:
باب لايستشفع بالله على خلقه
عن جبير بن مطعم قال:
(جآء إعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:يارسول الله نُهكت الأنفس,
وصاح العيال,وهُلكت الأموال فاستسق لنا ربك,
فإنا نستشع بالله عليك وبك على الله,فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
"سبحان الله,سبحان الله !!
فمازال يسبح,حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه ,ثم قال:ويحك أتدري ماالله؟
إن شأن الله أعظم من ذلك,
إنه لايستشفع بالله على أحد) رواه أبو داود
معنى الشفاعة المعروفة:
أن تأتي إلى أحد وتطلب أن يكون شفيعاً عند آخر,
لأن الآخر هو الذي يملك ماتريد والنفع عنده,
وهذا يكون واسطة ولايستطيع أن ينفعك هو بنفسه إلا
بأن يتوسط,وهذا(لايجــوز)أن نظن به ذلك الظن,لأنه ظن سوء بالله.
*الإستشفاع بالله على الخلْق بأن يجعل الله واسطة يتوسط العبد بربه على أحد من الخلق
وهذا مناف لكمال التوحيد.
*قوله (لايستشفع)
لاتجعل الله شفيعاً على الخلق لأن شأن الله أعظم وأجل من أن يستشفع به.
*قوله (فاستسق لنا ربك.....
يعني نستشفع بالله بأن نجعل الله واسطة يتوسط لنا عندك حتى تدعو(المقصود هنا الرسول),
والله هو الذي يملك الأشياء جميعاً فشأن الله أعظم من أن يستشفع به على أحد من خلقه.
*قوله (سبحان الله,سبحان الله)
يعني:تنزيهاً وتعظيماً لله وإبعاداً لله عن كل وصف سوء أو شائبة نقص,
وعن كل ظن سوء بالله.
*قوله (ويحك أتدري ماالله....
فمن علم أسماء الله وعلم الصفات المُستحقة فإنه لن يخطر بباله بإذن الله
ظن سوء بالله أو استنقاص لله.
*على المُؤمن المُوحد لله أن يتحرز من الألفاظ التي فيها سوء ظن بالله
وتنقص لمقام الربوبية لله.
تم بحمد الله وتوفيقه
إن أخطأت فمن نفسي والشيطان ,واستغفرُ الله
وإن أصبت فمن الله فله الحمْد والشُكُر
الروابط المفضلة