بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواتي الحبيبات اني احبكم في الله
(( سورة النصر))
(( صدقتما….نُعيت إليّ نفسي ))
هكذا أجاب سيد الخلق محمد ( صلى الله عليه وسلم)….
عمر بن الخطاب وابن عباس ( رضي الله عنهما ) عندما بكيا….عند سماع السورة ….
وكأن رب العزة يقول لخير خلقه :
كفاك انشغالا بالناس ,,,فالدين قد كمل ..فأشتغل بخاصة نفسك….فلم يبق لك شغل في دار الكدر!!!!
_ بأبي أنت وأمي يارسول الله_
لاحظ أخي في الله,,,في هذه السورة المدنية ذات الآيات الثلاثة…التي كانت آخر سورة نزلت جميعاً…..ثبوت الاستغفار.
ومن المعلوم …إنّنا مأمورون بالاستغفار عند خواتيم الأعمال…كما في أواخر قيامك الليل…..(( والمستغفرين بالأسحار))
وعند إنهائك…لحجك …(( واستغفروا الله إنّ الله غفورٌ رحيم))
أما عند إقتراب أجلك,,,الذي أنت لا ولن تعلمه,,,,,ونهاية أعمالك برمتّها!!!
فأنت أحوج ماتكون ….للأستغفار….أخي.
فأحرص أخي في الله أن تكون من المستغفرين….قبل أن يأتي صباحٌ لاليل بعده…..
أو ليلٌ لاتدري أين ستقضي صباحه!!!!
وكما قال البقاعي أن الاستغفار هو حزام الأمان الثاني للمسلم ….أما الأول فكان وجود سيد الخلق ( صلى الله عليه وسلم ) فيهم,,,,
(( وماكان الله ليُعذبهم وأنت فيهم , وماكان الله مُعذبهُم وهم يستغفرون))
الأنفال (33)
فليس لنا أخي اليوم….إلا أن نلزم هذا الثاني بعد أن حُرمنا في هذه الدنيا من الأول….ونسأل الله أن نلقاه ( صلى الله عليه وسلم)…..في جنان الخلد بإذنه تعالى
آمين
يا أرحم الراحمين
وأسمع أخي لما قاله أبو هريرة يصف به حال سيد الخلق محمد ( صلى الله عليه وسلم) بعد نزول السورة…
( اجتهد النبي (صلى الله عليه وسلم) بعد نزولها…يقول إني أًمرت بها,,,حتى تورمت قدماه,,, ونحل جسمه,,,,وقل تبسمه…وكثر بكاؤه!!!)
_بأبي أنت وأمي يارسول الله_
وقال عكرمة…( لم يكن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قطّ أشد إجتهاداّ في أمور الآخرة ماكان عند نزولها )
وبالله عليك أخي….قارن بين إستغفار النبي ( صلى الله عليه وسلم) وإستغفارك,,,,وهو قد غٌفر له ما تقدم وتأخر من ذنبه :
** كان ( صلى الله عليه وسلم) يستغفر أكثر من سبعين مرة في اليوم.
**(( إنّه ليغان على قلبي….وإنّي لأستغفر الله في اليوم مائة مرة))
**كنا نعد لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم) في المجلس الواحد مائة مرة!!!
(( رب أغفر لي وتب عليّ….إنّك أنت التواب الغفور))
وفي الصحيحين عن عائشة (رضي الله عنها) :
(( أنّه ( صلى الله عليه وسلم)…كان يقول في ركوعه وسجوده : سبحانك اللهم وبحمدك ,,,اللهم أغفر لي,,,, )) يتأول القرآن.
وفي الصحيحين أيضاً :
من فن الذكر والدعاء الذي ألهمه الله ,,,,لسيد الخلق محمد ( صلى الله عليه وسلم) :
(( اللّهم أغفر لي خطيئتي وجهلي,,,وإسرافي في أمري,,,,وما أنت أعلم به مني,,, اللّهم أغفر لي هزلي وجدّي,,,, وخطئي وعمدي,,,وكل ذلك عندي,,,اللّهم أغفر لي ما قدمت وما أخرت,,,,وما أسررت وما أعلنت,,,,,لا إله إلا أنت))
وعّلم ( صلى الله عليه وسلم) الصديق….دعاء يدعو به في صلاته…..
كيف كان هذا الدعاء….الذي علّمه نبي….لصّديق,,,,
وما أجدر بنا نحن أن نتعلمه….أخي…..
(( اللّهم إنّي ظلمت نفسي ظلماً كثيراً……ولا يغفر الذنوب إلا أنت…..فأغفر لي مغفرةً من عندك وأرحمني إنّك أنت الغفور الرحيم))
وفي صحيح مسلم عن عائشة ( رضي الله عنها)…..
أفتقدت النبي (صلى الله عليه وسلم) ذات يوم ,,,فظننت أنه ذهب إلى بعض نسائه ,,,, فتحسست ثم رجعت فإذا هو راكع أو ساجد يقول :
(( سبحانك….وبحمدك لا إله إلا أنت ))
فقلت : بأبي أنت وأمي ….إنّي لفي شأن,,,وإنّك لفي شأن….
(( إذا جاء نصر الله والفتح))
والنصر,,,,,هو العون .
((إذا))….بإسم الشرط,,,إعلاماً بأنه لا ينقص ما قدّره سبحانه…وإن توهمت العقول أنّه فات وقته!!!
وليحصل ….لقلبك أخي الإخلاص والخوف والرجاء,,,,فالوقت قد قرُب.
