السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتى فى الله كيف حالكم مع الله؟ ثم كيف حالكم مع أنفسكم؟
أدعو الله أن تكونوا بخير

إليكم درس اليوم، فكونوا معى أحبكم الله:
لما نزل الموت بمحمد بن المنكدر أخذ يبكى بكاء شديداً فأحضروا له أبا حازم، فسأله أبو حازم عن سبب بكائه فقال: سمعت الله عز وجل يقول: {وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللهِ مَا لَم يَكُونُواْ يَحتَسِبُونَ} [الزمر:47] ، فأخاف أن يبدو لى من الله ما لم أكن أحتسب!
فأخذ أبو حازم يبكى معه. فقالوا له: أتينا بك من أجل أن تخفف عنه فزدت فى بكائه؟ فأخبرهم بما قال.
وللسلف رحمهم الله فى هذه الآية { وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللهِ مَا لَم يَكُونُواْ يَحتَسِبُونَ} أقوال ومنها:
قيل: نزلت هذه الآية فى أهل الرياء (التظاهر وحب السمعة).
وقال بعضهم: ويل لأهل الرياء من هذه الآية.
وقال بعضهم: نزلت هذه الآية فيمن عملوا أعمالاً وظنوا أنها حسنات فكانت سيئات، فبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون.
وقال بعضهم: نزلت هذه الآية فى أهل البدع قال تعالى: {قُل هَل نُنَبِّئُكُم بِالأَخسَرِينَ أَعمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعيُهُم فِى الحَيَاةِ الدُّنيَا وَهُم يَحسَبُونَ أَنَّهُم يُحسِنُونَ صُنعاً} [الكهف:103،104].
وقيل: نزلت هذه الآية الكريمة فى أهل الغرور والأمانى، الذين أوقعهم الشيطان فى المعاصى ومدَّ لهم حبال الأمانى.
قال الحسن البصرى: إن قوماً ألهتهم أمانى المغفرة وخرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم، وقالوا: نحن نحسن الظن بالله وكذبوا، فلو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل.
وقيل: نزلت هذه الآية فى أناس عملوا ذنوباً وظنوا أنها الصغائر فكانت من الكبائر، فبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون.
وقيل: نزلت هذه الآية الكريمة فى أناس أتوا بحسنات كثيرة عظيمة، ولكنهم أثقلوا ظهورهم بمظالم العباد فهم يحسنون الظن بحسناتهم ولكنهم غافلون عما وقعوا فيه من مظالم العباد، فاستوفى أصحاب المظالم حقوقهم من حسنات الظالم، ثم طرحوا عليه من سيئاتهم، فبدا له من الله ما لم يكن يحتسب.
وقيل: نزلت هذه الآية الكريمة فى أناس أتوا بحسنات كثيرة ولكنهم وقعوا فى ذنوب منعت انتفاعهم بهذه الحسنات فبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون.
وقيل: نزلت هذه الآية الكريمة فى أناس شاء الله عز وجل أن يناقشوا الحساب، وكما قال النبى صلى الله عليه وسلم:"من نوقش الحساب هلك" وفى رواية أخرى"من نوقش الحساب عُذِّب" فى الصحيحين ، فبدا له من الله ما لم يكونوا يحتسبون.
وأخيراً هل عرضنا أنفسنا على هؤلاء الخاسرين حتى نعلم هل بنا صفة من صفاتهم أم بنا كلها؟
نعم فكثير منا تجتمع فيه هذه الصفات ولا يعلم إلا من رحم الله، فنجد أناس كثيرون تحدثهم عن أمر الآخرة فتجدها إجابة واحدة ولا تختلف إلا فى الصياغة فيقول مثلاً: الله غفور رحيم وما دام القلب نظيف فلا شئ والله وعد من شهد بأن لا إله إلا الله أن يدخله الجنة و..و..و..
فهيا بنا نعرض أنفسنا على الآية ونحن أحياء وبأيدينا تغيير أنفسنا حتى لا يبدو لنا من الله ما لم نكن نحتسب ونحن أموات ولا شئ بأيدينا إلا الحسرات.
انتهى الدرس اليوم.
انتظرونى غداً إن شاء الله ودرس جديد.
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته