انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 2 من 2

الموضوع: قضل العشر

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الموقع
    طيبة الطيبة
    الردود
    345
    الجنس
    أنثى

    قضل العشر

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله على ما خصنا الله به من الفضل والإكرام ، فما زال يوالي علينا مواسم الخير والإنعام ، ما انتهى شهر رمضان حتى أعقبه بأشهر الحج إلى بيته الحرام . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وأسمائه الحسنى وصفاته العظام ،وأشهد أن محمد عبده ورسوله . أفضل من صلى وصام ووقف بالمشاعر ، وطاف بالبيت الحرام .
    صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الكرام . وسلم تسليماً كثيراً ... أما بعد :


    أخواتي أعلمن أنكن في هذه الدنيا في دار ممر ، وما زلتم في سفر ، وإن إلى ربكم المستقر ، و أنها تمر بكم مواسم عظيمة تضاعف فيها الحسنات وتكفر فيها السيئات ، ومن هذه المواسم شهر ذي الحجة ، فقد جمع الله فيه من الفضائل ونوع فيه من الطاعات ما لا يخفى إلا على أهل الغفلة والإعراض .

    فضل عشر ذي الحجة :
    قال الباري - جل وعلا - في كتابه العزيز : ﴿ وَالْفَجْرِ  وَلَيَالٍ عَشْر ٍ﴾ [الفجر:1-2].
    المراد بها عشر ذي الحجة .

    قال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله - : قد أقسم الله بها تعظيماً لشأنها وتنبيهاً على فضلها .
    روى البخاري -رحمه الله- عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي  قال : (( مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ قَال :َ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّه ،ِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ ))(2).

    قال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله - : فدل هذا الحديث على أن العمل في هذه الأيام العشر أحب إلى الله من العمل في أيام الدنيا من غير استثناء ، وأنه أفضل من الجهاد في سبيل الله إلا جهاداً واحداً ، وهو جهاد من خرج بنفسه وماله ، فلم يرجع بشيء .

    أيضاً من فضائل هذه العشر المباركة فيها أفضل أيام - يوم عرفة - قال عنه النبي صلوات ربي وسلامه عليه : (( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي مَلَائِكَتَهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِأَهْلِ عَرَفَةَ فَيَقُولُ انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا ))(3) .
    وقال عليه الصلاة والسلام : (( مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ ))(4) .

    إذاً أخوتي عرفنا فضل العشر من ذي الحجة نود الآن أن نعرف ما الذي يستحب فعله في هذه الأيام :
    أنواع العمل في هذه العشر:

    الأول : التوبة الصادقة : حري بالمسلم أن يستقبل مواسم الخير عامة بالتوبة الصادقة ، ذلك أنه ما حرم أحد خيراً في الدنيا والآخرة ، إلا بسبب ذنوبه ، قال الله تعالى : ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى / 30] .إذن فلنسارع أخيتي إلى التوبة النصوح واستقبال هذه الأيام بالبعد عن المعاصي والذنوب ، والاستغفار ، ودوام ذكر الله الذي به اطمئنان القلوب ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [ الرعد / 28] .

    الثاني : كثرة الأعمال الصالحة : من نوافل العبادات كالصلاة والصدقة والجهاد والقراءة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك؛ فإنها من الأعمال التي تضاعف في هذه الأيام، فالعمل فيها وإن كان مفضولاً فإنه أفضل وأحب إلى الله من العمل في غيرها وإن كان فاضلاً حتى الجهاد الذي هو من أفضل الأعمال إلا رجل خرج بنفسه ومال ولم يرجع من ذلك بشيء.

    الثالث : الصلاة : يستحب التبكير إلى الفرائض ، سُئل النبي عليه الصلاة والسلام : أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ قال : (( الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا قَالَ : ثُمَّ أَيٌّ ، قَالَ : ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ ، قَالَ : الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ))(5) .
    عن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال : لقيت ثوبان مولى رسول الله فقلت : أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ يُدْخِلُنِي اللَّهُ بِهِ الْجَنَّةَ أَوْ قَالَ : قُلْتُ : بِأَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ ؟ فَسَكَتَ ؛ ثُمَّ سَأَلْتُهُ ؛ فَسَكَتَ ؛ ثُمَّ سَأَلْتُهُ الثَّالِثَةَ ، فَقَالَ : سَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : (( عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ فَإِنَّكَ لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً ))(6) الْمُرَاد بِهِ السُّجُود فِي الصَّلَاة (4).

    الرابع : الصيام : صيام هذه الأيام عن هُنَيْدَةَ بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي  قالت : (( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ  يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنْ الشَّهْرِ وَالْخَمِيسَ ))( 7) ؛ ولا شك أن جنس الصيام من أفضل الأعمال وهو ما اصطفاه الله لنفسه كما في الحديث القدسي قال رسول الله  : (( يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي ))(8) .
    وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله  : ((مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَاعَدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا ))(9 ) أي مسيرة سبعين عاماً(1).
    وقد خص النبي  صيام يوم عرفة من بين أيام العشر بمزيد عناية قال رسول الله  : (( صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ ))(10) .

    الخامس : أداء الحج والعمرة : وهو أفضل ما يعمل ويدل على فضله عدة أحاديث منها قوله  : (( الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ ))(6) .

