السَّـلامُ عليكُـنَّ و رحمـةُ اللهِ و بركاتُـه ،،

()

يوم الخميس الماضي وقبل المغرب بدقائق انقطعت الكهرباء ، وحلَّ الظلام وما زالت الكهرباءُ مُنقطعة ، فبدأت أُصلِّي المغرب وأنا أشعرُ بضيقٍ شديد ، وكأنَّ أحدًا يخنقني .. فتذكَّرتُ القبرَ ووحشتَه وظلامَه ، وقلتُ : إذا كان هذا إحساسي لمُجرَّد أنَّ الكهرباء انقطعت ولم يستمر انقطاعها أكثر من ساعة ، فكيف بي في قبري .. إذا كان هذا شعوري وأنا بين أهلى ، فكيف يكونُ شعوري وأنا وحدي بين الدود وبين التُّراب والحِجارة .. وتذكَّرتُ القِيامةَ ووقوفنا الطويلَ فيها ، فشعرتُ بالفزع .

قلتُ : ماذا لو قُمتُ من نومي غدًا فوجدتُ الشمسَ قد طلعت من مغربها ..
كيف سيكونُ حالي ..؟!!
ماذا إذا قامت الساعة ..؟!
تُرى إلى أين أنا ذاهبة ..؟!
إلى أين مآلي ..؟!
لحظاتٌ من التفكير ..!

وأخيــرًا .. تُرَى لو رأينا علامات الساعة الكُبرى ، وأيقنا تمامًا أنَّ الساعةَ قد اقتربت ، وأنَّ القيامة قد أوشكت على القِيام ، هل سنُفكِّر بالدخول إلى موقعٍ كـ الفيس بوك ..؟! بل هل سنُفكِّرُ بالانترنت أصلاً ..؟!
تُرَى كيف سيكونُ حالنا حينها ..؟!


يا رَبِّ سلِّم سلِّم ..
اللهم توفَّنا وأنتَ راضِ عَنَّا غيرَ غضبان ، وأدخلنا جنتكَ يا رَبُّ يا رحمَان .



~
الساعية