باب ما جاء في اللو
يقول الله: (يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا )آل عمران:154
وقوله تعالى: (الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا)آل عمران:168
في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(احرص على ماينفعك واستعِن بالله ولاتعجزن, وإن أصابك شيء فلاتقل:لو أني فعلت لكان كذا وكذا ,ولكن قل:
قدر الله وماشآء فعل, فإن (لو)تفتح عمل الشيطان)
*قلب المؤمن المُوحد لايكون محققاً مٌكملاً للتوحيد حتى يعلم أن كل شيء بقضاء الله وقدره
وأن مافعله سبباً من الأسباب والله هو مٌقدر تلك الأسباب.
*استعمال الألفاظ التي تدل على الندم وعلى التحسر على مافات
فإن ذلك يضعف القلب ويجعله مٌتعلقاً بالأسباب,
ومن كمال التوحيد عدم الإلتفات إلى الماضي ,
فإن كانت مٌصيبة أٌصيب بها العبد فلايجوز أن يقول العبد:
لو فعلت كذا لما حصل كذا بل الواجب عليه أن يصبر على المصيبة
وأن يرضى بفعل الله ويٌستحب له الرضى بالمٌصيبة نفسها.
*إذا ماأصابه في الماضي معصية فإن عليه أن يٌسارع في التوبة والإنابة وأن لايقول:
لو كان كذا لم يكن كذا بل يجب المٌسارعة إلى التوبة والإنابة حتى يمحوا أثر المعصية ويكثر من الإستغفار
قال تعالى:
(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) طه 82
وقال تعالى (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)الزمر 53
(يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا )آل عمران:154
*لفظ (لو)محرم ولايجوز
وأن التحسر على الماضي بالإتيان بلفظ (لو) إنما هو من خصال المنافقين.
يقول الله عن المنافقين:
(يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا )آل عمران:154
وقوله تعالى: (الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا)آل عمران:168
*في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(احرص على ماينفعك واستعِن بالله ولاتعجزن,وإن أصابك شيء فلاتقل:
لو أني فعلت لكان كذا وكذا ,ولكن قل:
قدر الله وماشآء فعل, فإن (لو)تفتح عمل الشيطان )
النهي هنــا للتحريم لأنه سوء ظن بالله ولأنه فتح عمل الشيطان
فإن الشيطان يأتي المصاب فيغريه بـ (لو) وماشابهها من الألفاظ في التحسر على الماضي
حتى إذا استعملها ضعف قلبه وعجز وظن أن سيغير من قدر الله,
أمـــا المٌستقبــــل كأن يقول:
لو يحصل كذا وكذا في المستقبل فإن لايدخل في النهي لأنها حينئذٍ تكون للتعليق في المٌستقبل وتُرادف (إن).
*استعمال(لو)في المستقبل الأصل فيه الجواز إلا إن اقترن بذلك اعتقاد أن فعله سيكون حاكماً على القدر
كاعتقاد بعض الجاهليين,
كأن يقول:
إن حصل لي كذا وكذا تكبراً وأنفة فهذا منهي لأن فيه تجبراً وتعاظماً,
والواجب على العبد أن يكون ذليلاً وقد يحصل الفعل لكن!
قد ينقلب على عقبيه.
كحال الذي قال الله فيه:
(وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75)
فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76)
فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ )التوبة:75-77
*استعمال(لو) في المستقبل إذا كانت في الخير مع رجاء ماعند الله بالإعانة على أسباب الخير
فهذا جائز أما إذا كان على وجه التجبر والإستعظام فإنه لايجوز لأن فيه نوع تحكم على القدر.
تم بحمدالله وتوفيقه
إن أخطأت فمن نفسي والشيطان واستغفر الله وإن أصبت فمِن الله فله الحمد والشكر
الروابط المفضلة