يظن بعض الناس أن أهم شيء في الدين أن يتعلم الفقه ... وحفظ القرآن و...
فالعلم أولاً والأخلاق ثانياً ... فهل هذا الكلام صحيح ...!؟
وأيهما يسبق الآخر : العلم أم الأخلاق ؟
يقول الله عز وجل : { رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ } البقرة:129
إن هذه الآية وردت على لسان سيدنا إبراهيم , وقدم العلم على التزكية ( وهي التربية على حسن الخلق ) أي أنه قدم العلم على الأخلاق ... أراك الآن سعيداً فقد انتصرت ... !!
إن هذه الآية التي ذكرت جاءت في القرآن أربع مرات , مرة على لسان سيدنا إبراهيم وثلاث مرات قولاً عن الله عز وجل , وكان الترتيب مختلفاً ... يقول الله تعالى : { كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلوا عليكم آيتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتب والحكمة } البقرة:15 فقد قدم الله التزكية على العلم ..
أي إنه في دعوة سيدنا إبراهيم قدم فيه العلم على التزكية ( وهي آية واحدة ) , ولكن حينما جاء القول عن الله تعالى قدم التزكية ( الخلق ) على العلم ( وذلك في ثلاث آيات ) , أراك قد سررت لهذه النتيجة ... لأنك تبحث عن الحقيقة ..
وكان هذا الهدف الأول من دراستنا للأخلاق أن نعلم : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلق " , { وما أرسلناك إلا رحمة للعلمين } الأنبياء:107
إن الهدف الثاني من دراستنا للأخلق هو معالجة الانفصال الشديد بين الأخلاق والعبادات , أو بكلمة أعم وأشمل : معالجة الانفصال بين الدين والدنيا ... فتجد الإنسان داخل المسجد في غاية الانضباط , أما خارج المسجد فهو إنسان آخر ...
إن هذا الإنفصال ليس من الإسلام في شيء , فالإسلام وحدة واحدة ... كل متكامل لا يتجزأ ..
وقد نتج عن هذا الإنفصال الشديد بين الأخلاق والعبادات نوعان من البشر في بلادنا :
النوع الأول : عابد سيء الخلق ..
النوع الثاني : حسن الخلق سيء العبادة ..
إنهما نموذجان مشوهان ... ليسا من الإسلام في شيء , ولذلك فهدفنا من دراسة الأخلاق إيجاد
العابد حسن الخلق , فأخشى أن تكون من هذين النموذجين ...!!
وزادك الله إيماناً وحسناً في أخلاقك أيها العابد حسن الخلق ..
أخلاق المؤمن / عمرو خالد ..
الروابط المفضلة