انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 5 من 5

الموضوع: **لمن يريد الإيمان بالله** المبحث الأول

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الموقع
    مصر
    الردود
    3,432
    الجنس
    امرأة

    **لمن يريد الإيمان بالله** المبحث الأول

    بسم الله الرحمن الرحيم

    يا من تريد الإيمان بالله


    السلام عليكم تحية مباركة من عند الله معطرة بالرحمة والبركات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    على كل من رضى بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمُحَمَّدْ صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً وعلى آله وصحبه وسلم،
    وعلى من آمن بعده .

    بدايةً أحب أن أطل عليكم بهذه الخواطر الفكرية والتى يسرها الله لى من علمه الذى وسع كل شئ
    من كتاب الله وسنَّة رسوله والحياة ، عن إطمئنان القلوب بوجود الله .

    فهَلُمَّ بنا نتدارس سويا ونذكَّر أنفسنا ونبلغ غيرنا بهذه المقتطفات الإيمانية وندعو الله أن يثبت الإيمان فى قلوبنا ،
    فاللهم مالك الملك يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على الإيمان بك.

    أستهل رؤيتى تلك بقول الله تعالى
    " سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ
    أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
    (53)" سورة فصلت

    وفى أنفسهم أفلا يتدبرون

    فإنظر إلى نفسك أولا بما أنعم الله عليك به من جسد ونفس وعقل ميزك به عن سائر المخلوقات
    لتفكر وتتدبر ، وإحساس وإرادة وضمير كمنظومة خَلقية متكاملة ونفخ فيك من روحه ليعطيك الحياة ،
    ثم أتمها عليك بنعمة الأخلاق والعلم لتتحلى بها فى حياتك.

    فجاء قول الله تعالى فى كتابه الكريم عن خلق الإنسان
    : " هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ
    لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا
    (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2)
    إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3)" سورة الإنسان.

    وقوله تعالى عن الروح :
    " الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِينٍ (7)
    ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ
    (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ
    السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلا مَّا تَشْكُرُونَ
    (9)" سورة السجدة .

    وكذلك قوله عن علم الإنسان :
    " وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ
    الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78)
    " سورة النحل .

    ويسألونك عن الروح


    قل الروح من أمر ربى
    ، فجاءت التطورات العلمية بنتائج مذهلة لمن وصل إليها عن القدرة على
    إستنساخ للكائنات والخلايا الحية فهذا ليس بخلق فلولا وجود الحياة فى الخلايا نفسها ما إكتملت ،
    فالخلق لله وحده من قبل ومن بعد سبحانه وتعالى عما يصفون .


    فجاء قول الله تعالى عن الروح وهى سر الحياة يعطيها من يشاء ويستردها وقتما يريد


    "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً
    (85) " سورة الإسراء ،على الرغم من
    التفسيرات المختلفة لهذه الآية الكريمة فى معنى الروح ، لكن نفسى مالت إلى هذا المعنى
    الذى إطمئن به قلبى وأحببت أن أشارككم به.


    وبعد أن نظر الإنسان فى نفسه وتفكر بها كخلق الله فلينظر فيما حوله.


    خلق السماوات والأرض وما بينما


    ففى إبداع الطبيعة تتجلى عظمة الخالق سبحانه وتعالى والتى تعلم منها الإنسان وإستلهم إبداعاته ومحاكاته له ،
    فهيا بنا نتأمل عظمة الله فى ملكوته لنبحر سويا فى جمال الطبيعة التى وهبنا الله تعالى إياها
    لنرقى بإحساسنا ونعلم أن الله على كل شئ قدير،
    فإنظر خلق السماء بغير عمد ترونها كما قال فى كتابه الكريم :

    "خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ
    وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ
    (10)
    هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ
    (11)" سورة لقمان.



    وآية أخرى من الطبيعة
    فى إختلاف الليل والنهار فجاء قول الله :

    "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الأَلْبَابِ(190)" سورة آل عمران.

    لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك الله يسبحون بحمد الله
    ولكن لا تفقهون تسبيحهمكما قال الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز :

    " تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ
    وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44)
    " سورة الإسراء،

    فجاء قول الله فى وصف حركة الشمس والقمر وتعاقب الليل والنهار :

    " وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39)
    لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)" سورة يس .

