وها هنا أمر ينبغي التفطن
له وهو أنه قد يكون
العمل المعين أفضل منه
في حق غيره .
فالغنى الذي بلغ له مال
كثير ونفسه لا تسمح
ببذل شيء منه
فصدقته وإيثاره أفضل
له من قيام الليل وصيام
النهار نافلة .
والشجاع الشديد الذى
يهاب العدو سطوته ،
وقوفه في الصف ساعة
وجهاده أعداء الله أفضل
من الحج والصوم والصدقة
والتطوع .
والعالم الذى قد عرف السنة
والحلال والحرام وطرق
الخير والشر ،
مخالطته للناس وتعليمهم
ونصحهم في دينهم أفضل
من اعتزاله وتفريغ
وقته للصلاة وقراءة القرآن
والتسبيح "
انتهى من "عدة الصابرين"
ص (93).
وقال أيضا :
" إن أفضل العبادة العمل
على مرضاة الرب
في كل وقت
بما هو مقتضى ذلك الوقت
ووظيفته، فأفضل العبادات
في وقت الجهاد:
الجهاد ، وإن آل إلى ترك
الأوراد من صلاة الليل
وصيام النهار ،
بل ومن ترك إتمام
صلاة الفرض كما
في حالة الأمن .
والأفضل في وقت
حضور الضيف مثلا :
القيام بحقه والاشتغال
به عن الورد المستحب ،
وكذلك في أداء حق
الزوجة والأهل .
والأفضل في أوقات السحر :
الاشتغال بالصلاة والقرآن
والدعاء والذكر والاستغفار .
والأفضل في وقت استرشاد
الطالب وتعليم الجاهل :
الإقبال على تعليمه
والاشتغال به .
والأفضل في أوقات الأذان :
ترك ما هو فيه من ورده
والاشتغال بإجابة
المؤذن .
والأفضل في أوقات الصلوات
الخمس : الجد والنصح
في إيقاعها على أكمل
الوجوه والمبادرة إليها
في أول الوقت ،
والخروج إلى الجامع
وإن بعُد كان أفضل .
والأفضل في أوقات
ضرورة المحتاج إلى المساعدة
بالجاه أو البدن أو
المال : الاشتغال
بمساعدته وإغاثة لهفته
وإيثار ذلك على أورادك
وخلوتك .
والأفضل في وقت قراءة
القرآن : جمعية القلب
والهمة على تدبره
وتفهمه حتى كأن الله
تعالى يخاطبك به ،
فتجمع قلبك على فهمه
وتدبره والعزم على تنفيذ
أوامره أعظم من جمعية
قلب من جاءه كتاب
من السلطان
على ذلك .
والأفضل في وقت
الوقوف بعرفة : الاجتهاد
في التضرع والدعاء
والذكر دون الصوم
المضعف عن ذلك .
والأفضل في أيام عشر
ذي الحجة : الإكثار
من التعبد ، لا سيما
التكبير والتهليل
والتحميد فهو أفضل
من الجهاد غير المتعين .
والأفضل في العشر
الأخير من رمضان : لزوم
المسجد فيه والخلوة
والاعتكاف
دون التصدي لمخالطة الناس
والاشتغال بهم حتى
إنه أفضل من
الإقبال على
تعليمهم العلم وإقرائهم
القرآن عند كثير
من العلماء …
الروابط المفضلة