إخوانى فى الله، جاءتنى فكرة هذه الرسالة بسبب كتاب قرأته للشيخ: أحمد فريد، بعنوان "عنبر الحياة"
و هذا الكتاب يقص علينا حكايات شيخ يحكم عليه بالسجن بسبب أمور سياسية، فيسجن بجانب المحكوم عليهم بالإعدام، و كل منهم يقص عليه "الجرائم" التى ارتكبها، و يسألونه هل ممكن يتوب الله علينا، هل ممكن يتقبل توبتنا بعد كل ما فعلناه،
و سبحان الله الذى وسعت رحمته كل شىء،
فإن الشيخ فعلا يرغبهم فى التوبة و المبادرة بفعل الطاعات، و الغريب كل الغريب ما يحكيه الشيخ عن تغير حالهم، و تنافسهم فى فعل الطاعات، و حبهم و شوقهم للقاء الله تعالى
بل و الأغرب منه هو "البشارات" التى حدثت لهم، فكثير منهم رأى رؤيا تنبأه برضا الله عنه!
و قد أثرت فى قصة منه جميلة جدا، أن شابا ارتكب جرما أعظم مما تتخيلوا، تعرفون ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قتل أمه! قتلها لأنها ترفض زواجه من إسرائيلية!!!
هل تتخيلون أن مثل هذا الشاب يتوب! و لو تخيلنا انه يتوب هل تتخيلوا رحمة الله به، و أن الله يبشره بأنه قد تقبل توبته؟؟؟
هذا الشاب كغيره من زملائه، أيقن أن رحمة الله واسعة، و لكنه سأل الشيخ: "كيف أجعل امى ترضى عنى يوم القيامة و تسامحنى و أنا قد قتلتها"
و كذلك أيضا فى الكتاب كان هناك شابا آخر قد قتل أبيه من أجل المال، و قد سأل الشيخ أيضا هذا السؤال،
و من إجابة الشيخ لهم، قررت أن أرسل لكم هذه الرسالة حتى تعمنا كلنا،
فإنا و لو كنا لم نقتل والدينا، و العياذ بالله، فبالتأكيد قد قصرنا فى حقهم، و أنا أول من يعترف بذلك، و نحن نعلم عظم حق الوالدين علينا،
و منا من مات أحد والديه أو كلاهما، و لكن لا تعتقدوا أن الفرصة قد انتهت، فلازال هناك سبيلا للتوبة...

الخطوات مستوحاه من كلام الشيخ:

1)أولا التوبة النصوح إلى الله من هذا الذنب العظيم، و البكاء من خشية الله، و دعاء الله أن يرضى عليه والديه يوم القيامة.
2) الإكثار من فعل الطاعات و القربات، لأن كل حسنات العبد تكون فى ميزان والديه، فأنت بذلك تكثر من حسناتهم أيضا.
و من القربات التى نصح بها الشيخ:
-صيام داود، أى يصوم يوما و يفطر يوما
-قيام الليل بألف آية حتى يكتب من المقنطرين، مع الدعاء و التضرع و المناجاة
-الإطعام
-الصدقات
-الدعوة إلى الله
-عدم الغفلة عن الذكر، و الا يتكلم المرء إلا القليل حتى يوفر وقته للذكر
3) حفظ القرآن الكريم كاملا، حتى يكون سببا فى أن يلبس والديه تاج الكرامة يوم القيامة.
4)كثرة الاستغفار للوالدين و الدعاء لهما
5)عمل الصدقات الجارية لهما

و قد استجاب لهذا الشيخ الشباب، و الحمد لله تابوا على يديه، و تستشعر فعلا هنا الآية الكريمة:
" و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم"
فقد سجن هذا الشيخ ظلما، و لكن الله أراد به خيرا، فإن هؤلاء الشباب كانوا مجرمين، قتلوا و سرقوا و تعاطوا المخدرات، و منهم من مارس السحر و و و
و لكن الله فتح لهم باب التوبة على يد هذا الشيخ الكريم...سبحان الله القائل فى كتابه:"ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده " سبحان الله