    فإنظر إلى هذا النظام الكونى المترابط والمتفاعل والمتكامل ، هذا النظام الكونى هو الذى دفع العلماء
    من الذين يؤمنون بالله والذين لا يؤمنون بالله أيضا إلى محاولات عديدة لمحاولة فهم ما يحدث فى الكون وتفسيره ،
    وجاءت النتائج كثيرة وما خفى كان أعظم ،أليس هذا بكافى على وجود الله
    ،

    أعلم أنه عندما يصل العلماء إلى هذه الدرجة من العلم يحتاجون بعدها إلى وقفة مع النفس
    للتدبر والتأمل فى الكون ليعيدوا لأنفسهم الإتزان والسلام الداخلى ، فياليت ما أكتب يذكرنى وإياكم
    أن ما أوتيتم من العلم إلا قليلا قد يسره الله لمن أراد لعلنا نخشع من خشيته ونرجع له ،

    "
    أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ
    فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ
    (16) " سورة الحديد

    فهذه ليست رحلة من الشك إلى اليقين ولكنها رحلة من الإيمان إلى دعوة الله بثبات الإيمان
    وهى من نعم الله على المؤمنين به رحمة منه ،

    اللهم إنا نسألك من فضلك العظيم .

    فجاء قوله سبحانه :
    "وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
    لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ
    (61)" سورة العنكبوت ،

    وقوله :
    "وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ
    بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (63)"
    سورة العنكبوت،

    وقد جاء اللفظ
    سألتهم فى الآيات الكريمة وفيها (الضمير هم عائد على ) من سماء وأرض أو شمس وقمر
    يقصد بذلك تفكرك فيهم ورؤيتك لهم هو الذى سيجيبك بوجود الله وعظمته فى خلقه
    .


    نظرية الكونية الكون منظم من الذرة إلى المجرة

    جاءت كثير من النظريات العلمية عن نشأة الكون وخلق الإنسان ودائما تأتى النتائج ناقصة ويأتى بعدها
    من يبحث ويضع فروضه النظرية وهكذا ، لذلك لا يستطيع أحد أن يجذم بتفسيرات ثابتة عن الحقائق الكونية
    وإنما هى محاولات للتفسير ،

    فهذا الترابط بين كل أجزاء الكون المادية والمعنوية لم يأتى بالمصادفة كما يدعى البعض ،
    وإنما بتدبير العليم الحكيم من بداية الخلق إلى قيام الساعة حتى النظم السياسية الحاكمة للعالم
    على مر التاريخ والحضارات ، فكل إنسان خلقه الله بقدرات عقلية ونفسية وبدنية تؤهله لما خلق له فكل يسر لما خلق له ،

    فقد جاء فى الحديث أن
    " رجلا سأل رسول الله فيما يعمل العاملون قال كل ميسر لما خلق له" صحيح البخارى،

    حتى النظم الإقتصادية فلا يستطيع أحد أن يجعل فئة من الناس غنية وأخرى فقيرة فالغنى والفقر ليس بالمال وحده
    وإنما بنعم الله التى لا تعد ولا تحصى على الإنسان سنتكلم عنها لاحقا عند ذكر الرزق،
    وكم من نظم إنهارت وسقطت ويشهد التاريخ بذلك ،

    فلكل أجل كتاب بمعنى علينا ان نأخذ بالأسباب ونجتهد ونبذل أقصى ما فى طاقاتنا وما قدر علينا سنراه ،
    فعليك أن تؤمن بالقدر خيره وشره ولا تدعوا من دون الله أحدا ، فلا أحد يملك لنفسه نفعا ولا ضرا.


    فأنظر آيات الله تعالى فى تدبير الكون :
    " أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا
    فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ
    (30)
    وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ
    (31)
    وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَّحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ
    (32)
    وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ
    (33)
    وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ
    (34)
    كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ
    (35)" سورة الأنبياء.

    وقال تعالى :
    "وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ
    فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
    (57)" سورة الأعراف.


    اليقين بالله

    لا أحد يملك مصير نفسه ولاغيره ، إذا أيها الإنسان إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك،
    وإعلم أنه إذا سكت المظلوم عنك فهو إلى أجلٍ مسمى، فإن كنت تعقل فإبكى ندماً على ما فعلت ورد المظالم إلى أهلها
    قبل أن يفوت الآوان فكل أتٍ قريب ، ولا تكن كالذين يمدهم فى طغيانهم إلى أجل معلوم ،

    قال تعالى : " مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (186)" سورة الآعراف ،
    اللهم أرنا فى الظالمين عجائب قدرتك، وإنصرنا على القوم الكافرين ، ولا تجعل الظالمين فتنة للذين آمنوا.

