بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول \الصفحة \417
وعن ابن عمر ومحمد بن كعب وزيد بن أسلم ، وقتادة دخل حديث بعضهم في بعض ( أنه قال رجل في غزوة تبوك : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ، أرغب بطونا ، ولا أكذب ألسنا ، ولا أجبن عند اللقاء ، يعني : رسول الله * صلى الله عليه وسلم * وأصحابه القراء فقال له عوف بن مالك : كذبت ولكنك منافق ، لأخبرن رسول الله * صلى الله عليه وسلم * فذهب عوف إلى رسول الله * صلى الله عليه وسلم * ليخبره ،فوجد القرآن قد سبقه فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله * صلى الله عليه وسلم * وقد ارتحل وركب ناقته فقال : يا رسول الله إنما كنا نخوض ونتحدث حديث الركبان ،نقطع به عناء الطريق ، قال ابن عمر : كأني أنظر إليه متعلقا بنسعة ناقة رسول الله * صلى الله عليه وسلم * وإن الحجارة لتنكب رجليه وهو يقول : إنما كنا نخوض ونلعب ، فيقول له رسول الله * صلى الله عليه وسلم * { ...قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ...} ( التوبة 65-66 ) ما يلتفت إليه وما يزيده عليه ) أخرجه أبن جرير
تلخيص درس الثاني من أسبوع الثاني والعشرون
(((( الله الموفق والمستعان ))))
# أصل خالص التوحيد في القلب ولا يجامعه الأستهزاء بالله تعالى ولا برسوله ولا بالقران , لأن الأستهزاء معارضة والتوحيد موافقة
# قال بعض أهل العلم بأن الكفار نوعان :
_ ( معرضون ) كمن قال فيهم الله تعالى : { ...بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ ( }
_ ( معارضون ) وهم اﻟﻤﺠادلون ،أو الذين يعارضون بأنواع المعارضات لأجل إطفاء نور الله ،ومن ذلك الاستهزاء ونحوه
# الهزل خلاف الجد وصفته الهزلوالأستهزاء والعيب بالله تعالى أو بالقرأن أو بالرسول * صلى الله عليه وسلم *
# أما الأستهزاء بالدين فيه تفصيل قد يريد المستهزء أو الساب واللاعن دين المستهزء به وليس دين الأسلام أصلا فلا يرجع الى الثلاثة المذكورة أو أحد الثلاثة لأن الأستهزاء بهؤلاء يكون كفر أكبر
# أما إذا كان المستهزء يستهزء بأحد من الناس وهيئته يكون فيها التزام بالسنة فهل هذا يخرجه من الملة ؟ الجواب لا لأن الأستهزاء راجع الى تدين هذا الرجل وليس راجع الى الدين أصلا , أما إذا علم وأقر بأن هذا من السنة وكان النبي * صلى الله عليه وسلم * فعله وهذا من أتباع سنته وهو على علم بهذا فهذا راجع الى أستهزاء بالرسول يعني مخرج من الملة
# وخلاصة القول إذا كان الأستهزاء بالله أو بالقرأن أو بأسماء الله وصفاته أو برسول الله * صلى الله عليه وسلم * فإن هذا كفر ، وإن كان الاستهزاء غير ذلك فينظر : إن كان راجعا إلى أحد الثلاثة فهو كفر أكبر ، وإن كان غير ذلك فإنه يكون محرما ولا يكون كفرا أكبر .
#قول الله تعالى في سورة التوبة ( 65-66 ) أن هذا المستهزئ كافر ،وأنه لا ينفعه اعتذاره بأنه كان في هزل ولعب بل هو كافر لأن تعظيم الله - جلوعلا- وتوحيده يوجب عليه أن لا يستهزئ وهذه الأية نزلت في المنافقين لأن أهل التوحيد لا يصدر منهم الأستهزاء
# واجب على طلبة العلم أن يحذروا من مزالق الكلام لأن كثيرون يتكلمون بكلام ولا يلقون له بال وفيه شيئ من الهزل أو ضحك وكان في أثناء هذا الكلام ذكر الله ، أو فيه قراءة القرآن ، أو فيه ذكر بعض العلم وهذا لا يجوز نسأل الله السلامة والعافية
# واجب على العبد أن لايتكلم إلا بكلام عقله قبل أن يقوله لأن اللسان هو مورد الهلكة قال معاذ للنبي * صلى الله عليه وسلم * : ( أو مؤاخذون يا رسول الله بما نقول ؟ قال : " ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على مناخرهم أو قال على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم ) رواه الترمزي وأبن ماجة وأحمد
# فالله الله في اللسان فإنه أعظم الجوارح خطرا ,فاحذر الخوض فيما لا يعنيك ، وبخاصة فيما يتعلق بالدين ،أو بالعلم ،أو بأولياء الله ،أو بالعلماء ،أو بصحابة النبي * صلى الله عليه وسلم *أو بالتابعين ،
ربي زدني علما
الروابط المفضلة