بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد ..
اللهم اجعل عملنا كله صالحاً ، واجعله لوجهك خالصاً ، ولا تجعل لأحد غيرك فيه شيئاً
اعلم أخي/ أختي في الله
أن الله - عز وجل - اختار الزمان خزانة لأعمال العباد،
وأحب الزمان إلى الله الأشهر الحرم، وأحب الأشهر الحرم إلى الله ذو الحجة ،
وأحب ذي الحجة إلى الله العشر الأول..
عن ابن عباس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
" مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ "
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ،
قَالَ :" وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ "
[ صحيح ]
وهذا الحديث قد دل على أن العمل في أيام العشر أحب إلى الله من العمل في جميع أيام الدنيا من غير استثناء شيء منها ، وإن كان العمل فيها أحب إلى الله - عز وجل - ؛ فهو أفضل عنده.
ولما كان الله قد وضع في نفوس المؤمنين حنيناً إلى مشاهدة بيته الحرام ،
وليس كل أحد قادراً على مشاهدته في كل عام ،
فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره ،
وجعل موسم العشر مشتركاً بين السائرين والقاعدين،
فمن عجز عن الحج في عام ؛ قدر في العشر على عمل يعمله في بيته ،
يكون أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج..
،،
وعشرنـا هذه ليست كأي عشر
بل تحتوي على فضائل عشـــر
*.. الأولى ..*
أن الله - عز وجل - أقسم بها فقال :
" وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ" ..[ الفجر : 1-5] .
*.. الثانية..*
أن الله - عز وجل - سماها الأيام المعلومات ، فقال تعالى :
" وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ".. [ الحج : 28] .
*.. الثالثة..*
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهد لها بأنها أفضل أيام الدنيا ، فعن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" أفضل أيام الدنيا أيام العشر "
[ صحيح ]
*.. الرابعة ..*
الحث على أفعال الخير فيها ، قال- صلى الله عليه وسلم - :
" مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ فِيهِنَّ أَفْضَلُ مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ "
[ صحيح ]
*.. الخامسة ..*
أنه - صلى الله عليه وسلم - أمر بكثرة التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير فيها ،
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ " [ مسند أحمد ]
*.. السادسة..*
أن فيها يوم التروية .
*.. السابعة..*
أن فيها يوم عرفة ، وفيه من الفضائل ما فيه ،
فهو يوم قد عظم الله أمره ،
يكفي فيه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : " الْحَجُّ عَرَفَةُ "
وصيامه لغير الواقف به يكفر سنة ماضية وسنة قادمة ،
عن أبي قتادة - رضي الله عنه - أن رجلاً قال : يا رسول الله ، أرأيت صيام يوم عرفة؟
قال - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ "
[ صحيح ]
*.. الثامنة ..*
أن الحسنات فيها تضاعف ، قال بعض السلف : ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة يعدل صيام كل يوم منها صيام سنة وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر ..
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : ما من أيام أفضل عند الله ، ولا العمل فيهن أحب إلى الله - عز وجل - من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير وذكر الله ؛ فإنها أيام التهليل والتكبير وذكر الله ؛ وإن صيام يوم منها يعدل بصيام سنة والعمل فيهن يضاعف سبعمائة ضعف .
وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : كان يقال في أيام العشر بكل يوم ألف يوم ، ويوم عرفة بعشرة آلاف ، يعني في الفضل ..
وقال الإمام الأوزاعي - رحمه الله -: بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله ، يصام نهارها ويحرس ليلها ، إلا أن يختص امرؤ بشهادة .
وقال الحسن البصري - رحمه الله - : صيام يوم من العشر يعدل شهرين .
*.. التاسعة ..*
أن فيها الحج .
*.. العاشرة ..*
أن فيها يوم النحر ، الذي هو أعظم أيام الدنيا ؛ كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
" أعظم الأيام عند الله يوم النحر ، ثم يوم القر " [ صحيح ]،
ويوم القر هو اليوم الذي يلي يوم النحر .
،،
ليالي العـــــشر أوقات الإجابة فبـــــــــادر رغبة تلحق ثوابه
ألا لا وقـــــــت للعمال فيــــــــــــــه ثواب الخير أقرب للإصابة
من أوقات الليالي العشر حقاً فشمر واطلبن فيها الإنابة
الروابط المفضلة