار المسؤولين لأنه احتفى بطه حسين فلم يجد إلا التعريض برسول الله
فقال في خطبته: جاءه الأعمى فما عبس وما تولى!! قال الشيخ أحمدُ:
ولكن الله لم يدع لهذا المجرم جرمه في الدنيا،
قبل أن يجزيه جزاءه في الأخرى، فأقسم بالله لقد رأيته بعيني رأسي بعد بضع سنين، وبعد أن كان عاليًا منتفخًا،
مستعزًا بمن لاذ بهم من العظماء والكبراء رأيته مهينًا ذليلاً، خادمًا على باب مسجد من مساجد القاهرة، يتلقى نعال المصلين يحفظها في ذلة وصغار!!
وذكروا أن رجلاً ذهب لنيل الشهادة العليا من جامعة غربية، وكانت رسالتُهُ متعلقة بالنبي
وكان مشرفه شانئًا حانقًا، فأبى أن يمنحه الدرجة حتى يضمن رسالته انتقاصًا للمصطفى، فضعفت نفسه، وآثر الأولى على الآخرة.
فلما حاز شهادته ورجع إلى دياره فجئ بهلاك جميع أولاده وأهله في حادث مفاجئ.
وجاء فى كتاب الدرر الكامنة لابن حجر:
كان النصارى ينشرون دعاتهم بين قبائل المغول طمعاً في تنصيرهم وقد مهَّد لهم هولاكو ذلك
بسبب زوجته الصليبية ( ظفرخاتون ) وذات مرة توجه جماعة من كبار النصارى لحفل بسبب تنصُّر أحد أمراء المغول
فأخذ أحد من النصارى في شتم الرسول
يشتم رسول الله حقداً وكان هناك كلب صيد مربوط فلما بدأ هذا الصليبي زمجر الكلب وهاج
ثم وثب عليه وخمشه بشدة فخلصوه منه بجهد , فقال بعض الحاضرين : هذا بكلامك في حق محمد ,
فقال الصليبي : كلا بل هذا الكلب عزيز النفس رآني أُشير بيدي فظن أني أريد ضربه ، ثم عاد لسب النبي
وأقذع في الشتم فما كان إلا أن قطع الكلب رباطه ووثب على عنق الصليبي وقلع حلقه ( أو زوره ) في الحال ( انتزاعاً ) فمات الصليبي من فوره,
و عندها أسلم نحو أربعين ألفاً من المغول .
قصة يرويها لنا الشيخ الجليل الدكتور محمد إسماعيل المُقدَّم ( من كبار علماء أهل السنة في العصر الحديث )
في يوم الأحد 1 / 8 / 1993م الساعة الثانية ظهراً – المكان : ركن الخطباء في حديقة ( هايد بارك ) بوسط لندن :
بعض المسلمين الإنجليز المؤهلين للدعوة إلى الإسلام اعتادوا أن يتواجدوا بصفة أسبوعية في ركن الخطباء ليتناوبوا على الخطابة في هذا المكان
داعين إلى الإسلام وموضِّحين حقائق الإسلام ومُفنِّدين شُبَه أعدائه ، وفي هذا اليوم وقف الأخ أبو سفيان داعياً إلى الله عز وجل
فانبرى له رجل بريطاني نصراني يقاطعه ويشوِّش عليه ثم تَدَنَّى إلى ما هو أشنع من ذلك فسب ولعن الله ورسوله والإسلام ,
فلم يمهله الله طرفة عين وإذا بالخبيث يخرّ صريعاً على وجهه بعد أن بال على نفسه وأخذت الرغوة الكريهة تنبعث من فمه
وفشلت كل محاولات إسعافه فكان قد نفق في الحال , وكان أحد رجال الشرطة البريطانيين المسئوولين عن النظام قد تابع الموضوع بكامله عن كثب
فلما يأسوا من حياته ذهب ( الشرطي البريطاني ) إلى الأخ أبو سفيان وسأله : هذا ربك قد انتقم منه في الحال ؟؟؟
فرد عليه الأخ أبو سفيان : نعم هو الله الذي فعل ذلك فادع الروح القدس كي تعيده إلى الحياة إن استطعتم.
.
وهذه شهادات حيَّة من عقلاء تلك الحضارة الخاوية روحيًّا والباحثة عن طريق النجاة، والتي لن تجده إلا بدين أشرف الخلق محمد
اللهم يا حي يا قيوم انصر دينك وسنة نبيك وعبادك الصالحين، اللهم عليك بمن استهزأ بنبيك
اللهم عليك به، اللهم عليك به، اللهم أرنا فيه عجائب قدرتك يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام،
وصلى الله وسلم على سيد ولد آدم خاتم النبيين وآله وصحبه أجمعين.
الروابط المفضلة