و من الإجرام تغير حال الشباب، إلى تعلم الدين و القرآن و كثرة الصلاة و الاستغفار و الذكر و التضرع و الدعوة إلى الله، بل كانوا لا ينامون إلا قليلا، و يقومون الليل كله، فالكل ينتظر دوره فى الإعدام، و كانوا لا يتكلمون إلا لضرورة، و كانوا لا يأكلون إلا قليلا، و يوزعوا أكلهم حتى يكون صدقة لهم! بل منهم من أصبح داعية، و يعمل المسابقات فى حفظ القرآن، و منهم من يؤذن بصوت جميل خاشع، و كلهم كانوا ينتظرون لقاء الله فى شوق غريب، و يهنئون من أتى دوره فى الإعدام و يغبطونه عليه أشد الغبطة!!!

ومن البشارات التى حدثت لهم، أن "قاتل أمه" رآى فى منامه قبل اسبوع من اعدامه، رأى أمه تقول له: "اعلم يا بنى أنى راضية عليك"

و قاتل أبيه الذى تاب و كان يحفظ القرآن، و كان فى الجزء ال22، فرأى فى المنام والديه يلبسا لبس الزفاف و كانهما فى عرس، فقال لهما، لماذا تلبسان هكذا، هل أنتما عريسين؟ قالا له: انت الذى تزفنا، و لكن بقى لك 8 شهور...ففسرها هذا الشاب على أنها 8 أجزاء!!!

و من البشارات ان هؤلاء الشباب الذين أعدموا كان دائما يأتى يوم اعدامهم يوم صيامهم، فلعل هذه تكون من علامة حسن الخاتمة!!

و قد احببت أن ارسل لكم هذه الرسالة، عسى أن يتوب الله علينا جميعا و يغفر لنا تفريطنا فى حق الله و فى حق والدينا...

فأنى أسال كل من قرأ هذه الرسالة ان
يسترضى والديه،
و يعترف لهما بتقصيره
، و يبكى بين أيديهما
و يهديهما بأحب الأشياء لهما
و يقل لهما أطيب الكلام
و يخدمها بعينه
و يقضى لهما حوائجهما
و يصل رحمهما
و يطعمهما بيديه
و يدخل على قلبهما السرور
و يقبل أقدامهما
و يدعو لهما دوما بخيرى الدنيا و الآخرة،
و يجود عليهما بماله و جهده و وقته،
و يعلمهما الطاعات و يشترك معهما فى عمل طاعة معينة، فإن هذا الامر يؤلف بين القلوب كثيرا...
و يطلب منهما الدعاء
و أن يفعل كما فعل هؤلاء الشباب الذين حكم عليهم بالإعدام...
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "عاشروا التوابين فإنهم أرق أفئدة"!!!و أتذكر الآن قصة فى الأثر فى زمن موسى عليه السلام،

أن الله عز وجل اوحى إلى موسى، "ان هذا الرجل رفيقك فى الجنة"،

فاستغرب موسى عليه السلام، و ذهب ليرى ماذا يفعل هذا الرجل،

فوجده بارا بأمه، يطعمها و يأكلها بيديه،

فسأل موسى عليه السلام هذا الرجل، هل تدعو لك امك بشىء؟؟؟


قال: لا تدعو لى بشىء إلا شيئا واحدا:


"اللهم اجعله رفيق موسى فى الجنة"


قال له موسى عليه السلام:


"أبشر، فأنا موسى، و انت رفيقى فى الجنة، قد استجاب الله لأمك"!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!!!

(حكى هذه القصة الشيخ نبيل العوضى، جزاه الله خير الجزاء)

تذكروا إخوانى أن دعاء الوالدين للولد مستجاب

فاغتنموا هذه الفرصة العظيمة

و اطلبوا منهما أن يدعو لكم "بمرافقة النبى صلى الله عليه و سلم فى الفردوس الأعلى من الجنة
"