المراد بالعفة : كَفُّ النفس عن المحارم, وعما لا يجمل بالإنسان فعله,
وضدها: الدناءة والخسة .
في حديث أبي سفيان أن هِرَقْل سأله عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال :
ماذا يأمركم ؟ قلت: يقول: « اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا,
واتركوا ما يقول آباؤكم , ويأمرنا بالصلاة , والصدق , والعفاف ,
والصلة » [ رواه البخاري ]
أنواع العفة :
أ- العفة عن أكل الحرام :
وهي واجبه على كل مسلم ومن فوائدها:
1- النجاة من النار؛ لأن كل جسد نبت من سُحْتٍ فالنار أولى به.
2- استجابة الدعوة .
3- حفظ الله تعالى للعبد
ب- العفَّة عن سؤال الناس :
قال تعالى : ﴿ لَا يَسئَلُونَ النَّاسَ إِلحَافََاۗ ﴾ [ البقرة : 273 ] .
وفي حديث عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال له نفر من الصحابة : « ألا تبايعون ؟...» قالوا: قد بايعناك
يا رسول الله ! فعلام نبايعك ؟ قال : « ... ولا تسألوا الناس شيئا » [ رواه مسلم ].
ومن فوائدها :
1- عدم الالتجاء إلا إلى الله وحده
.
2- صدق الاعتماد على الله .
3- إكرام النفس , وإعزازها عن ذل السؤال للمخلوق .
ج- عفة الفرج
والمراد تحصينه عن فعل الفاحشة , ووسائلها
وقال تعالى : ﴿ وَ ليَستَعفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا ﴾ [ النور : 33 ]
وقال : ﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [ النور : 30 ]
وسائل عفة الفرج :
لما للعفة من أهمية بالغة, فقد أرشد الشرع المطهر إلى وسائل
المحافظة عليها , فأمر بأشياء , ونهى عن أشياء :
فَمِّمَّا أمر به :
غض البصر , والزواج المبكِّر للشباب , والصوم للعاجز عن الزواج .
كما أمر النساء بالحجاب والتستر , والقرار في البيوت ,
قال تعالى : ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ﴾ [ الأحزاب : 33 ] .
ومما نهى عنه : الخلوة بالمرأة الأجنبية
قال صلى الله عليه وسلم :« إياكم والدخولَ على النساء » [ رواه البخاري ] .
ونهى عن مصافحتها ,
قال صلى الله عليه وسلم :« إني لا أُصافح النساء » [ رواه النسائي ] .
ومنَع اختلاط الرجال بالنساء , ونهى عن كل ما يقرب إلى
الفاحشة , فقال تعالى : ﴿ وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى ﴾ [ الإسراء: 32 ]
ويدخل في ذلك السماع المحرم والنظر المحرم , ومشاهدة
الأفلام الماجنة , وقراءة ما يدعو إلى الفاحشة , ويهيج إلى فعلها .
من ثمرات عفة الفرج :
1- ضمانُ الرسول صلى الله عليه وسلم للعفيف بدخول الجنة .
2- إظلالُ الله مَنْ عفَّ عن الفاحشة, ظل عرشه يوم القيامة .
3- عفة المرء سبب في عفة أهله ومحارمه , وفي حفظ الله لهم,
ومَن واقع الحرام أوشك أن يصيبه السوء في نفسه وأهله.
4- العفة سبب لسلامة المجتمع من شرور الآفات , ومن انتشار
الفساد والأمراض الفتاكة.
5- العفة سبب للبعد عن سخط الله تعالى وعقابه العام والخاص.
عن عبدالله بن مسعود, أن النبي كان يدعو فيقول : اللهم إني أسألك الهدى والتقى , والعفاف والغنى )) [رواه مسلم].
العفة خلق إيماني رفيع , العفة صبر وجهاد و احتساب ,
العفة قوة تحمل وإرادة , العفة صون للأسرة المسلمة من
الأهواء والانحرافات والشذوذ, العفة دعوة إلى البعد عن
سفاسف الأمور وخدش المروءة والحياء , العفة لذة وانتصار
على النفس والشهوات وتقوية لها على التمسك بالأفعال
الجميلة والآداب النفسانية , العفة إقامة العفاف والنزاهة
والطهارة في النفوس , وغرس الفضائل والمحاسن في
المجتمعات , حقا .. إنها عفة الإسلام , التي تضبط سلوكيات
الآدميين عن الانحراف إلى مهاوي الرذيلة والانحطاط ,
وتحفظ إرادتهم وشهواتهم عن الانخراط في الزلل وعدم
الانضباط .
دمتم بحفظ الله وطاعته
الروابط المفضلة