( فكُن متوقعاً لوروده….مستعداً لشكره)
و((جاء))….أستقر وثبت في المستقبل بمجئ وقته المضروب له في الأزل .
_قاله البقاعي _
((نصر الله))….النصر أخي…درجات…..أٌشير إليه هنا بمطلق الإضافة إلى الاسم الأعظم …..يُراد به أعلى درجات النصر!!!!
(( والفتح))….يُراد به مطلق الفتح….الصالح لكل فتح….
منها فتح مكة…فذُلّ بذلك جميع العرب يقولون ( لاطاقة لنا بمن أظفره الله بأهل الحرم)
(( ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً ))
قال القرطبي…أُريد بالناس أهل اليمن, ورد منهم سبعمائة إنسان مؤمنين,,,,طائعين بعضهم يؤذنون,,,وبعضهم يقرءون القرآن ,,, وبعضهم يهللون ,,,فسّر بذلك النبي ( صلى الله عليه وسلم),,,,وبكى عمر وابن العباس.
وفي صحيح مسلم :
(( أتاكم أهل اليمن , هم أضعف قلوباً وأرق أفئدة ,,, الفقه يمان ,, والحكمة يمانية))
وروي….أنّ الناس دخلوا في دين الله أفواجاً,,,,, وسيخرجون منه أفواجاً!!!
(( ورأيت))….بعينيك تشريفاً لك ياسيد الخلق ( صلى الله عليه وسلم).
((الناس))….العرب الذين كانوا أذلاء , فصاروا بإتباعك (بإذن الله)…هم الناس …وسائر أهل الأرض أتباعاً لهم.
(( يدخلون))….شيئاً فشيئاً,,,دخول مستمر .
(( في دين الله))…في شرع من لم تزل كلمته (سبحانه) هي العليا .
(( أفواجاً)) ….جماعات ,فوج بعد فوج.
(( فسبّح بحمد ربك, وأستغفره, إنّه كان تواباً))
أخي ,,في الله
كم نحن مقّصرون …فالاستغفار تعبد يجب إتيانه لا للمغفرة بل تعبداً….
وقيل هذا تنبيه لأمة محمد (صلى الله عليه وسلم),,,,لكيلا يأمنوا ويتركوا الإستغفار!!!
وروى مسلم عن عائشة (رضي الله عنها) : كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يكثر من قول ….
(( سبحان الله وبحمده , أستغفر الله , وأتوب إليه ))
فقلت: يا رسول الله أراك تكثر من قول :
(( سبحان الله وبحمده, أستغفر الله وأتوب إليه ))
فقال ( صلى الله عليه وسلم) :
(( خبّرني ربي أنّي سأرى علامة في أمتي , فإذا رأيتها أكثرت من قول سبحان الله وبحمده))
((فسبّح))…..التسبيح : تنزيه عن النقص إشارة إلى إكماله الدين تحقيقاً , لما كان من تقدم وعده الشريف.
( تُحلق روحي عالياً…..بذكر ربي )….أصل الكلمة من السبح : المر السريع في الماء , أو في الهواء.
نزّه بقولك وفعلك في الصلاة وكل أفعال العبادة…الله خالقك.
وهذا التسبيح متلبس بكمال وإجلال وتعظيم…
(( بحمد ربك))….حامداً له على ما آتاك من النصر !!
ولاحظ أخي…الإيناس البديع في كلمة (( ربك))….ربك أنت الذي أنجزك الوعد بإكمال الدين وقمع المعتدين…..المحسن إليك أبداً لكرامتك عنده ( سبحانه).
(( وأستغفره))….
بعد أن أُمر ( صلى الله عليه وسلم) بتنزيه الله العظيم….ووصفه تقرباً إليه (( ربك))..
وصل إلى نهاية ذاك …مخاطباّ لأعلى الخلائق….بأنك عاجز عن الوفاء بحقي لما لي من العظمة ( المشار إليها في السورة بذكر اسم الله الأعظم مرتين)….ومن كماله سبحانه أن يأخذ بالذنب….أو يغفره مهما كان عظيماً….ليحث سبحانه على المبادرة إلى التوبة وتكثير الحسنات. ( قاله البقاعي)
لتقتدي بك أمتك….في المواظبة على الأمان الثاني لهم….فإن الأمان الأول الذي هو أنت (صلى الله عليه وسلم)….وجودك بين أظهرهم قد دنا رجوعه إلى الرفيق الأعلى
ومن فن الذكر الذي كان يدعو به سيد الخلق محمد ( صلى الله عليه وسلم) :
(( سبحانك لا أحصي ثناءاً عليك كما أثنيت على نفسك))
لاحظ أخي في الله…..كيف أن قدوتنا ( صلى الله عليه وسلم) لا ينسب العمل إلى نفسه إطلاقاً…..
دخل يوم الفتح مطأطئاً رأسه الشريفة حتى ليكاد يمس واسطة الرحل ….تواضعاً لله سبحانه وتعالى وإعلاماً لأصحابه _ رضوان الله عليهم_ أن ماوقع هو بحول الله ,,,,لا بكثرة من معه من الجمع وإنما جعلهم سبباً لطفاً منه بهم….
فالإستغفار من الزهو الذي قد يساور القلب…..من سكرة النصر بعد طول كفاح.
والإستغفار ….مما ساور القلب في لحظات من ضيق بالشدة وإستبطاء لوعد الله.
والإستغفار من التقصير في جناب الله حمداً وشكراًً…..
أعلمي يا نفس أنك عاجزة عن أي شئ….إلا أن يأذن الله بنصره!!!!!
لا تنسوني من دعاءكم
الروابط المفضلة