..
..
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ليكون للعالمين نذيراً , وصى عباده بفعل الطاعات ووعدهم بالجنة وتوعد من عصاه بالنار ...
حياكن الله في هذه الروضة من رياض الجنة , أسأل الله كم جمعنا في رياض الدنيا أن يجمعنا في الآخرة .
خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو نحمده على نعمه وآلائه، ونشكره على فضله وإحسانه، لا إله إلا هو العليم الحكيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ ابتلى عباده بالدنيا والآخرة، فجعل الدنيا محفوفة بالشهوات، وجعل الآخرة محفوفة بالمكاره، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ خيره الله تعالى بين ملك الدنيا والزهد فيها، فاختار الزهد على الملك، وآثر الآخرة على الدنيا، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إذا دخل العشر شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله )) متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها .
وفي رواية
مسلم : ( كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره )وهذا يدل على أهمية وفضل هذه العشر
روى الإمام مسلم عن عائشة – رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يجتهد في العشر الأواخر، ما لا يجتهد في غيره".
وفي الصحيحين عنها قالت: "كان النبي – صلى الله عليه وسلم- يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر شمَّر وشدّ المئزر"
.دلت الاحاديث علي فضل العشر الأواخر ، وشدة حرص نبينا وقدوتنا صلوات ربي عليه ، علي أغتنامها والاجتهاد فيها ،
فيجب علينا أن نتفرغ لها ، وأن لا ننشغل بأعمال الدنيا، ونجتهد بالصلاة والذكر والقيام والقراءة وصلة الرحم والصدقة ،
فالا نعلم هل سنذرك العشر الأواخر مرة أخرى، أم سيكون أخر رمضان يمر علينا .فإن المرء لا يدري لعله لا يدركها مرة أخرى .
باختطاف هادم اللذات ومفرق الجماعات والموت الذي
هو نازل بكل امرئ إذا جاء أجله ، وانتهى عمره ،
فحينئذ يندم حيث لا ينفع الندم .
قالت عائشة من أن النبي – صلى الله عليه وسلم- كان يحيي ليله، ويشدّ مئزره، أي يعتزل نساءه ليتفرغ للصلاة والعبادة.
وكان النبي – صلى الله عليه وسلم- يحيي هذه العشر اغتناماً لفضلها وطلباً لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
وقد جاء في صحيح مسلم عن عائشة – رضي الله عنها- قالت: ما أعلم – صلى الله عليه وسلم- قام ليلة حتى الصباح"
ولا تنافي بين هذين الحديثين، لأن إحياء الليل الثابت في العشر يكون بالصلاة والقراءة والذكر والسحور.
ونحو ذلك من أنواع العبادة، والذي نفته، هو إحياء الليل.
ومن خصائص هذه العشر أن فيها ليلة القدر، التي قال الله عنها: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ 2وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ 3لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ 4تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ 5سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ سورة القدر .
وقال فيها إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ سورة الدخان الآية 3
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ، ما لا يجتهد في غيرها مسلم(1175)
عن عائشة ومن ذلك انه كان يعتكف فيها ويتحرى ليلة القدر خلالها البخاري (1913) ومسلم(1169)
وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره "
البخاري (1920) ومسلم (1174) زاد مسلم وجَدَّ وشد مئزره .
وقولها " وشد مئزره " كناية عن الاستعداد للعبادة.
والاجتهاد فيها زيادة على المعتاد ، ومعناه التشمير في العبادات .
وفعله صلى الله عليه وسلم هذا يدل على اهتمامه بطاعة ربه ،
ومبادرته الأوقات ، واغتنامه الأزمنة الفاضلة
،،،،،،
الروابط المفضلة