(( بسم الله الرحمن الرحيم ))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواتي الحبيبات اني احبكم في الله............
(( سورة المسد ))
(( من عادى لي ولياً….فقد آذنته بالحرب))
وهكذا …..تولى الله سبحانه عن رسوله ( صلى الله عليه وسلم) , أمر المعركة….حربٌ معلنة من عبدين ضئيلين ..أبي لهب وامرأته….!!
وفي آية واحدة…يصدر الدعاء , ويتحقق ,, وتنتهي المعركة ويسدل الستار
أخي في الله……ليس في القرآن كله ذم لمن كفر بحبيبنا وقائدنا ,,,وسيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم )….باسمه إلا في هذا وإمرأته,,,,ففيه عبرة أن الأنساب لا قيمة لها , بل صاحب الشرف يكون ذمّه على تخلفه من الواجب أعظم.
ويأتيه…الدعاء بالخسر من رب السماوات والأرض….الله…العزيز الحكيم.
(( تبت يدا أبي لهب وتب ))
قال سيد الخلق محمد ( صلى الله عليه وسلم)….لأهله وعشيرته المقربين ….مشفقاً لهم …ناصحاً أمين.
((إنّي نذيرٌ لكم بين يدي عذابٌ شديد))
فقال أبو لهب : تباً لك أما جمعتنا إلا لهذا. ثم قام ,,,,فنزلت السورة.
فلما سمعت إمرأته هذا التصوير الذي يثير السخرية وهي معجبة بنفسها, مدلة بحسبها ونسبها…. أتت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) , وهو جالس في المسجد عند الكعبة , ومعه أبو بكر ( رضي الله عنه)….وفي يدها فهر من حجارة , فلما وقفت أخذ الله بصرها عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) فلا ترى إلا أبا بكر,,,,,,,يا أبابكر إنّ صاحبك قد بلغني أنّه يهجوني ,,,فوالله لو وجدته لضربت بهذا الفهر فاه.
أرأيت أخي في الله…كيف يصرف الله _ سبحانه _ السوء عن أوليائه المؤمنين…فهلاّ كنت واحداً منهم أخي,,,,,هيا لنحتمي برب الكون….لنلتجأ لمن بيده وحده الخير!!! سبحانه .
((تبت)) : خسرت , خابت ,عن ابن عباس …(خلت من كل خير)
وخصّ اليدين بالتباب , لأن أكثر العمل يكون بهما أي خسرتا وخسر هو ,,,,والمراد باليدين نفسه كقوله تعالى (( بما قدمت يداك)) .
(( تبت )) ..الأولى دعاء….والثانية (( تب)) خبر. أي أهلكه الله وقد هلك.
وأبو لهب:هو عبد العزّى ابن عبد المطلب عم النبي ( صلى الله عليه وسلم) وإمرأته : العوراء أم جميل , أخت أبي سفيان بن حرب وكلاهما كان شديد العداوة للنبي ( صلى الله عليه وسلم),,,,,
وهاك أخي…. طرفاً مما كان يفعله من أستحق اللعن والدعاء عليه بقرآن يتلى إلى يوم القيامة,,,,
بينما رجل بسوق ذي المجاز إذا أنا بإنسان يقول (( قولوا لا إله إلا الله تفلحوا))
وإذا برجل خلفه يرميه ( بأبي أنت وأمي يارسول الله)….قد أدمى ساقيه وعرقوبيه يقول : يا أيها الناس إنّه كذاب فلاتصدقوه.
فقلت : من هذا؟؟ فقالوا : محمد ( صلى الله عليه وسلم) …يزعم أنّه نبي وهذا عمه أبو لهب يزعم أنّه كذاب!!!!!
وقيل أنّه سمي ( أبو لهب) لحسنه وإشراق وجهه…والأب يطلق على ملازم ما أضيف إليه كما كني إبراهيم ( عليه السلام) : أبا الضيفان….وكنّى النبي (صلى الله عليه وسلم) الرحمان بن صخر الدوسي : أبا هريرة لأنه حمل هرة في كم قميصه….وكُني شهر رمضان : أبا البركات…..فكانت كنية أبي لهب صالحة موافقة لحاله من استحقاق لهب جهنم…...ولم يسمى باسمه في القرآن…لأنه مضاف إلى صنم …والعبودية لله وحده لا شريك له.
وكان بكنيته أشهر من أسمه….والاسم أشرف من الكنية فحّطه الله من الأشرف إلى الأنقص…..وهكذا أخي,,,,ذكر الله سبحانه الأنبياء بأسمائهم في القرآن لم يكٌن عن أحد منهم!!!!
وكذلك أراد الله تحقيق كنيته بأن يدخله النار فيكون أباً لها, وإمضاء للفأل الذي أختاره لنفسه….فصرف الله عن أهله أن يدعوه أبو نور , أو أبو ضياء مثلاً…وأجرى على ألسنتهم ( أبو لهب)….لتكون مقراً له!!!
