السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواتي لقد اهداني زوجي كتابا يحمل اسم وقفات مع الصلاة واحببت أن نتشارك نفعه
على أعتبار أن الصلاة من أهم العبادات وهي عماد الدين من أقامها أقام الدين ومن تركها هدم الدين
وأسأل الله أن ينفعنا به ويجعل صلاة شافعة لنا ومقبولة عند الله عز وجل
ويجعله في ميزان حسناتي وزوجي
بسم الله
الوقفة الاولى:مقدمة
-أهمية الخشوع في الصلاة
قال تعالى: (قد أفلح المؤمنون*الذين هم في صلاتهم خاشعون*)المؤمنون1.2
أخبر الله تعالى في هذه الآية المباركة أن الفلاح لا يكون إلاللمؤمنين الصادقين الذين حققوا مقتضيات الإيمان الكامل وتمسكوا والتزموا بجميع شروطه وأركانه وأعماله.
وجاء بحرف (قد) الذي يدل على التحقيق مع الفعل الماضي (أفلح)مع أن الفلاح يكون في المستقبل في الجنة,ليؤكد وقوع الفلاح عليهم وأنه متحقق لامحالة.
والفلاح هو :الفوز والنجاة والسعادة ونيل كل مطلوب ومرغوب,مع البقاء فيه.
ثم ذكر تعالى أهم صفاتهم فقال: (الذين هم في صلاتهم خاشعون)
فماهو الخشوع في الصلاة؟
هو تذلل القلب وخضوعه بين يدي الله سيده ومولاه,الذي يورث غض البصر وخفض الجناح وسكون الحركات
قال ابن كثير-رحمه الله-:والخشوع في الصلاة إنما يحصل لمن فرغ قلبه لها عما عداها,وآثرها على غيرها,وحينئذتكون راحة له وطمأنينة وقرة عين,كمافي الصحيح الذي رواه الإمام أحمد والنسائي عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"حبب إلي الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة".
يتبع.....

مراتب الناس في الصلاة:
وذكر رحمه الله تعالى في "الوابل الصيب"أن الناس في الصلاة على مراتب خمسة:
أحدها:مرتبة الظالم لنفسه,المفرط,وهو الذي انتقص من وضوئها ومواقيتها وحدودها وأركانها.
الثاني:من يحافظ على مواقيتها وحدودها وأركانها الظاهرةووضوئها, لكنه قد ضيع مجاهدة نفسه في الوسوسة,فذهب مع الوساوس والأفكار.
الثالث: من حافظ على حدودها وأركانها, وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار,فهو مشغول بمجاهدة عدوه,لئلا يسرق منه صلاته,فهو في صلاة وجهاد.
الرابع: من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها, واستغرق قلبه مراعاة حدودها

جزاكي الله خيرا على المرور على موضوعي
وكلك ذوق

::

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
بارك الله فيكِ ..

وقفات طيبة مع أعظم أركانه بعد الشهادتين،
ولولا شأنها العظيم، فما نالت هذه المرتبة..
فالصلاة أسرارها عظيمة وبركاتها عميمة وفوائدها كثيرة ،،
وإن ميزانها في الإسلام عظيم ومنزلتها عند الله عالية فهي عمود الدين ،
ومفتاح الجنة وخيرالأعمال.

وهي آخرُ وصيةٍ لنبينا عليه الصلاةُ والسلامُ ، الذي اوصانا بها ، وهو في
مرضِ موته ، فكان يقول كما ثبت ذلك من حديث عن أم سلمة رضي الله عنها :
(.. الصَّلاَةِ الصَّلاَةِ ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ..)،
وهي أولُ ما يحاسب عليه العبد يوم القيامةِ من الأعمال ، قال رَسُولَ :
(..إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ
وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ ..)رواه الامام احمد و ابو داود
وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالمحافظة عليها فقال :
(.. حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ..)البقرة238 ،
نسأل الله تبارك وتعالى أن يعيننا على طاعته ورضاه وأن يتقبل منا صالح
الأعمال والحمد لله رب العالمين

..~

مراتب الناس في الصلاة:
وذكر رحمه الله تعالى في "الوابل الصيب"أن الناس في الصلاة على مراتب خمسة:
أحدها:مرتبة الظالم لنفسه,المفرط,وهو الذي انتقص من وضوئها ومواقيتها وحدودها وأركانها.
الثاني:من يحافظ على مواقيتها وحدودها وأركانها الظاهرةووضوئها, لكنه قد ضيع مجاهدة نفسه في الوسوسة,فذهب مع الوساوس والأفكار.
الثالث: من حافظ على حدودها وأركانها, وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار,فهو مشغول بمجاهدة عدوه,لئلا يسرق منه صلاته,فهو في صلاة وجهاد.
الرابع: من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها, واستغرق قلبه مراعاة حدودها[/QUOTE]
وحقوقها لئلا يضيع منها شيئا,بل همه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغي, وإكمالها وإتمامها,قد تستغرق قلبه شأن الصلاة وعبودية ربه تبارك وتعالى فيها.
الخامس: من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك,ولكن مع هذا قد أخذ قلبه بين يدي ربه عز وجل, ناظرا بقلبه إليه, مراقبا له,ممتلئا من محبته وعظمته,كأنه يراه ويشاهده, وقد اضمحلت تلك الوساوس والخطرات, وارتفعت حجبها بينه وبين ربه,فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أعظم مما بين السماء والأرض ,وهذا في صلاته مشغول بربه عز وجل قرير العين.
فالقسم الأولمعاقب, والثاني محاسب, والثالث مكفر عنه, والرابع مثاب, لأن له نصيب ممن جعلت قرة عينه في الصلاة,فمن قرت عينه بصلاته في الدنيا قرت عينه بقربه من ربه عز وجل في الآخرة, وقرت عينه بالله تعالى تقطعت نفسه على الدنيا حسرات.
وقد روي أن العبد إذا قام يصلي قال الله عز وجل:"ارفعوا الحجب بيني وبين عبدي, فإذا التفت قال أرخوها".
وقد فسر هذا الالتفات بالتفات القلب عن الله عز وجل إلى غيره.....

من الاسباب المعينة على الخشوع في الصلاة:
واعلمي أختي ان للخشوع في الصلاة اسبابا كثيرة تعين على الوصول إليه , منها:

1-أن يملأ المصلي قلبه بمعرفة الله تعالى, وذلك من خلال التعرف إليه سبحانه بأسمائه وصفاته وأفعاله وآياته,هذه المعرفة التي تجعل القلب محبا لله معظما له بحيث يسيطر عليه هذا الحب والتعظيم فيخشع عندها القلب وتسكن الجوارح.

2-أن يفرغ المصلي قلبه من جميع العلائق والمشاغل الدنيوية التي تحول بينه وبين التفكر في عظمة الله تعالى وجلاله وجماله وكماله قبل أن يقوم بين يديه,فلا يكون هناك شيئ يشغل قلبه وهو في الصلاة إلا التفكر في الله جل وعلا وعظمته, والتوبة والإنابة إليه سبحانه.

3-ان يجتنب العبد الحرام ويبتعد عن الشبهات التي تجعل على القلب ظلمة تبعد عنه أنوار الله سبحانه.

4-ان يقوم بما أوجب الله عليه من الأقوال والأعمال مما يساعد على صفاء قلبه وطهارته.

5-أن يتفكر ويتدبر في معاني الصلاة وأسرارها وحكمها,
ويتأمل كل حركة وكلمة فيها متعرفا على معانيها واسرارها متدبرا حكم الله تعالى في تشريعها,
فإن ذلك من أعظم ما يساعد على الخشوع فيها.