«صوت الأمة» تمثل لسان حال السلفية في الهند وعنوان غلافها هو ما نهدف إليه

حاوره/ وليد دويدار
«صوت الأمة» تمثل لسان حال السلفية في الهند وعنوان غلافها هو ما نهدف إليه

الدكتور أسعد الأعظمي: من أبرز أهداف دعوتنا مقاومة التيارات المنحرفة والبدع بأسلوب علمي رصين يلائم روح العصر

الدكتور أسعد الأعظمي ولد عام 1966م بالهند، ذهب إلى المملكة العربية السعودية ودرس بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وبعد ذلك حصل على الماجستير في معهد الأئمة والدعاة من مكة المكرمة، واستقر في المملكة حوالي 8 سنوات حتى أتقن اللغة العربية، وشارك في إنشاء مجلة «صوت الأمة» التي تصدر باللغة العربية؛ وذلك لكثرة المجلات الأخرى التي تصدر باللغة الأردية، والمجلة صوت منير للسلفيين، وتهدف المجلة إلى إعلاء كلمة الله والدعوة إلى الله، وتفاصيل أخرى معه في هذا الحوار:

- في البداية نحب أن نسألكم: كيف أتقنتم اللغة العربية إلى هذا الحد؟

- الدراسة الإسلامية في الهند كلها باللغة المحلية «اللغة الأُرديّة» حتى الكتب مثل صحيح البخاري يترجم ويدرّس باللغة الأردية، والذين يدرسون في هذه المدارس ليسوا متقنين للغة العربية؛ لأنهم لم يمارسوها نطقاً، وكلهم يتكلمون باللغة المحلية، ولكنهم يفهمون الكتب؛ لأنهم درسوا النحو والصرف وغيرها، أما بالنسبة لي فدرست بالجامعة الإسلامية بالمدينة عام 1407هـ، في كلية القرآن الكريم أربع سنوات، ثم أخذت الماجستير في معهد الأئمة والدعاة لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، ثم رجعت إلى الهند، ولكن بعد سنة أيضاً عدت إلى جامعة الملك سعود باسم إعداد معلّم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وأخذت الدبلوم في سنة واحدة من هناك، وهكذا جلست في المملكة نحو ثماني سنوات والحمد لله، وأتقنت إلى حد ما اللغة العربية، ثم باشرت العمل في الهند بالتدريس والدعوة.

«صوت الأمة»

- «مجلة صوت الأمة» كيف كانت فكرة التأسيس، ومتى تم تأسيسها بعد هذه الفكرة؟

- مجلة «صوت الأمة» تمثل لسان حال السلفية في الهند، وقد تأسست عام 1966م، وبعد تأسيس المجلة بنحو ثلاث سنوات صدر أول عدد للمجلة، فكانت المجلة تصدر أولاً كل ثلاثة شهور، وبعد فترة بدأت تصدر شهرياً، وكانت تصدر باسم صوت الجامعة، وبعد فترة باسم «مجلة الجامعة السلفية»، ثم باسم «نشرة الجامعة»، وأخيراً تقرر أن يكون اسمها «صوت الأمة» كل هذا التغيير كان بسبب ظروف قانونية في الهند، وتعرفون بما أن الجامعة السلفية تأسست في الهند فلاحظوا حاجة الناس إلى مجلة إسلامية عربية خاصة للناطقين باللغة العربية في الهند، وكذلك لتكون المجلة ترجمانا للجامعة السلفية بالدول العربية، وحتى يتعرف الناس على أنشطة الجامعة السلفية بالهند.

- لماذا اخترتم أن تكون اللغة العربية هي لغة المجلة رغم صدورها في بلد غير عربي؟

-المجلات باللغات الأخرى خاصة اللغة الأردية مجلات كثيرة بالهند، أما المجلات العربية فهي قليلة، وخاصة أنه لم تكن هناك مجلة لأهل الحديث عربية؛ ولذلك لما تأسست الجامعة السلفية حاولوا إصدار مجلة عربية لتكون صوت السلفيين خاصة، والمسلمين عامة في الهند.