(( ما أغنى عنه ماله وما كسب))
حسب المسكين….أن يفتدي بماله وولده….ما ينبئ به من عذاب….ولكن هيهات!!!
(( ماله)) : ما جمع من مال أو جاه.
(( كسب)) :الولد…فولد الرجل من كسبه.
وفي الحديث: (( إنّ أطيب ما أكل الرجل من كسبه , وإنّ ولده من كسبه ))
(( سيصلى ناراً ذات لهب))
((ناراًّ)),,,,له نصيب منها في الدنيا,,, من اسمه (أبو لهب),,,,وفي الآخرة بتوقدها وتلهبها عليه…
(( وامرأته حمالة الحطب))
بأبي أنت وأمي يا رسول الله….تطأ الشوك كما تطأ الحرير!!!!!
قال المفسرون : كانت تحمل الشوك والعضاة تطرحه بالليل على طريق النبي ( صلى الله عليه وسلم), وأصحابه…
وقال قتادة : كانت تعيّر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) بالفقر !!! ومع كثرة مالها تحمل الحطب على ظهرها فعٌيرت بالبخل….
سيصلى هو….وتصلى هي ناراً!!!
وأنظر أخي إلى نهاية رحلتها في هذه الحياة…….كيف كانت؟؟؟
(….وبينما هي حاملة ذات يوم حزمة أعيت فقعدت على حجر لتستريح فجذبها الملك من خلفها فأهلكها )
سبحان الله!!!!! يالها من نهاية متلبسة بفعلتها التي تريد…… وتشهد عليها يديها وقدميها….وقرآن يتلى إلى قيام الساعة!!!!
وقيل حمل الحطب كناية عن النميمة ,,,والنميمة أخي من الكبائر لا خلاف في ذلك.
عن الفُضيل بن عياض : ثلاثة تهد العمل الصالح , ويُفطرن الصائم , ويُنقضن الوضوء….
الغيبة , النميمة , الكذب
ومن منا….قد تبرأت نفسه من ذاك؟؟؟ إلاّ من رحم ربي!!!!!
ولاحظ أخي …كما حصل لأبي لهب وعيد مقتبس من كنيته جُعل لامرأته وعيد مقتبس لفظه من فعلها…..وهو حمل الحطب في الدنيا!!!
فأُنذرت بأنها تحمل الحطب في جهنم ليوقد به على زوجها …..وذلك خزيٌ لها ولزوجها إذ جعل شدة عذابه على يد أحب الناس إليه ,,, وجعلها سبباً لعذاب أعز الناس عليها….
(( في جيدها حبلً من مسد))
وهذا الحبل أخي,,,,إشارة إلى الخذلان….بأن تركها الله رب العالمين لنفسها لم يهيأ لها,,,,تركها لما اختارته في الدنيا ,,,حبلّ مربوط على عنقها….وحزمة حطب على ظهرها,,,
ظهر ينوء!!!!!!!!! بحمل الخطايا والذنوب
وعنق متهالك….لا يكاد يصمد لما عليه من وزر!!!!
مربوطة عن الأيمان…..بما سبق لها من الشقاء
لاحظ أخي…التناسق المعجز …في هذه السورة,,,
جهنم ..نار ذات لهب…يصلاها أبو لهب…..وإمرأته تحمل الحطب وتلقيه في طريق محمد ( صلى الله عليه وسلم) ….والحطب مما يوقد به اللهب ….فهي تعين زوجها على الأذى وتؤذي المسلمين ….وهي تحزم الحطب بحبل ( رمز الذل)…..فتغل بحبل من مسد في الآخرة (من ليف مفتول),,,,عذاب بذُل من جنس العمل!!!!
ولاحظ أخي…أن المعروف أن يُذكر العنق إذا ذكر الحلي أو الحسن …فإنّما حسُن هنا ذكر الجيد في حكم البلاغة لأنها امرأة والنساء تحلي أجيادهنّ ….وأم جميل لا حلي لها في الآخرة…إلا ذاك الحبل المجعول في عنقها ……
أما الحبل…..فهو ما يربط به الأشياء ….كما تقيد الدابة والمسجون كيلا يبرح المكان….والمسد : ليف من اليمن شديد …والحبال التي تُفتل منه تكون قوية وصُلبة….والعبارتين تُشير إلى منتهى الذل……جزاء عملها في الدنيا….وقُدم الخبر (( في جيدها))….للاهتمام بوصف تلك الحالة الفظيعة من الكرب,,,والحزن,,,, والذل
وكذلك أخي في الله ….جزاء الكائدين لدعوة الله!!!!!
نار …وسخرية…..وذل …..وهلاك
أعاذنا الله….منها أجمعين
وجعل منازلنا في عليين
إنّه
هو
(( الرحمن الرحيم))
و….هو
(( أرحم الراحمين))
اللهم
آمين
ولا تنسونا في دعاءكم
الروابط المفضلة