    السادس : التكبير والتهليل والتحميد : والذكر في هذه الأيام، لقوله تعالى : وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ [ الحج / 28 ].
    عن ابن عباس : ﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ﴾ [ الحج / 28]: أَيَّامُ الْعَشْرِ ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ أَيَّامُ مَعْدُودَاتُ ﴾ [ البقرة / 203] : أَيَّامُ التَّشْرِيقِ (2) .
    واستحب العلماء لذلك كثرة الذكر فيها .
    وقال البخاري : وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا وَكَبَّرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ خَلْفَ النَّافِلَةِ (3).
    وقال - رحمه الله - : وَكَانَ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنًى فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ فَيُكَبِّرُونَ وَيُكَبِّرُ أَهْلُ الْأَسْوَاقِ حَتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُكَبِّرُ بِمِنًى تِلْكَ الْأَيَّامَ وَخَلْفَ الصَّلَوَاتِ وَعَلَى فِرَاشِهِ وَفِي فُسْطَاطِهِ وَمَجْلِسِهِ وَمَمْشَاهُ تِلْكَ الْأَيَّامَ جَمِيعًا وَكَانَتْ مَيْمُونَةُ تُكَبِّرُ يَوْمَ النَّحْرِ وَكُنَّ النِّسَاءُ يُكَبِّرْنَ خَلْفَ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَيَالِيَ التَّشْرِيقِ مَعَ الرِّجَالِ فِي الْمَسْجِدِ (5) .
    ويستحب رفع الصوت بالتكبير للرجال في الأسواق والدور والطرق والمساجد وغيرها لقوله - تعالى- وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ولفعل الصحابة  ، والنساء يكبرن ولكن بصوت منخفض .
    يشرع في هذه الأيام التكبر المطلق في جميع الوقت من ليل أو نهار إلى صلاة العيد ويشرع التكبر المقيد وهو الذي يكون بعد الصلوات المكتوبة التي تصلى في جماعة، ويبدأ لغير الحجاج من فجر يوم عرفة وللحجاج من ظهر يوم النحر، ويستمر إلى صلاة العصر آخر أيام التشريق .
    ولا يجوز التكبير الجماعي وهو الذي يجتمع فيه جماعة على التلفظ بصوت واحد، حيث لم ينقل ذلك عن السلف وإنما السنة أن يكبر كل واحد بمفرده، وهذا في جميع الأذكار والأدعية إلا أن يكون جاهلا فله أن يلقن من غيره حتى يتعلم، ويجوز الذكر بما تيسر من أنواع التكبير والتحميد والتسبيح، وسائر الأدعية المشروعة .

    السابع : تشرع الأضحية في يوم النحر وأيام التشريق وقد ثبت أن النبي  ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر ووضع رجله على صفاحهما متفق عليه.
    روى مسلم - رحمه الله- وغيره عن أم سلمة - رضي الله عنها- أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: (( إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ ))(12) وفي رواية : (( فَلَا يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ ))(13) وهذا النهي ظاهره أنه يخص صاحب الأضحية ولا يعم الزوجة ولا الأولاد إلا إذا كان لأحدهم أضحية تخصه، ولا بأس بغسل الرأس ودلكه ولو سقط منه شيء من الشعر .

    الثامن : صلاة العيد : على المسلم الحرص على أداء صلاة العيد حيث تُصلَّى، وحضور الخطبة وأنه يوم شكر وعمل بر، فلا يجعله يوم أشر وبطر ولا يجعله موسم معصية وتوسع في المحرمات كالأغاني والملاهي والمسكرات ونحوها مما قد يكون سببا لحبوط الأعمال الصالحة التي عملها في أيام العشر.

    ينبغي لكل مسلم ومسلمة أن يستغل هذه الأيام بطاعة الله وذكره وشكره والقيام بالواجبات والابتعاد عن المنهيات واستغلال هذه المواسم والتعرض لنفحات الله ليحوز على رضا مولاه والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الموقع
    { ربي حسن الختام }
    الردود
    6,552
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    9
    التكريم
    • (القاب)
      • درة صيفنا إبداع 1432هـ
      • ذوق راقي
      • مبدعة صيفنا إبداع1431هـ
      • بصمة إبداع ديكورية
      • عبقرية البرامج
      • مخرجة مبدعة
      • الحامل الحكيمة
      • سفيرة متميزه لبلدها
    (أوسمة)
    شكراً أخيّة .. وبآركـ الله فيك

    الحـــمد لله
    ()


مواضيع مشابهه

  1. الردود: 4
    اخر موضوع: 23-10-2010, 11:05 PM
  2. حدث يوم الخميس بعد العصر...............
    بواسطة Nice Girl في فيض القلم
    الردود: 0
    اخر موضوع: 31-05-2008, 07:21 PM
  3. حلو العشر الدقائق...
    بواسطة ro7aboha في الحلويات والكب كيك والكيك وحلويات العيد
    الردود: 5
    اخر موضوع: 22-06-2007, 03:41 PM
  4. مرض هذا العصر
    بواسطة سعيد بأسلامه في روضة السعداء
    الردود: 6
    اخر موضوع: 04-08-2006, 12:23 AM
  5. ان بعد العسر يسر
    بواسطة RZ2 في فيض القلم
    الردود: 10
    اخر موضوع: 01-03-2005, 03:10 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