غلافها.. عنوانها

- ما هو منهج المجلة، وأهدافها؟

- كما ذكرت بما أن المجلة تصدر من الجامعة السلفية فمنهجها، وهو مكتوب على غلاف المجلة «العودة بالأمة للكتاب والسنة» فهذا هو المنهج، ومن أهداف المجلة تنشيط الكتاب الإسلاميين في الهند، خاصة الذين يهتمون ويكتبون باللغة العربية، وكذلك توفير المقالات لقراء اللغة العربية في الهند خاصة، ودعم هؤلاء الكتاب وتشجيعهم حتى يجدوا منبراً يهتم بإنتاجهم.

ومن أسمى أهداف المجلة: إعلاء كلمة الله، والدعوة إلى الاعتصام بحبل الله، والتمسك بكتابه وسنة نبيه [، ومقاومة الأفكار الدخيلة، والتيارات المنحرفة، والمبادئ الهدّامة، وسائر المنكرات والبدع بأسلوب علمي رصين يلائم روح العصر.

ومن أهداف المجلة أيضا إيقاظ الروح الدينية وبث الوعي الإسلامي في الشباب المسلم، وتزويدهم بالثقافة الإسلامية الواسعة، وإعدادهم للإسهام في معركة اللسان والقلم وتبصير المسلمين بمزايا الشريعة الإسلامية، ونشر علومها.

- من هم أبرز كتّاب مجلة «صوت الأمة»؟

- المجلة تشتكي من قلة الكتاب، الكتابة باللغة العربية كما ذكرت في البداية كانت قليلة في الهند؛ فلذلك نلجأ كثيراً إلى الإخوة الكتاب في العالم العربي، نأخذ منهم المقالات، وأحياناً نأخذ منهم المقالات المطبوعة في المجلات والكتب، أما الذين يكتبون في الهند، فالدكتور مقتدى حسن الأزهري، من أكبر أعداد المقالات التي طبعت في المجلة للدكتور رحمه الله، وكذلك كان الدكتور المباركفوري –رحمه الله- الذي كان يدرس في الجامعة السلفية وتوفي عام 2003م، كانت له أيضاً مساهمات في المجلة، والآن الشيخ صلاح الدين مقبول يعتبر من أبرز الكتاب في المجلة.

- الدكتور مقتدى الأزهري –رحمه الله تعالى- نريد نبذة عن حياته بحكم أنه من أوائل من قام على الجامعة السلفية؟

-اتصل اسم الدكتور مقتدى الأزهري –رحمه الله- بالجامعة السلفية، فكل من يتذكر الجامعة السلفية لا يتذكرها إلا مع ذكر الدكتور مقتدى الأزهري رحمه الله.

الدكتور الأزهري أخذ الماجستير في الأزهر، وعاد إلى الهند عام 1968م، أي بعد تأسيس الجامعة بسنتين فقط، فلما عرف المسؤولون في الجامعة السلفية بعودة الدكتور استدعوه في الجامعة فقبل، ومارس أنشطته في الجامعة، وهو الذي حرض المسؤولين على تأسيس المجلة، وهو الذي كان راعياً لهذه المجلة منذ أول عدد لها إلى آخر يوم من حياته، رحمه الله.

نبذة مختصرة

- هل من نبذة مختصرة عن «الجامعة السلفية»؟

- الجامعة السلفية في الهند تأسست بعد مؤتمر أهل الحديث الكبير، الذي عقد في عام 1961م، في بلدة اسمها «نوبر» حضرها علماء أهل الحديث من جميع نواحي الهند، فكان الحضور وخاصة المسلمين يلتمسون أن يكون هناك مركز علمي كبير ومؤسسة تعليمية مركزية تكون مرجعا لأهل الحديث، وكانت هذه الحاجة يشعرون بها منذ سنوات ليست من سنة أو سنتين، كانت حلم السلفيين من عقود كثيرة، ووضع حجر الأساس في عام 1963م، بحضور سفير المملكة العربية السعودية في الهند في ذلك الوقت بأمر من الملك فيصل رحمه الله، فعمر الجامعة الآن أكثر من أربعين سنة، وهي تعمل في مجال التعليم والدعوة وطبع الكتب، ومتصدر مجلتين «صوت الأمة» و»محدّث» باللغة الأُردية، وطبعت أكثر من أربعمائة كتاب باللغات المختلفة، وهي ما تزال مركزا لجميع المدارس والجامعات الإسلامية في الهند، تشرف عليها وتعقد فيها ندوات ومؤتمرات علمية دائماً.