    قال تعالى : " قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ
    وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)" سورة الأعراف

    ، " وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (48) قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ
    لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ (49) "سورة يونس

    *** فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وإتقــــــــــوا يوما ً ترجعــــــــــــون فيه إلى الله ***

    كما قال الله فى كتابه الكريم : " وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ (281)" سورة البقرة،

    فلكل أجل كتاب فإذا جاء اجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون

    قال تعالى: "وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى
    فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ(61)" سورة النحل،

    فكل نفس ذائقة الموت وإلى الله ترجعون قال تعالى: " كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ
    فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35) "سورة الأنبياء

    ، وقال أيضا ً:" يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28)
    فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)" سورة الفجر.

    آهٍ لو تعلمون النفس المطمئنة فهي أعلى تصنيفات النفس التي أطمئنت لله رضيت بقضاء ربها
    فرضي عنها وأرضاها في الدنيا بالدخول في زمرة عباده الصالحين وفى الآخرة بجنات النعيم ،
    اللهم إجعلنا من عبادك الصالحين الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
    عن رب العزة سبحانه وتعالى : "مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقْد آذَنْتهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ
    أَحَبَّ إلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ، وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْت سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ،
    وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَلَئِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ،
    وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ ". رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .


    أى يوفقه الله على ما يرضى سمعه وبصره ويمشى فى طريق الخير والحق وعندما يستعين بالله
    على من ظلمه يقول الله وعزتى وجلالى لأنصرنك ولو بعد حين ، فقد حرم الله الظلم على عباده
    حتى لو دعا بها الكافر فما بالك بالمؤمن ، فدعوة المظلوم لا ترد فليس بينها وبين الله حجاب،

    فقد قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ثَلَاثٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ : الْإِمَامُ الْعَادِلُ ، وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ ،
    فَإِنَّهَا تُرْفَعُ فَوْقَ الْغَمَامِ ، فَيَنْظُرُ الرَّبُّ جَلَّ جَلَالُهُ فَيَقُولُ : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ " ،

    وقال تعالى:
    "وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (65)" سورة يونس،

    وعن
    أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العزة "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي
    وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا" رواه مسلم
    .

    قال تعالى :
    "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا (63)" سورة الفرقان

    ،وقال : "دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10)" سورة يونس.

    فلله الأمر من قبل ومن بعد ، إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ،
    قال تعالى :
    "بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (117)" سورة البقرة،

    وقد جاء فى الحديث الشريف " احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك، تعرَّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة،
    إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، جَفَّ القلم بما أنت لاق،
    فلو جهدت الخليقة على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك،
    فإن استطعت أن تعمل لله بالرضا مع اليقين فافعل، فإن لم تستطع فإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا "،

    ف
    اللهم لا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا، قال الله تعالى : "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) " سورة آل عمران.

    فإعلم أنه كما جاء فى الحديث الشريف "ما أصابك لم يكن ليخطأك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك "،

    وكما قال الله فى كتابه العزيز " قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51)" سورة التوبة.

    ولرب نازلة ضاقت بك كان فيها الخيركله ولكن لا تعلمون ، فإصبر الصبر الجميل
    وهو أعلى مراتب الصبرلمن يستطع ، الصبر الجميل هو الصبر بدون شكوى إلى الناس واللجوء إلى الله

    فقد جاءت الحكمة العربية " الشكوى لغير الله مذلة "، وجاء فى الشعر العربى

    وإذا شكوت إلى ابن آدم فكأنما *** تشكو الرحيم إلى الذى لا يرحم

    وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ، قال تعالى: " وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ
    وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (216)"سورة البقرة.

    هذا لا يعنى أن تترك حقك يضيع ، لا ولكن إبذل قصارى جهدك وتوكل على الله،
    فالمؤمن القوى أحب إلى الله من المؤمن الضعيف،

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف،
    وفي كلٍ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيءٌ
    فلا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن (لو) تفتح عمل الشيطان" ( رواه مسلم )

    ، فلا تجعل أحد يجبرك على الدخول فى دائرة أخذ حقك ليلهيك عن هدفك الأساسى ، فإسعى بقدر جهدك وتوكل على الله بيقين التوكل فوعد الله حق ونصره قريب.


    لا أحد يملك رزقك سوى الله

    فقد أقسم الله تعالى بأن الرزق بيده ليطمئن قلبك كما جاء فى كتابه الكريم :
    " وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ (23) " سورة الذاريات ،

    فعند خلق الإنسان فى رحم أمه تنزل الملائكة وتكتب عليه أربع أشياء لا يعلمها إلا الله
    ميلاده ومماته (أجله) ، سعيد أم شقى ، رزقه، وعمله ،

    قال تعالى : "اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (62)"سورة العنكبوت.

    وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم
    كما يرزق الطير تغدو خماصا و تروح بطانا " رواه الترمذي،
    أى تذهب الطيرلتسعى عن رزقها وهى لا تعلمه وتكون خاوية البطون وتعود وقد منَّ الله عليها من فضله ورزقها طعامها ،

    يقول الله تعالى : "وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (60)"سورة العنكبوت.

    فخذ بالأسباب وإسعى على قدر طاقتك وإعمل وإجتهد وإنظر نظرة شمولية على كل نعم الله لك
    ستجد راحة بالك وفؤادك ، فالرزق ليس فقط بالمال ، فلمن يرى أنه ضاق عليه رزقه فليصبرولينظر

    قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ،
    فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا " رواه البخاري والترمزى .

    فإحتياجات الإنسان الأساسية هى حياة آمنة بدون خوف فما بالك بمن يعيشون فى أجواء حرب اللهم فك كربهم ،
    مكان يؤويه فغيرك بلا مأوى ومنهم بلا وطن يعاملوا كلاجئين وغيرهم بالسجون اللهم إعفوا عنا وعنهم ،
    وصحة جيدة فغيرك بالمشافى وأحيانا لا يملك ثمن الدواء اللهم إشفى كل مريض،
    وعندك طعام يومك فإنظر غلى من يبيتون ليلتهم بدون غذاء ولا يسأل عنهم جارهم ولا أقرب الناس إليهم،

    فدائماً ستجد نعم الله التى لا تعد ولا تحصى عليك فإحمد الله تعالى على ما انعم الله عليك به .

    اللهم إكفنا بحلالك عن حرامك وإغننا بفضلك عمن سواك ، وإجعلنا ممن نقدر نعمتك علينا وقر بها عيننا
    وإرزقنا خيرها وبارك لنا فيها.

    إن الدعاء سابق القدر ، فالدعاء لـــــــب العبادة، فإسألــــــــــــــوا الله من فضله

    فإن الدعاء يصعد إلى السماء ليصارع نزول القدر فإما يستجيب لك الله أو يرفع عنك إبتلاء كان سينزل بك ،
    أو يؤخر الله إجابته ليوم معلوم ، فإجتهدوا فى الدعاء ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم

    قال : " مـا من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رحم إلا أعطاه الله بـها إحدى ثلاث : إما أن تعجل له دعوته ، وإما أن يدّخرها له في الآخرة ، وإمـا أن يصرف عنه من السوء مثلها . قالوا : إذاً نكثر ؟ قال : الله أكثر" .

    "رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)" سورة البقرة.

    *******************************
    إلى اللقاء مع

    **لمن يريد الإيمان بالله** المبحث الثانى

    ***********************************

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الموقع
    مصر
    الردود
    3,432
    الجنس
    امرأة
    دعوة للعلم



    فقد جاء هذا الدين الحنيف بأولى آياته القرآنية التى نزلت على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم،
    قال تعالى : "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3)
    الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)" سورة العلق ، علم الإنسان ما لم يعلم

    فالعلم فريضة على كل إنسان على قدر ما إستطاع وعلى قدر ما أهَّله الله سبحانه وتعالى
    من قدرات ذهنية تساعده على التدبر فى الكون و معرفة الله وعبادته.

    ويأتى فضل العالم على العابد فتروى لنا السيرة عن قصة الرجل الذى قتل 99 نفسا ً وأراد أن يتوب
    وظل يبحث ويبحث لمن يرشده لطريق الصواب والهداية فأرشده الناس إلى أعبد الناس فروى له ما حدث
    وقال دلنى على طريق التوبة ، تروى القصة أنه قال له لا توبة لك فقتله، وذهب يبحث عن من يدله
    فأرشده الناس إلى أعلم الناس فذهب إليه فقال له إن الله يقبل التوبة من عباده ورد المظالم إلى اهلها ،
    فلم يغلق عليه كل الطرق وأرشده إلى ما يصلح حياته.

