ذكر الله عز وجل



الحمد لله الحمد لله المذكور بكل لسان المشكور على كل حال خالق الخلق ليعبدوه مظهر الحق لهم ليعرفوه يسر لهم الوصل إليه وإلى دار كرامته ليعملوا بذلك وليرجوه ويخافوه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ..

أما بعد
أما بعد فيا أيها الناس اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا كونوا من أولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض كونوا من الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ألا بذكر الله تنفرج الكروب ألا بذكر الله يحصل النصر وتثبت الأقدام كما قال عز وجل ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله لعلكم تفلحون )

إن ذكر الإنسان لربه يملأ قلبه سرورا ويكسو وجهه نورا ويذكره الله تعالى به قال الله عز وجل ( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ) أيها الأخ المسلم أيهما أعظم أن تذكر الله عز وجل أو أن يذكرك الله عز وجل إن الثاني لهو أعظم أن يذكرك الله عز وجل فثواب الله على ذكره أعظم من عمل الإنسان وفي الحديث القدسي الذي رواه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن ربه أنه قال ( أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني )

انتبه أيها المسلم إلى قوله تعالى في هذا الحديث القدسي ( وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم )

لا إله إلا الله لا إله إلا الله لا إله إلا الله وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( سبق المفردون قالوا وما المفردون يا رسول الله قال الذاكرون الله تعالى كثيرا )

وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( مثل الذي يذكر الله والذي لا يذكر الله كمثل الحي والميت )
فالذكر حي والغافل ميت وسئل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله قال : ( من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه )

اللهم اجعلنا من اسعد الناس بشفاعتك اللهم اجعلنا من اسعد الناس بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعلنا من اسعد الناس بشفاعة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة )

اللهم اجعلها آخر كلامنا يا رب العالمين حتى ندخل بها جنات النعيم وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( أكثروا من شهادة لا إله إلا الله قبل أن يحال بينكم وبينها )

وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشرة مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل أي من العرب )وإنما نص على العرب لأن العرب هم أشرف أجناس بني آدم ولهذا بعث منهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مره كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له حرزا له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأتي أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم )

أخي المسلم هاتان كلمتان كما وصفهما النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم )

أخي المسلم أتحب أن تأتي ما يكون حبيب إلى ربك عز وجل إن الجواب نعم أحب ذلك وما أيسره على المسلم نسأل الله أن ييسر ذلك لنا ولكم وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مره غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر )

وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس )

وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب أحدنا ألف حسنة قال يسبح الله مائة تسبيحة فتكتب له ألف حسنة )

فاتقوا الله عباد الله وأكثروا وأكثروا من ذكر الله عز وجل في كل حال فقد كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يذكر الله تعالى على كل أحيانه اذكروا الله تعالى حال القيام وحال الجلوس وحال الإضجاع وفي كل حال إلا إذا كنتم في أماكن قذرة فليكن الذكر بالقلوب لا باللسان أيها الإخوة إن ذكر الله عز وجل يكون مطلقا ويكون مقيدا فالمطلق عام في كل وقت فالباقيات الصالحات فهي [سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله فهذه هي الباقيات الصالحات ]
أما المال والبنون فهو كما قال ربنا عز وجل : ( زينة الحياة الدنيا )

وأما الباقيات الصالحات فهي ما سمعتم أيها الأخوة المسلمون أما الذكر المقيد فهو الخاص بأسباب معينه أو بأحوال معينه مثل ذكر الله عز وجل عند الأكل والشرب وغير ذلك فالإنسان إذا أراد أن يأكل فليسم الله وهذا من الذكر فإذا انتهي فليحمد الله وهذا من الذكر وإذا دخل المسجد فليقل الذكر الواجب وهذا من الذكر وإذا خرج فكذلك ,

أيها الإخوة إن كثير من مجالسنا يكون خسارة علينا لا نذكر الله فيه ولهذا ينبغي للإنسان أن يكون مباركا على نفسه مباركا على جلسائه فيحرص على أن لا يجلس مجلسا إلا ذكر الله فيه وصلى علي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى يكون مباركا على نفسه وعلى جلسائه وهذا أمر سهل جدا لمن وفق له وما أيسر هذا إذا اعتاده الإنسان .

اللهم إنا نسألك أن تعيننا على ذكرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك يا رب العالمين اللهم إنا نسألك أن تجعلنا وأهلينا من الذاكرين كثيرا والذاكرات اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم والفوز بالجنة والنجاة من النار يا رب العالمين والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .


م ن ق و ل \\ من مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية