[CENTER]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باب قول الله تعالى { يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ }الصفحة \388
وقوله تعالى :{ يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ }سورة النحل-83
قال مجاهد ما معناه : هو قول الرجل : هذا مالي ورثته عن آبائي . وقال عون بن عبد الله: يقولون : لولا فلان لم يكن كذا . وقال ابن قتيبة : يقولون : هذا بشفاعة آلهتنا
وقال أبو العباس بعد حديث زيد بن خالد الذي فيه ( وإن الله تعالى قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر .. ) ( الشيخان – النسائي – أبو داود – مالكي – أحمد ) الحديث ، وقد تقدم -: وهذا كثير في الكتاب والسنة ، يذم سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره ويشرك به
. قال بعض السلف: هو كقولهم : كانت الريح طيبة والملاح حاذقا ، ونحو ذلك مما هو جار على ألسنة كثير .
تلخيص درس الأول من أسبوع التاسع عشر
(((( الله الموفق والمستعان ))))
# في هذا الباب وصف الكفار كما في الأية من سورة النحل الذي سمية بسورة النعم وهم يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وينسبونها الى غير الله وأن يجعل المتفضل بالنعمة غير الذي أسداها وهو الله جل جلاله
# من الواجب على العبد أن يعلم بأنه كل النعم من عند الله تعالى وبه يكتمل التوحيد وأضافته الى غير الله نقص في كمال التوحيد وشرك بالله
# نبه الشيخ _ رحمه الله _.في هذا الباب الى ألفاظ تؤدي الى شرك الأصغر الذي يستعملها كثير من الناس في مقابلة النعم أو في مقابلة أندفاع النقم وهذا ينافي كمال التوحيد
# وقول الله تعالى في سورة المذكورة أخذ بعض أهل العلم بأن كلمة ( المعرفة ) يستعمل في القرأن والسنة غالبا فيما يذم من أخذ المعلومات كقوله - جلوعلا { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ }البقرة -146 وهذا على جهة الأكثرية وإلا فقد وردت المعرفة بمعنى العلم كما جاء في صحيح مسلم من حديث ابن عباس ( أن النبي * صلى الله عليه وسلم * لما بعث معاذا إلى اليمن قال له: " إنك تأتي قوما أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يعرفوا الله ،فإن هم عرفوا الله ..) فيدل على أن استعمال المعرفة بمعنى العلم لا بأس به
# من حقيقة التوحيد ومعرفة تصرف الله - جلوعلا - في ملكوته. أن نرجع كل النعم الى الله تعالى لو صغيرا أم كبيرا عظيما أم حقيرا فأما العباد فهم الأسباب في توصيل النعم فمن كان سببا في معالجة أو نجاح أو تعين ذلك لا يدل على انه الولي النعم ,لأن ولي النعم هو الله تعالى وهذا من كمال التوحيد وما من أحد تعلق بمخلوق في حصول نفع له أو اندفاع مكروه عنه إلا خذل ،
# قول الرجل مالي ورثته من أبي هذا منافي لكمال التوحيد ونوع شرك لأنه نسب هذا المال الى أبيه والى نفسه وفي الواقع إن هذا المال لله أنعم به على ابائه ثم أنعم به على هذا المؤمن وجعل الله قسمة الميراث تصل اليه و الوالد سببا لذلك ليس على الوالد أن يقسم المال كما يريد قال تعالى : {.....وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ .......} النور-33
# ومن شرك الأصغر أن نقول لولا الطيار لذهبنا في هلكة ،ولولا أن سائق السيارة كان ماهرا لذهبنا في كذا وكذا أو لولا أن شيخ الفلاني معلما وأفهمنا ما كنا نفهم أو لولا المدير الفلاني لفصلنا من عملنا وهذا لا يجوز لأنه كل ذلك حصل بقضاء الله وقدره ولفضل الله ونعمه ولهذا يجب على العبد أن يوحد فيقول : لولا الله ثم فلان ، فيجعل مرتبة السبب ثانية ولا يجعلها هي الأولى الوحيدة
# من أنواع الشرك اللفظي كثرة أستعمال ( فلان ) فيما يتعلق بالجمادات كبيت أو سيارة أوطيارة أو مطر أو السحاب فنسبة النعمة الى الأنسان أو بقعة أوفعل فاعل كل ذلك من نسبة النعم الى غير الله تعالى
# لا يقبل الله تعالى شفاعة شركية مثل إذا جائهم نعمة أو مطر أو مال أو تجارة توجهوا للأولياء والأنبياء أو توجهوا الى أصنامهم وأوثانهم وصرفوا لهم شيئا من العبادة وقالوا هم شفعوا لنا ونسوا بأن المتفضل عليهم هو الله تعالى
# من حديث زيد بن خالد ( وإن الله تعالى قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ...) يذم الله تعالى الذين ينسبون نعمة الى غير الله تعالى ويشرك به كقول ( الريح طيب والملاح ) ماهر وذلك جاري كثيرا على لسان الناس ويجب تنبيه الناس اليه , وعلى الأنسان أن يعلم نعمة الله تعالى الكثيرة على العباد ويشكره عليه وتحديث به { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ }الضحى -11 فأول درجات الشكر التحديث بالنعمة كأن تقول : هذا من فضل الله ، وهذه نعمة لله ، فإذا التفت القلب إلى مخلوق فإنه يكون قد أشرك هذا النوع من الشرك المنافي لكمال التوحيد
ــــــــــ
ربي زدني علما
الروابط المفضلة