:
جزاكِ الله خيراً ياغالية
وزادكِ حرصاً على الخير
:
ولكن ياغالية لا أحد في هذا العالم كلّه يستطيع أن يجزم أن نهاية العالم هي في هذا العام أو ذاك !
وحتّى حبيب الله وخليله محمد صلى الله عليه وسلم وحتى جبريل عليه السلام لم يعلما
( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل )
( إنّ اللهَ عندَهُ عِلمُ السّاعَة )
الله اختصّ لنفسه علم الغيب وعلم السّاعة
وحتى ما نراه من حوادث في هذا العالم لا تُثبت شيئاً
ونحن لا نستطيع الجزم بأنّها مُقدمات لنهاية العالم
ولا نستطيع أن نؤكد أن ماحدث من الخسوف والكسوف هما المقصودان في الأحاديث
ولا نستطيع أن نجزم أن هذه الجزيرة التّي يدّعون هي جزيرة الدجال
وأقلّ شيء في الردّ على كلّ من سوّلت له نفسه بإدّعاء علم الغيب ..
أنّه بما أنّ لديك علم عن نهاية العالم .. فأخبرنا متى ستموت أنتَ ومتّى سأموت أنا ؟!
والله إنّ مايدّعونه لكلام قمّةٌ في التّنجِيم والكهانة وإدّعاء علم الغيب
نسألُ الله أن يغفر لنا ما يفعل السفهاء منّا من تصديق لهم !
إن إدّعاء علم الغيب كفر ..
وتأكيدُ أمرٍ ورد في الأحاديث أنّه يطابق هذا الواقع أو ذاك مرجعه لعلماء الشرع فقط
ولسنا نحن من يُؤكّد أو ينفي - غفر الله لنا جهلنا وإسرافنا في أمرنا -
لقد حدث في تاريخ البشرية ماهو أعظم مما يحدث الآن
ومع ذلك .. هل انتهى العالم ؟
كم يتحدثون عن الانفجار السكاني والاحتباس الحراري والزلازل المدمرة
والبراكين المتفجرة والإنهيارات والأعاصير ووو ..
وأنّه بعد سنة كذا لن يكون هناك ماء .. وفي سنة كذا سيفنى النّاس من الجوع أو الحروب
وفي سنة كذا ستذوب الثلوج ويغرق العالم و.. و.. و ..
ويكفينا - والله - يقينُنا أنّ ربّنا هو الحفيظ الحافظ سُبحانه
وقد حفظ من قبلنا قرونا وقروناً .. أيعجزُ عن حفظنا ؟ معاذ الله تقدّس وتعالى
لن يقع في هذا الكون شيءٌ إلا بعلمهِ وإذنِه
كيف نخاف ونُخِيفُ خلقه ؟ .. وهو الذّي أمنّنا من كلّ خوف باسمه المؤمن ؟
كيف نقلق وهو الوكيل سبحانه الذي يدبّر شؤون عباده ؟
كيف نركن إلى ما يبثُّه شياطين الإنس والجنّ من أمورٍ تزرع الرّعب في القلوب ؟
وعجيبٌ أن نصدّق ما يدّعيه الكهنة والمنجّمون والعرّافون منهم ..
ونترك حبل الذّي إذا اعتصمنا به لن نضل بعده أبداً ؟
لو أردنا أن نخوِّف عباد الله فلا نخوّفهم إلا بما قال الله وقال رسوله
ونترك كلّ خزعبلات الغرب وتكهناتهم وأفكارهم ودجلهم
ولا نفكر متى السّاعة .. ولكن نفكر في ماذا أعددنا لها ؟
:
عذراً على استرسالي في الردّ على ماذكرته
ولكن ادّعاء الغيب كفر - كما فعلوا - ..
وتصديقنا لادّعاءاتهم هو تصديقٌ للكهّان ..
ومن أتى كاهناً أو عرّافاً فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد
فلنطمئن يا أُخيّة .. فإنّ ربّنا الله الحافظ
ولا يقع في أنفسنا خوفٌ إلا من الله وحده
وهو الذّي يملك علم السّاعة وحده وستقوم متّى شاء وكيف شاء
وهو قادرٌ أن يُنهِي العالم بدون هذه الأحداث كلّها
نعم نحن مطالبون بالتّوبة والرّجوع إلى الله كلّ أوان وكلّ حين
لأنّه إن لم تقم السّاعة فربّما نحن تنتهي حياتنا وتقوم قيامتنا قبل قيامها !
:
نسأل الله أن يغفر لنا ويحسن لنا الختام
وأن يُرينا الحقّ حقّاً ويرزقنا اتباعه
ويُرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه
اللهم آآآمين
:
الروابط المفضلة