    وإن كنت أعتقد أن أعبد الناس لن يقر بعدم توبته إلا عن جهل بعلم الله فالعبادة ليست مناسك تؤدى فقط
    ولكن ما فرضت لأجله من صلاح المجتمع ، فيأتى هنا الفرق بين العالم بعلم الله وعبادته وبين العابد لله بدون علم ،

    قال تعالى :" فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (7) "سورة الأنبياء،

    وليس معنى القتل هنا الذى يلزم فيه حد القصاص ، قال تعالى : "مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ
    فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا(32)"سورة المائدة،

    ولكن القتل المعنوى بالظلم وتضييع الحقوق أو السرقة أو الفتنة أو بذئ الكلام الفاحش بقول او فعل وغيرها
    مما يسبب قتل للنفس وفساد للمجتمع ،

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وهل يكب الناس فى النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم " متفق عليه.

    وهنا يظهر لنا فضل العالم على العابد وبيان فضل العلم فى إصلاح المجتمع وأفراده ،
    يقول النبى الحبيب صلوات الله عليه وسلامه : "إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران ،
    وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر" رواه البخارى، بمعنى الإجتهاد فى الرأى بما يناسب الحال
    فمن أصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر ،

    فيمكن أن يُسأل العالم عن نفس المسألة من أشخاص مختلفة ويأتى بإجابات مختلفة على حسب
    ما يصلح حال السائل وحياته ومن منها جاءت إختلاف المذاهب الفقهية رحمة من رب العالمين لعباده ،
    فالإسلام دين السماحة لكل من أراد من الناس على إختلاف أجناسهم وبيئتهم وثقافتهم وطبائعهم وعلى مر الأزمنة المختلفة.

    وتأتى الحكمة العربية " لكل مقام مقال " بما يتفق مع المعنى السابق من جواب السائل بما يناسب الحال
    ويصلح له حياته ومجتمعه، فالإسلام دين الفطرة السليمة كما قال الفقهاء " فأينما وجدت المصلحة فثمة شرع الله " .

    وتأتى الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لتحثنا على تعلم العلم ومحاولة الإلتزام بالأخلاق الحميدة
    التى تدلنا على عبادة الله حق عبادته بما يجعلنا أمة نافعة لأنفسنا ولمجتمعنا .

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم" ،

    وقال السلف الصالح " التفكر فى مسألة خير من قيام ألف ركعة " ،

    وهذا ليس تقليل من شان العبادة ولكن كيف تؤدى هذه العبادة هذا هو المقصد .فإنظر إلى العبادة الحقة ،

    قال عليه الصلاة والسلام (رب أشعث أغبرمدفوع بالأبواب لو أقسم على الله أبره) رواه مسلم،

    فالله لا يفرق بين الناس حتى لو ظننتم بقلة قيمة هذا الإنسان لكنه عرف ربه ولو أقسم عليه فى دعائه لأبره ،
    فهى دعوة للإنسانية قال تعالى :
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ
    وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ
    وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)" سورة الحجرات.

    فهذا هو العلم وهذه هى العبادة كما جاء بها كتاب الله وسنة رسوله ، قال تعالى :
    " أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)" سورة مُحَمَّد ، وقال : "أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا(82)"سورة النساء

    لا تخف

    لا تخف فإن رحمة الله وسعت كل شئ قال تعالى : "وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ
    قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ
    وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (165)"سورة الأعراف،

    فالله أرحم بعبده من أمهه وأبيه ، وما كان الله معذب حتى يبعث رسولا


    "مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً(15)"سورة الإسراء

    ، فالله يغفر الذنوب جميعا "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)" سورة الزمر .

    الخشية من الله


    فلا تخف من الخطأ ولكن خشية الله واجبة ، فإعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه سبحانه وتعالى يراك

    ، كان النبي صلى الله عليه وسلم بارزا يوما للناس فأتاه جبريل فقال
    ما الإيمان قال الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث
    قال ما الإسلام قال الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان
    قال ما الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .

    فلا تجعل الله أهون الناظرين إليك ، ولا تخف من ذى سلطان ما دام سلطان الله وملكه يدوم
    قال تعالى :
    "إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي (150)" سورة البقرة

    فيا من دعتك نفسك على ظلمها أو ظلم الناس فرد المظالم إلى أهلها وأرجع الحق لأصحابه وإستغفر الله وتب إليه ،
    فعن النبى صلى الله عليه وسلم قال :" كل ابن آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون" ،

    فإنصر أخاك ظالما أو مظلوما ، كيف ؟! أعينه على رد المظالم إلى أهلها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    " إنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال: رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره" رواه البخارى .

