باب قوله تعالى :
قال ابن حزم: اتفقوا على تحريم كل اسم مُعبد لغير الله كعبد عمر وعبد الكعبة
وماأشبه ذلك حاشا عبدالمُطلب
وعن ابن عباس في الآية قال:
(لما تغشاها آدم حملت فأتاهما إبليس , فقال: إني صاحب كما الذي أخرجتكما من الجنة
لتطيعانني أو لأجعلن له قرني أيل..........) رواه ابن أبي حاتم
*وله بسند صحيح عن قتادة قال:
شركاء في طاعته , ولم يكن في عبادته
وله بسند صحيح عن مُجاهد في قوله:
(لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا)
قال: أشفقا أن لايكون إنساناً وذكرمعناه عن الحسن وسعيد وغيرهما
فإنه جميع بين ترك تعظيم الله وبين إدعاء شيء ليس له
وقد يعتقد في غيره أن هو المُنعم كقول القائل:
(لولا فلان لم يكن كذا ) أو نحو ذلك العبارات التي تدخل في قوله تعالى:
(فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)البقرة
*وفي قوله تعالى: (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا) النحل 83
فهذه الألفاظ راجعة إلى عدم شكر النعمة
ومن شكر النعم أن الله إذا أنعم العبد بولد أن يشكر الله عليها
ومن عدم شكر النعمة ونسبتها إلى غير الله:
أن يعبد الولد غير الله وقد يصل ذلك إلى الشرك الأكبر
والواجب على العبد أن يحقق التوحيد وأن لاينسب النعم لغير الله فإن وقع منه ذلك
فواجب عليه أن يبادر بالتوبة وأن لايقيم على ذلك
الغرض يرجع إلى آدم وحواء كما قال عليه عامة السلف
والشريك في اللغة: اشتراك اثنين في شيء
فجعلاء لله شركاء فيما آتاهما حيث سما الولد عبد الحارث هو ابليس
والشركة هنا شركة في الطاعة وليس في العبادة ومعروف أن كل عاصي مُطيع للشيطان
وكل معصية لاتصدر من العبد إلا وثم نوع تشريك حصل في الطاعة
لأنه إما مُطيع هواه وإما أن يطيع الشيطان
وهو لايقتضي نقصاً في مقامهما (أدم وحواء)والمعاصي الصغائر جائزة على الأنبياء
لاتقدح في كمالهم لأنهم لايستقيمون على الذنوب بل يسرعون وينيبون إلى الله ,
والتشريك هنا ليس شرك أصغر ولا أكبر حاشاهما من ذلك
وإنما هو تشريك في الطاعة كما قال تعالى:
(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ ) الجاثية 23
فكل من جعل هواه متبعا فقد جعله مطاعا وهذا نوع تأليه فلانقول:
عبد غير الله أو أله غير الله
أو أشرك بالله لكن هو نوع تشريك
*قوله : ( حاشا عبدالمطلب)
إن من أهل العلم قال:
تُكره التسمية بعبد المطلب ولاتحرم لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال في غزوة حنين:
(أنا النبي لاكذب, أن عبدالمطلب)
قالوا: وجآء في أسماء الصحابة من اسمه عبدالمطلب ومااستدلوا عليه ليس بوجيه
وذلك أن قول :(أنا النبي لاكذب أنا النبي عبدالمطلب)
كان من جهة الإجبار والإخبار ليس فيه تعبيد مباشرة بإضافة ذلك المخلوق إلى غير خالقه
وإنما هو إخبار وباب الإخبار أوسع من باب الإبتداء
*وعن ابن عباس في معنى الآية قال:
(فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا)
هذا دليل على التفريق بين الشرك في الطاعة والشرك في العبادة
فالشرك في العبادة كفرا أكبر مخرج من الملة أما الشرك في الطاعة فله درجات
يبدأ من المعصية والمحرم وينتهي بالشرك الأكبر
فالشرك في الطاعة درجاته كثيرة وليس درجة واحدة فقد حصل شرك في الطاعة فيكون معصية
ويحصل شرك في الطاعة فيكون كبيرة
* وله بسند صحيح عن مُجاهد : ( لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ)
قال: أشفقا أن لايكون إنساناً
خافا أن يكون له قرنا أيل أو خلقته متشوهة أو يخرج حيواناً أو نحو ذلك
فقالا: لئن آتانا ولداً سليماً معافى من الآفات فوعدا الله بأن يكونا من الشاكرين
فلما آتاهما صالحا عبد ذلك للحارث خوفا من أن يتسلط الشيطان عليه بالموت أو الهلاك
فأخذ بها شفقة الوالد على الولد وهذا خلاف شكر تلك النعمة
لأن من شكر نعمة الولد أن يعبد الولد لله الذي أنعم به ..
تم بحمد الله
إن أصبت فمن الله إن أخطأت فمن نفسي والشيطان
الروابط المفضلة