قال لقمان لـ ابنه :
يا بني : جالس العلماء و زاحمهم بركبتيك
فإن الله سبحانه و تعالى يحيي القلوب بنور الحكمة
كما يحيي الأرض بـ وابل السماء .
هو كـ الغيث
يحيي النفوس ويغذيها
وسبب لـ الحياة الطيبة
وهو الذي مدح الله حامله فخصه بالخشية لله فقال :
{ إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاء } فاطر/28 .
وهو السبب لمرضات الله وسبب لتقويم السلوك وتهذيب النفوس
إنه " العلم "
الذي قال الله تعالى فيه :
{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } المجادلة 11
قال الشيخ السعدي - رحمه الله - :
" في هذه الآية فضيلة العلم ، و أن زينته وثمرته التأدب بآدابه والعمل بمقتضاه "
هو إدراك الشيء على ما هو عليه في الواقع سواء
كان ذلك الشيء من المحسوسات أو المغيّبات .
و هو حياة النفوس وغذاؤها ، ونور العقول والأبصار .
فان العلم من نعم الله التي انعم الله بها علينا ، فهو الخير والهداية والبركة والرفعة ، مدحه الله عز وجل في كتابه وعلى لسان رسوله - صلى الله عليه و سلم -
بل أمر نبينا - عليه الصلاة والسلام بأن يطلب الإستزادة منه (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا) [طه : 114] )
بل وافتتح الله به كتابه الكريم وجعله أول ما نزل على نبينا - صلى الله عليه وسلم - وذلك في سورة العلق: ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ).
فهو النور الذي يُخرِج الناس من ظلمات الجهل وهو الوسيلة الناجحة للبناء والارتقاء
ولمزيد اهميته فان الله اولى لاهله ومكتسبيه العناية واعطاهم المكانة ورفع من قدرهم وشرفهم وعظيم مكانتهم في آيات كثيرة وأحاديث نبوية عديدة
فقد قال تعالى : ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} المجادلة 11.
اي أن الله يرفع هؤلاء العلماء الدرجات تلو الدرجات ، وفضل هؤلاء إنما يدل على فضل ما يحملون .
فضلاً عن أنه الطريق الموصل إلى الجنة فقد قال نبينا - صلى الله عليه و سلم - : ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله
يتلون كتاب الله ويتدارسونه الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ) رواه مسلم .
ولهذا الفضل أثره العظيم وخيره الجسيم على الأمة أفراداً وجماعات وعلى جميع المجتمعات فتنظر للمجتمعات التي ينتشر فيها العلم وتزداد في المعارف
تراها مجتمعات مرموقة في أخلاقها وفي تطورها وتعاملها فيما بينها فيضفي العلم عليها صبغة الراحة والطمأنينة والسكينة والعيش الرغيد .
في حين ترى المجتمع الذي يسوده الجهل يكثر فيه الإضطراب والتناحر والتباغض إضافة إلى التخلف الذي يشهده وكل هذا بسبب الجهل.
فنسأل الله أن يرزقنا العلم النافع و العمل الصالح
و أن يجعلنا من الذين هم بالعلماء مقتدون و في دربهم سالكون
قال ابن القيم :
" كل ما كان في القرآن من مدح للعبد
فهو من ثمرة العلم ، و كل ما كان فيه من ذم للعبد
فهو من ثمرة الجهل "
الروابط المفضلة