السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم حبيت انقل لكم مقطع من كتاب
(هل تبحث عن وظيفة؟)
للشيخ :
د.محمد بن عبد الرحمن العريفي
بسم الله أبدا
قال شيخ : كان ابن عم لي يسكن في إحدى الدول المجاورة
التي ظهر فيها السفور ....
وكان هذا الرجل غنياً منعماً...وكبر أولاده وبناته
فلما وصلت إحدى بناته الى المرحلة الجامعية طلبت منه أن يشتري لها سيارة تنتقل
بها كيفما شاءت ...فغضب وقال :السيارة مفتاح شر .. وقد يتعرض لك الفساق ..وتجعلك
تختلطين بالرجال في الشارع وإدارة المرور وغير ذلك
وأنا وإخوانك لم نقصر معك
فأصرت الفتاة ... وبكت ..حتى اشترى لها السيارة ...وبدأت تذهب وتجئ كيفما شاءت
فلما أنهت سنة من الجامعة وجاءت العطلة
قالت لأبيها :أريد ان اقضي الإجازة في بريطانيا
مع صديقاتي لدراسة اللغة الإنكليزية !!
فعجب الأب المسكين وقال ..في بريطانيا..!!
لا ضرورة لذلك فأصرت عليه وتباكت
فقال لها :نعم تذهبين ..ولكن أذهب معك أنا .. وأخوك..
فغضبت وقالت: أنا واثقة من نفسي ..ولا يمكن ان اتعرض لمكروه ...فأبى عليها ...لكنها تعرف دواءه .. بكت .. وأقفلت على نفسها في غرفتها ..وأربت عن الطعام والشراب ..
حتى رق لها قلبه ..ودمعت عيناه..وقال :أخرجي من عزلتك وسوف تذهبين الى بريطانيا
ففرحت الفتاة وبدأت تجمع حقائبها
وترتب ملابسها..لكن الأب في هذه المرة طفح عنده الكيل ..وعلم أنه لا بد أن يجد حلاً حازماً...فماذا فعل؟
رفع الأب سماعة الهاتف واتصل بأحد أقاربهم...
يسكن في مدينة تقع على طريق مكة المكرمة ..
اتصل به وقال له :يا فلان!!
هل تذكر فلان ابن عمنا ..الذي يسكن في خيمة في البر؟
قال صاحبه :نعم ..وهو لا يزال على حاله في البر ..يرعى الغنم ..وعنده إبل ..ويشتغل ببيع السمن ..والإقط ..فسأله صاحبنا :هل تزوج؟
قال :لا ..ومن يزوجه ..وهو أعرابي في الصحراء ..لا يقر له قرار ..يرحل بخيمته كل حين .
فقال :حسناً..أنا آت إلى مكة بعد يومين ...وسوف اتغدى عندك وأريدك أن تدعو فلاناً ليتغدى معنا ...
قال:حسناً ..ثم ودعه وأقفل الهاتف
وجاء الأب إلى ابنته وقال:سوف نذهب للعمرة بالسيارة ..ثم تسافرين إلى بريطانيا بالطائرة عن طريق مطار جدة
فلما كان يوم السفر ..جمعوا الحقائب ..وسارت العائلة بأمان الله ...
فلما انتصف بهم الطريق إلى مكة توجه الأب إلى مدينة صاحبه وقال لأهله :
نرتاح قليلاً في بيت فلان ..ونتغدى ..ثم نكمل السفر
وصل إلى بيت صاحبه ..فدخلت النساء عند النساء ..ودخل هو عند الرجال ..والتقى بصاحبه راعي الإبل والغنم ..وتحدث معه طويلاً.. ثم عرض عليه أن يزوجه ابنته!! فوافق فوراً... ثم دعوا مأذوناً شرعياً
وعقد النكاح ...
ثم خرج الأب ونقل حقائب البنت..العروس..من سيارته إلى سيارة زوجها ...
ثم صاح بأهله ليخرجوا ..فخرجت زوجته بأطفالها ..وخرجت البنت
الرقيقة ..تنفض يديها من غبار المنزل ..
وتتأفف من ذبابه وحشراته
فلما ركبت مع أبيها ..زف إليها بشرى زواجها
فظنت انه يمزح
لكنه بدا جاداً ..وأمرها بالنزول مع زوجها
فأبت ..وبكت ..وتعلقت بأمها ..
فتوجه الأب إلى الزوج وقال: زوجتك العروس تستحي أن تأتي لتركب معك ...
فتعال انت وخذها ..
فنزل الرجل فرحاً مستبشراً متغنجاً متدللاً
وفتح باب السيارة ..وحملها معه..ثم أركبها في سيارته ,,
وشق الصحراء ..وغاب بين كثبان الرمال
ومضى بها إلى خيمة السعادة
أما الأب فقد كان حازماً.. تغلب على بكاء الأم وتوسلاتها
ورجع ببقية العائلة إلى بلده
ومضى اسبوع فأتصل الأب بصاحبه الذي بالمدينة وسأله عن أخبار صهره الجديد وابنته فقال :قد رأيتهما في السوق قبل يومينوهما بخير ...
ومضت الايام والشهور ..والأب يتلقى الاخبار من صاحبه هاتفياً ..فلما مضت سنة اتصل به صاحبه وبشره بأن ابنته قد رزقت بغلام ..
وبعد شهور ...ذهبت العائلة لزيارة ابنتهم ..ووصلوا إلى مدينة صاحبهم واصطحبوه
معهم
وشقوا الصحراء ..ومشوا بين الكثبان وبدؤوا يبحثون عن ابنتهم
وخيمتها وبينما هم يبحثون إذ اقبلوا على خيمة عند بابها امرأة حامل وبجانبها طفل صغير .. فلما اقتربوا .. فإذا هي ابنتهم ..فرحبت بهم ..وحيت وصاحت بزوجها ,, وجاء واكرمهم
فكان زواجها من هذا الرجل خيراً لها من جامعتها ..وبريطانيا
مع ملاحظة ان تزويج البنت بغير رضاها لا يجوز
ولكني أوردت هذه الحادثة لبيان عاقبة الترف والفراغ على الشباب
والفتيات ...
د.محمد بن عبد الرحمن العريفي
والحين أمانة يا بنات
الي دخلت لا تبخل علي بتعليق
والله ان تعبت وانا انقل القصة لكم للعبرة
اودعتكم الله الذي لا تضيع ودائعه
السلام عليكم
الروابط المفضلة