التوسل بصالح العمل فعليه كبار الأئمة والمحدثين والمحققين على رأسهم العلم الكبير شيخ الإسلام ابن تيمية، فلك أن تتوسل بصالح العمل وهو الذي تؤجر عليه ويأجرك الله عليه سبحانه وتعالى ، فلك أن تقول : اللهم إنك تعلم أني فعلت يوم كذا وكذا لمرضاتك ، اللهم أني صليت في الليلة الفلانية من ذاك التاريخ ركعتين في جنح الليل لا أريد إلا وجهك فاغفر لي ذنوبي هذا بصالح العمل تتوسل.
فأما التوسل بالنبي (صلى الله عليه وسلم) فهو على قسمين:
التوسل باتباعه (صلى الله عليه وسلم) ومحبته، ومحبة سنته ومنهاجه
صحيح، لك أن تقول: اللهم إنك تعلم أنني أعلم بسنة نبيك (صلى الله عليه وسلم) فاغفر لي.
أما التوسل بذاته فلا يجوز ، لا تأتي لقبره، وتقول: اللهم إني أتوسل إليك بالرسول أن تغفر لي، أو أتوسل به إليك أن تغيثنا، أو تمطرنا هذا اليوم
فهذا لم يفعله الصحابة وهو أمر مبتدع ، وشعبة من الشرك.
فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما قحط الناس في عهده، والرسول (صلى الله عليه وسلم) مدفون عندهم في الروضة، فلو كان (صلى الله عليه وسلم) يتوسل به لأتى عمر إلى قبرة (صلى الله عليه وسلم)
لكن أتى إلى العباس عمه (صلى الله عليه وسلم) وقال( اللهم إنا كنا إذا أجدبنا توسلنا إليك برسول الله (صلى الله عليه وسلم) – يعني في حياته كان يدعو هو فتغيثنا، وقد مات – اللهم إنا نتوسل إليك بعم نبينا العباس، فاسقنا يا رب))، فدعا العباس ، فسقاهم الله تعالى.
إذا علم هذا فهذا هو الصحيح : أن يتوسل به، أما أن يتوسل بشيء لذات الشيء فلا يجوز هذا ، وهو باب من أبواب الشرك، وما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى.
وهذا هو منهج المشركين ، لأنهم ما أتوا إلى الأصنام ، وقالوا : ما نعبد الأصنام ، قالوا: يقربوننا ، ونتوسل بهم إلى الله ، ليرفعوا حوائجنا إليه ، وليكونوا واسطة بيننا وبين الله ، وهذا هو الشرك بعينه.
فالتوسل بصالح الأعمال جائز، وأما بغير ذلك لا يجوز ، أي : بالذوات، ولو بذات الرسول (صلى الله عليه وسلم).
الروابط المفضلة