بسم الله الرحمان الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يقول شهيد الإسلام سيد قطب (رحمه الله تعالى)في تفسير "(أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون").في تفسيره الظلال ما نصه:
"هذة هي الحقيقة الهائلة المتكررة في كل لحظة،ينساها الإنسان لتكرارها أمام عينيه،وهي أعجب من كل عجيب تبدعه شطحات الخيال!!
نطفة تمنى وتراق وهي من إفرازات هذا الجسد الإنساني الكثيرة كالعرق،والدمع ،والمخاط،فإذا هي بعد فترة من الزمن إنسان سميع بصير ،وإذا هذا الإنسان ذكر او أنثى!! كيف تمت هذة العجيبة التي لم تكن لولا وقوعها تخطر على بال؟!!أين كان هذا الإنسان كامناً بعظمه ولحمه وجلده،وعرقه وشعره وأظافره،وخلائقه وطباعه؟
أي قلب بشري يقف أمام هذة الحقيقة الهائلة العجيبة، ثم يتمالك ويتماسك،فظلاً عن أن يجحد ويتبجح،ويقول:إنها وقعت هكذا والسلام!!
إن دور البشر في أمر هذا الخلق لا يزيد على أن يودع الرجل ما يمني في رحم المرأة،ثم ينقطع عمله وعملها،وتأخذ يد القدرة في العمل وحدها في هذا الماء المهين،تعمل وحدها في خلقه وتنميته،وبناء هيكله ونفخ الروح فيه،ومنذ اللحظة الأولى تتم المعجزة وتقع الخارقة التي لا يصنعها إلا الله ،وهذا القدر من التامل يدركه كل إنسان،وهذا يكفي لتقدير هذة المعجزة والتاثر بها،ولكن قصة هذة الخلية الواحدة منذ أن تمنى أغرب من الخيال!!
هذة الخلية الواحدة تبدأ في الإنقسام والتكاثر فإذا هي بعد فترة ملايين الملايين من الخلايا، كل مجموعة من هذة الخلايا ذات خصائص عجيبة،فهذة خلايا عظام،وهذة خلايا عضلات،وهذة خلايا جلد،وهذة خلايا أعصاب......ثم هذة خلايا لعمل عين،وهذة لعمل لسان،وهذة لعمل أذن،وكل منها تعرف مكان عملها،فلا تخطئ خلايا العين مثلاً فتطلع في البطن أو القدم،فسبحان الله العظيم القادر القائل:"(أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون").
نفع الله بهذا الموضوع كل من قرءه.
بقلم // زهر.
الروابط المفضلة