بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواتي الحبيبات اني احبكم في الله......
((سورة الهمزة))
في كل منا نزعة للإستعلاء , هي من بعض طبيعة وجودنا هنا : (( وتفاخرّ بينكم)) , وتبدو نزعة هذا التفاخر جلية عند من يستمد سلطانه من المال الذي أستخلفه الله فيه , ويتحول إلى تكبر مرضي , يدفع صاحبه إلى التعالي عن قلق الموت المعلق على الرؤوس بالبحث عن الأمان في ذلك المال , وكلما زاد المال عنده ظنَ فيه أماناً أكبر, ,,,,,ينسيه موته القادم ……
فتراه يتلذذ بإحصاءه ( وتعديده) , ويوصد دون المستحقين الأبواب….ويرى في نفسه بعضاً من روح الربوبية !!!! تدفعه للتعالي الذي لاحدود له , على من يرى نظرة الإنكسار في عيونهم لحظة سؤالهم له من بعض ما أستخلفه الله سبحانه فيه…..
فلايتوانى عن التعبير عنها بالإشارة أو العبارة التي تنتقص ممن سواه…..
(( همزة لمزة))
أخي في الله….كلما زاد التعالي في النفس صارت كأنها تنازع ربنا حقه _ وحده _ في الكبرياء في السموات والأرض,,,, وروح هذه السورة تتعامل مع من أرتضى لنفسه تلك المنازعة , فسهل عليه _ بما يظنه من أمان بماله _
(( يحسب أنّ ماله أخلده))
أن ينتقص ممن سواه , حتى نسي نشأته ومصيره!!!!
وأستمع أخي إلى ما يقوله سيد الخلق محمد ( صلى الله عليه وسلم) ……فيما يرويه عن ربه سبحانه……
(( إبن آدم أنّى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه, حتى إذا سويتك وعدلتك , مشيت بين برديك وللأرض منك وئيد , فجمعت ومنعت , حتى إذا بلغت الحلقوم قلت : أتصدق ! وأنى أوان الصدقة ؟؟ ))
إنّ بذرة هذه النزعة….كامنة فينا أخي ….في كل منّا . …. تعبر عن نفسها لحظة تنظر في عين سائل يطلب عونّاً, وتكبر في النفس على قدر إحساسك بأنك ( أعلى ) قدراً من غيرك , فتلتذ بالإنتقاص من الآخر بالإشارة أو العبارة ( همزاً ولمزاً ) , كما تصف ذلك كلمات خالق
النفوس جميعاً في هذه السورة,,, وترشحه إلى نوع من الألم موافق لخطيئة منازعة ربه الكبرياء………..فتأمل
…………………………………
…………………………………………
أستعمل لفظ (( همزة لمزة)) …على وزن المبالغة ( فعلة) لتمكن الذنب من ذاك الإنسان….
فأتى الجزاء على نفس الوزن (( الحطمة)) ,,,,ليكون الجزاء من جنس العمل!
**************
الهامز اللامز….مغتاب…عيّاب…يكسر قلوب من حوله…..
كذلك (( الحطمة))…تكسر الأضلاع,,,تحطم العظام……وهو ملقى بتلك النار….(الويل)
**************
يظن ذلك المتكبر ,,,,الهامز اللامز ,,,الرفعة في نفسه…فيسمح لها بالسخرية من الناس…وتلقيبهم بما لا يحبونه….والإنتقاص منهم والعبث بمشاعرهم…وكسر قلوبهم بما لا ينجبر…..!!!!
يأتى الجزاء
(( ليُنبّذنَ))
النبذ….تحقيراَ وإهانةً له….,,
****************
ثم…أخي ..أعلم أنّ هذا المسكين كما لم يحفظ أصغريه …( قلبه ولسانه) فقد استولى حب المال على قلبه….فأنطلق يجمعه من ميادين شتى جمع المنهوم….يبتغي الأمان من قلق الموت الأكيد القادم…..
(( الذي جمع مالاُوعدده))
فأتاه العذاب يوم القيامة….مخيفاً مرعباً!!!!
إنّها النار أخي تعلوه وتغلبه…حتى تصل إلى فؤاده….وهل علمت ألطف من الفؤاد وأشد تأثراّ منه….فكيف إذا مسّته النار…واضطرمت فيه!!!!
(( التي تطّلع على الأفئدة))
هذا,,,,الذي لم يحب إلاّ المال,,,,وحرص عليه.
*****************
عاش…حياته , المسكين يوصد على ماله ويقفل عليه ,,,يمنعه عن دروب الخير,,,,يظن أن هذا المال ((أخلده))
كذلك أغلقت عليه أبواب جهنم يوم القيامة….يوم العرض!!
(( إنّها عليهم مؤصدة))
*********************
كان المسكين طويل الأمل في الدنيا,,,,كما رسم سيد الخلق محمد ( صلى الله عليه وسلم) ….دائرة وداخلها الإنسان…ورسم خطاً طويلاً …قال هذا الإنسان …والدائرة أجله…والخط الممدود طول أمله في الحياة….والخطوط القصار الأعراض تنهشه ….فإن أخطأه هذا أصابه ذاك……
فأتى العذاب….المريع
(( في عمدٍ ممددة))
عذاب ممدود….في دهر ممدود …لا إنقطاع له!!!!
عمدٍ من نار…ممددة,,,,خلف الأبواب المؤصدة….لتيأيسهم من الخروج…وتيقينهم بحبس الأبد!!!!!
فهل بعد هذا….أخي… تدع لنفسك الأمارة بالسوء أن تسول لك منازعة ربك حقه؟؟؟؟
وهل ستظن بعد الآن أبداً أنّ في المال أماناً أو خلوداً؟؟؟؟
وهل سيجرؤ لسانك….أو عينك….ويدك على إشارة أو عبارة تنتقص بها من سواك كائناً من كان,,,,,
لترضي نزعة كبرياء صغيرة تنازع فيها ربوبية رب عظيم كبير,,,,,,,,
نجانا الله,,,من أن نكون من الغافلين….
وحشرنا مع السابقين المقربين,,,,
برحمته وحده…سبحانه
إنّه …هو الرحمن الرحيم
آمين
لاتنسوني من دعاءكم
الروابط المفضلة