    كما جاء فى حديث الشريف : " التائب من الذنب كمن لا ذنب له " حديث ضعيف ،
    لكن عندما يرد المظالم إلى أهلها ويتوب إلى الله فلا تيأسوا من رحمة الله على التائب،
    كما قال الله تعالى فى كتابه الكريم :
    " إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ
    وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا(70)"سورة الفرقان.

    فمن إغتاب أحد فليسغفر ربه ويذكر أخيه بالخير فى نفس المجلس الذى إغتابه به ،
    ومن أثار الفتنة والوقيعة بين الناس فليستغفر ربه ويصلح ما أفسده ،
    ومن أخذ شئ بغير حق فليستغفر ربه وليرد المظالم إلى أهلها،
    وهكذا على قدر ما تستطيع به تكفير ذنبك وذلك من شروط التوبة النصوحة ،
    لتذهب بنية صادقة إلى الله تسأله التوب عسى أن يتوب علينا ويغفر لنا ،

    قال تعالى :
    " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ
    وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ
    يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8) " سورة التحريم.

    وفى نهاية القول نختم ببداية كلام الله تعالى فى معنى قوله : بسم الله الرحمن الرحيم
    ،

    فقبل كل شئ سَمِّ بالله وإستعين به وتوكل عليه وإعمل على قدر إستطاعتك ،
    وإذا أخفقت فلا تخف وإدعوا الرحمن يقبل توبتك ،

    قال تعالى :
    "قُلِ ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا
    وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (111)" سورة الإسراء ،

    فالوسطية والإعتدال فى كل أمرك هو ما ييسر لك حالك وهذا ما جاء به صحيح الدين .


    وتذكر أنه إذا سمعت يوما داعى السوء من شياطين الإنس أو الجن ، فلا تتبعه وإشهد بأن لا إله إلا الله وأن مُحَمَّدْ رسول الله .

    اللهم بلغت اللهم فإشهد ، والحمد لله رب العالمين .

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



    ********************************

    آخر مرة عدل بواسطة ymk200380 : 20-12-2011 في 08:46 PM

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الموقع
    Paris*Agadir
    الردود
    9,459
    الجنس
    أنثى
    ماشاء الله ياغالية
    والله لقد ابدعتي


    لا اظن انه هناك شئ ممكن ان يضاف على كل ماذكرتيه
    لاني لامستي بشكل او باخر كل جوانب الايمان

    لكن ومن خلال تجارب كثيرة
    اريد ان اعيد التذكير باهمية قوله جلى و على
    انه لا منجى و ملجا منه الا اليه
    اللهم اني استودعك نفسي و ابنتاي و زوجي و اهلي و احبائي فانه لا تضيع و دائعك







  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الموقع
    مصر
    الردود
    3,432
    الجنس
    امرأة
    شكرا لك Oum Lina et Lilia على الإهتمام وقراءة الموضوع


    أختلف معك فى بعض الرأى فالإسلام ملئ لمن يريد التعمق فيه ، ولكن أوغلوا فيه برفق كما أوصانا رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم " إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق" التعلم والعبادة على قدر طاقتك فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، فإن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلت.

    وفعلا صدقت فلا منجى ولا ملجأ من الله إلا إليه

    "


    " قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51)" سورة التوبة " عليه توكلنا وعليه فليتوكل المتوكلون

    فالله نعم المولى ونعم النصير

    اللهم نحن عبادك إن تشأ تعذبنا وإن تشأ تعفو عنا ، اللهم إرحمنا رحمة تغننا بها عن رحمة من سواك يا أرحم الراحمين


    آخر مرة عدل بواسطة ymk200380 : 25-12-2011 في 02:31 AM

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الموقع
    مصر
    الردود
    3,432
    الجنس
    امرأة
    ده رابط موقع للبحث فى أيات القرآن الكريم

    http://quran.muslim-web.com/search.htm?SearchText=%D9%83%D9%88%D9%86

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 11
    اخر موضوع: 11-10-2011, 05:18 PM
  2. الردود: 11
    اخر موضوع: 11-10-2011, 05:18 PM
  3. الردود: 76
    اخر موضوع: 12-03-2010, 03:17 PM
  4. ๑ الإيمان وأركانه || دمــــعة مـــــوحد -11- || الإيمان بالله تعالى 1 ๑ نسخ
    بواسطة أمل وضياء في مواضيع روضة السعداء المتميزة
    الردود: 76
    اخر موضوع: 12-03-2010, 03:17 PM
  5. مرض ضعف الإيمان بالله تعالى
    بواسطة حقائق إيمانية في روضة السعداء
    الردود: 10
    اخر موضوع: 27-02-2009, 09:15 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