أذكركم بصيام الأثنين والخميس والمواظبة عليهما وأيام 13و14و15 من كل شهر هجري فهو سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وصيام ثلاثة أيام من كل شهر كصيام الدهر
والصيام له فضائل جمة عند الله الكريم جل وعلا ومنها:
أن الصيام قد اختصه الله لنفسه وأنه يجزي به فيضاعف أجر صاحبه بلا حساب لحديث: «إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به»
وأن دعوة الصائم لا تُردّ رواه البيهقي
وأن للصائم فرحتان إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربّه فرح بصومه
وأن الصيام يشفع للعبد يوم القيامة يقول أي ربّ منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه
وأن "الصوم جُنّة وحصن حصين من النار" رواه أحمد
وأنّ "من صام يوما في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا" رواه مسلم وخريفا أي أن الله يباعد بينه وبين النار مقدار مسيرة 70سنة
وأنّ "من صام يوما ابتغاء وجه الله خُتم له به دخل الجنّة" رواه أحمد فهل ضمنت عمرك؟
وأنّ في الجنة بابا "يُقال له الريان يدخل منه الصائمون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد" البخاري
وأعلم من فوائد الصيام:
أن الإنسان إذا جاع بطنه اندفع جوع كثير من حواسه فإذا شبع بطنه جاع لسانه وعينه ويده وفرجه فالصيام يؤدي إلى قهر الشيطان وكسر الشهوة وحفظ الجوارح
وأن الصيام يربي الإرادة على اجتناب الهوى والبعد عن المعاصي إذ فيه قهر للطبع وفطم للنفس عن مألوفاتها
وفيه كذلك اعتياد النظام ودقة المواعيد مما يعالج فوضى الكثيرين لو عقلوا
وأعلم شيء مهم:
جاء النهي عن إفراد الجمعة بالصوم البخاري فتح الباري برقم 1985 وعن صيام السبت في غير الفريضة رواه الترمذي 3/111 وحسنه والمقصود إفراده دون سبب، ونهي عن صوم الدهر وعن الوصال في الصوم وهو أن يواصل يومين أو أكثر دون إفطار بينهما
لا تتهاونوا ولا تقولوا بأن الجو حار أو شديد الحرارة فهذه فرصة يقول الحسن البصري: إن نفسي تفضل الظل على الشمس فكيف لا تفضل الجنة على النار؟! وكان نبي الله عيسى عليه السلام يقول: كم من شخص مليح ووجهِِ صبيح في النار يصيح. وأذكركم بقول الله تعالى (قل نار جهنم أشد حرا...) ألم تعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في جزء من حديث طويل ما معناه حتى لا أكذب على رسول الله أن جهنم طلبت من الله جل جلاله عندما خلقها أن يجعل لها نفسان تتنفس بهما فأعطاها الله َنفَسان وهما الحر والزمهرير فإن كان يوما شديد الحرارة جدا كان هذا نفس تتنفسه جهنم فعندئذ قولوا اللهم إنا نعوذ بك من حر جهنم وإذا كان يوما شديد البرودة كان هذا نفس تتنفسه جهنم وهو الزمهرير وعندئذ استعيذوا بالله من زمهرير جهنم
اللهم زحزحنا عن النار وأدخلنا الجنة (فمن زُحزح عن النار و أُدخِل الجنة فقد فاز * وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) نسأل الله أن يجعلنا من الفائزين ونسأله جل وعلا أن يدخلنا الجنة بغير سابقة عذاب وبغير مناقشة حساب ونسأله سبحانه أن يتوب على كل عاصٍ ويهدِ كل ضال برحمته وكرمه وفضله إنه نعم المولى ونعم النصير وأوصيكم ونفسي بالدعاء للمسلمين في كل مكان و أن يفك أسر المأسورين ويرد كيد الظالمين ولا تنسوني من صالح دعائكم ليقول لكم الملَك (آمين ولك بمثل ذلك)
وجزاكم الله خيرا
منقول
الروابط المفضلة