ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ
كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً ) النساء86
التحية هـي : اللفظ الصادر من أحد المتلاقيين على وجه
الإكرام والدعاء ، ومـــا يقترن بذلك اللفظ من البشاشة
ونحوها .
وأعلـى أنواع التحية ما ورد به الشرع ، من السلام ابتداء
وردًّا. فأمر تعالى المؤمنين أنهم إذا حُيّوا بأي تحية كانت،
أن يردوها بأحسن منها لفظا وبشاشة، أو مثلها في ذلك .
ومفهوم ذلك النهي عن عدم الرد بالكلية أو ردها بدونها.
ويؤخــذ مــن الآيــة الكريمـــة الحث على ابتداء السلام
والتحية من وجهين :
أحدهما : أن الله أمر بردها بأحسن منها أو مثلها ، وذلك
يستلزم أن التحية مطلوبة شرعًا .
الثاني : ما يستفاد من أفعل التفضيل وهو "أحسن" الدال
على مشاركة التحية وردها بالحسن ، كمــا هــو الأصل
في ذلك .
ويستثنى من عموم الآية الكريمة من حيَّا بحـــال غيــــر
مأمور بها ، كـ "على مشتغل بقراءة، أو استماع خطبة،
أو مصلٍ ونحو ذلك" فإنه لا يطلب إجابة تحيته ، وكذلك
يستثنى مـــن ذلك من أمر الشارع بهجره وعدم تحيته ،
وهو العاصي غير التائب الذي يرتدع بالهجر ، فــإنـــه
يهجر ولا يُحيّا ، ولا تُرد تحيته ، وذلك لمعارضة
المصلحة الكبرى .
ويدخل في رد التحية كل تحية اعتادها الناس وهي غيــر
محظورة شرعًا ، فإنه مأمور بردّها وبأحسن منها ، ثــم
أوعد تعالى وتوعد على فعل الحسنات والسيئات بقوله :
( إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً ) فيحفظ على العباد
أعمالهم ، حسنها وسيئها ، صغيرها وكبيرها ، ثــــم
يجازيهم بما اقتضاه فضله وعدله وحكمه المحمود .
الكتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (ص191)
للشيـــخ : عبد الرحمن السعـدي رحمه الله تعالى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الروابط المفضلة