وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة ..
مابين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ، هل هي روضة حقيقية من رياض الجنة يا شيخ ؟
للعلماء فيها أقوال وأرجحها أنها روضة يعني روضة بمعنى أنها قطعة من الجنة ،لأننا لو قلنا أن روضة هنا بمعنى أنها حلقة ذكر ، كل المسجد النبوي حلقة ذكر ، وذكر الله في الأرض كثير حلقات ذكر القرآن كثير ، وفي كل بيوت الله يذكر الله ، ولم يعد مزية لما بين البيت والمنبر ، الصواب أنها قطعة من الجنة ، ولهذا قال بعض العلماء : " أن الإنسان إذا سكن المدينة أو مر بها يجد في نفسه رغبة أن لا يتركها ، إن كان على الفطرة ويجد فيها نوع من السكينة والطمأنينة لا يجدها في أي مكان ،فقالوا في التعليل لذلك أن فيها قطعة من الجنة ، والله لما ذكر أهل الجنة قال : (لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً ) (الكهف:108)أي لا يريدون مفارقة الجنة ، فقالوا من أجل هذا يجد المرء في نفسه طمأنينة وسكينة إذا نزل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و العلم عند الله .
(تأملات في سورة الحشر )
والمكان المفروش الآن باللون الأخضر هو ما يسمى بالروضة الشريفة، قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة)، هذه الروضة اختلف في سبب تسميتها روضة، والأظهر من أقوال أهل العلم أنها قطعة من الجنة. هذا الذي يحمل عليه الحديث؛ لأننا إذا حملنا معنى روضة على أنها التي يقام فيها دروس العلم عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: يا رسول الله! وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر)، فهذا لا يقتصر على ذلك المكان الطاهر، وإنما يكون في كل مكان يذكر فيه الله جل وعلا وتقام فيه حلق الذكر، وعلى هذا نقول: إن الأظهر أنها روضة من رياض الجنة أي: قطعة من الجنة. .....
فتاوى الشيخ صالح المغامسي
الروابط المفضلة