في زمان الخليفة المهدي
جاءه رجل وفي يده نَعل ملفوف
في منديل ، فقال : يا أمير المؤمنين
هذه نعل رسول الله صلى الله عليه
وسلم قد أهديتها لك . فقال : هاتها .
فدفعها الرجل إليه ، فقبّـل باطنها
وظاهرها ووضعها على عينيه
وأمر للرجل بعشرة آلاف درهم ،
فلما أخذها وانصرف قال المهدي لجلسائه :
أترون أني لم أعلم أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم لم يرها فضلا عن
أن يكون لبسها ! ولو كذّبناه لقال للناس :
أتيت أمير المؤمنين بنعل رسول
الله صلى الله عليه وسلمفردّها عليّ
وكان من يُصدّقه أكثر ممن يدفع خبره
إذ كان من شأن العامةميلها إلى أشكالها !
والنصرة للضعيف على القوي وإن كان ظالما !
فاشترينا لسانه وقَبِلْنا هديته وصدّقناه !
ورأينا الذي فعلناه أنجح وأرجح .
فإذا كان هذا في ذلك الزمان ،
ولم يلتفتوا إلى مثل هذه الأشياء ،
لعلمهم أن الكذب فيها أكثر مِن الصِّدق !
فما بالكم بالأزمنة المتأخرة ؟!
والله أعلم .
الروابط المفضلة