بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باب ما جاء في الإقسام على الله \ الصفحة \494
عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله * صلى الله عيه وسلم * ( قال رجل :والله لا يغفر الله لفلان ،فقال الله عز وجل من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان ؟ إني قد غفرت له ، وأحبطت عملك ) رواه مسلم , وفي حديث أبي هريرة : أن القائل رجل عابد ، قال أبو هريرة : تكلم بكلمة أو بقت دنياه وآخرته , أخرجه أحمد وابوداود
تلخيص الدرس الأول من أسبوع الثلاثون
(((( الله الموفق والمستعان ))))
# الإقسام على الله على جهتين :
الجهة الأولى \ يكون فيها التكبر والتجبر والرفعة هذا المتألي نفسه حتى يجعل الحق على الله تعالى وهذا منافي لكمال التوحيد وقد ينافي أصل التوحيد وفيه وعيد بالعقاب كما ذكر في الحديث لأنه يحكم بما أختاره هو على أن فلان لا يغفر له الله تعالى وهذا لأنه يتكبر ويحتقر الأخرين فيجعل حكمه على الله تعالى ويتألي على الله ويستكبر بأن يفعل الله تعالى كحكمه هو وما ظنه وهذا لا يصدر من قلب معظم لله جلا وعلا
الجهة الثانية \ أن يقسم على الله لا من جهة التألي لاكن من جهة أن ماظنه صحيح في أمر وقع له أو من جهة أمر يواجهه فيقسم على الله تعالى أن يكون كذا في المستقبل وذلك على جهة التذلل والخضوع وليس من جهة التألي وهذا جاء فيه الحديث ( ومن عباد الله من لو أقسم على الله لأبره ) وهذا القسم على جهة الحاجة والإفتقار الى الله تعالى وأكد قسم بالله وأسمائه وصفاته وذلك من جهة ظنه الحسن بالله تعالى فهذا جائز لأنه قام في قلبه من العبودية لله والذل والخضوع ما جعل الله - جل وعلا – يجيبه في سؤاله ، ويعطيه طلبته ورغبته .
# وفي حديث جندب بن عبدالله حلف رجل صالح بأن فلان رجل فاسق كثير العصيان لا يغفر الله له فتألى هذا العابد وعظم نفسه ، وظن أنه بعبادته لله - جلوعلا - بلغ مقاما يكون متحكما فيه بأفعال الله ، وأن الله لا يرد شيئا طلبه ، أو له أن يتحكم في الخلق وهذا منافي لحقيقة العبودية التي هي التذلل والخشوع لله تعالى وبذلك تعاظم وتكبر على الله تعالى وتأل وحلف على الله تعالى قال تعالى في سورة ( البقرة -226 ) :{ لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
# فغفر الله لرجل الطالح وأحبط عمل ذلك الرجل العابد لأن فيه مخالفة تعظيم الله تعالى ومخالفة التوحيد لأن هذا الرجل قال كلمة أذية لهذا الرجل الفاسق بين الناس وتسبب في أذيته وجعله في ضعنة بين الناس فكانت هذه الكلمة التي ساءته وآذته فيها مصلحة عظيمة له بأن غفرالله تعالى له ذنبه
# يتبين من هذه المسألة بأن في أبتلاء والإيذاء للشخص ما يكون أعظم أسباب الخير له فليس العبرة في أحتقار الناس ولا بكلامهم ولا بايذائهم ولا بتصنيفهم بل بحقيقة الأمر بما عند الله تعالى
# من الواجب على العبد أن يعظموا الله تعالى ويخبتوا أليه ويحسبوا أنفسهم أنهم من أسوأ الناس حتى يتعاظم في قلوبهم حاجتهم الى الله تعالى وعلى العبد أن يخاف دوما ويجل الله تعالى ويعظمه ويخاف من الله تعالى أن يتقلب قلبه لأن هو تعالى منقلب القلوب ويجب أن يحذر من كلامه وألفاظه وحركاته لعل الله - جل وعلا - أنيميته غير مفتون ولا مخزي
ــــ
ربي زدني علما
الروابط المفضلة