بسم الله الرحمن الرحيم
التعريف بحقيقة الشيطان
قد ذكرت كلمة الشيطان في القرآن قرابة ثمان وستين مرة كلها ترمز إلي الشر وتبين عداوته لابن آدم. علي صور مختلفة : ـ

الشيطان في اللغة يطلق علي كل عات متمرد رافض للحق محب للباطل
سواء كان من الجن أو الإنس أو الدواب
. وهناك شيطان من الجن ، وشيطان من الإنس ، وشيطان من الدواب


أولا : الشيطان من الجن : ـ من بعد عن الحق وأحب الباطل وقد حكي الله تعالي ذلك في سورة الجن مفرقا بين الجن المسلم والكافر فقال الله تعالي
(( وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قدَدًا ))
قال ابن عباس ومجاهد معني "كنا طرائق قددا" أي منا المؤمن ومنا الكافر

وقال تعالي في آية أخرى((وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا ´وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا ))
معني القاسط وهو الجائر عن الحق بخلاف المقسط فإنه العادل

ثانيا : الشيطان من الإنس وقد حكي الله تعالي عن ذلك فقال جل شأنه
(( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ))

الدليل من السنة علي وجود شياطين من الإنس
روى ابن جرير بسنده عن أبي ذر قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس قد أطال فيه الجلوس قال: فقال "يا أبا ذر هل صليت" قلت لا يا رسول الله قال "قم فاركع ركعتين" قال ثم جئت فجلست إليه فقال "يا أبا ذر هل تعوذت بالله من شياطين الجن والإنس" قال: قلت لا يا رسول الله وهل للإنس من شياطين؟ قال: "نعم هم شر من شياطين الجن". ذكره ابن كثير في التفسير

وقد عرض عكرمة بالمختار وهو ابن أبي عبيد قبحه الله وكان يزعم أنه يأتيه الوحي وقد كانت أخته صفية تحت عبد الله بن عمر وكانت من الصالحات ولما أخبر عبد الله بن عمر أن المختار يزعم أنه يوحى إليه فقال صدق قال الله تعالى "
((وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم))

ثالثا : الشيطان من الدواب

وقد ورد في صحيح مسلم عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "الكلب الأسود شيطان"ومعناه والله أعلم شيطان في الكلاب) من ابن كثير ( .

أما تعريف هذه الكلمة في الشرع فقد أطلقت علي أبو الشياطين وإمام العتاة والمتمردين إبليس اللعين نعوذ بالله منه ومن جنوده أجمعين وذلك لأنه أول من رد أمر الإله