وأول أمين عام لها هو الشيخ عبد الوحيد بن عبد الحق السلفي –رحمه الله تعالى- وتوفي عام 1989م تقريباً، وتتابع من بعده الأمناء والآن الشيخ عبد الله سعود السلفي وابن أول أمين عام لها.

أحوال المسلمين

- حدّثنا عن أحوال المسلمين في الهند.

- المسلمون في الهند كما تعرفون أقلية، بعد انقسام البلاد إلى باكستان والهند، غادر معظم المسلمين إلى باكستان، وبقي الأقلية، ومع أنهم أقلية يبلغ عددهم نحو 200 مليون مسلم، ويعتبر هذا العدد ثاني أكبر عدد لتواجد المسلمين في العالم بعد إندونيسيا، وهذا العدد الكبير له مؤسسات تعليمية وجهود طيبة ولله الحمد، ولكن بصفة قوانين الأقلية في البلاد دائماً يلقون تحديات من الجهات المعادية للإسلام، فهم يقابلون هذه التحديات بالحكمة حتى ينشغلوا بالأعمال العلمية والدعوية، ولا ينشغلوا دائماً بالدفاع، وهم في حاجة إلى الدعم، وكذلك في حاجة إلى توحيد الصفوف، تعرفون أن المسلمين في كل مكان لديهم انقسامات فكرية حيث ينتمون إلى أحزاب سياسية ودينية وغير ذلك، وكما في كل مكان في الهند ينقسم المسلمون إلى طوائف وأحزاب، وكل طائفة تعمل وحدها وأحياناً يكون لهم اجتماعات خارجة عن نطاق أحزابهم، ولكن الأساس ان يجتمعوا على الإسلام أو أن يجتمعوا على الكتاب والسنة، أما الأشياء الأخرى فهي جانبية، ولو جعلوا الأساس هو الكتاب والسنة ونبذوا الخلافات من بينهم، وهناك جهود في توحيد الصفوف تُشكر لكنها في حاجة إلى الدعم.

وفي الختام..

- كلمة أخيرة لمجلة «الفرقان» ولقراء مجلة الفرقان.

- مجلة «الفرقان» حبيبة إلى قلبي، أنا أطالع هذه المجلة منذ عودتي من المملكة العربية السعودية، أعجبتني هذه المجلة كثيراً، ودائماً أكون في انتظار هذه المجلة.

والمجلة بشكلها ومضمونها مفيدة جداً، فجزى الله القائمين على المجلة والكاتبين فيها خير الجزاء، ونتعرف عن طريق المجلة على أنشطة جمعية إحياء التراث الإسلامي، هذه الأنشطة هي الأخرى تحفزنا للاستمرار في مجال الدعوة والتدريس والتحرير، كما أرجو من الإخوة القائمين على المجلة بذل الجهد الأكبر لتحسين المجلة.



الضيف في سطور



هو الشيخ أسعد أعظمي بن العلامة المسند والمحدث الشيخ محمد أنصاري، ولد عام 1966م بالهند، ودرس بالجامعة الإسلامية وحصل منها على الليسانس، وحصل على شهادة الماجستير من معهد الدعوة التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، له العديد من الأعمال، ومنها: توجيه القراءات الواردة في الجزء العاشر من القرآن الكريم، والدعوة إلى الله وتربية الاطفال، واللغة العربية ومشاكل تدريسها في الهند، وفقه المعاملات في تفسير الطبري، وله أعمال أخرى باللغة الأردية بلغت (17) مؤلفاً إلى الآن، وله العديد من البحوث العلمية والدعوية والتربوية التي نشرت في العديد من المجلات بالهند، وقد عمل مديراً لتحرير مجلة «آثار جديد مئو» بالهند، درس بالجامعة الأثرية «دار الحديث» بالهند أيضاً، وهو الآن ومنذ عام 1424هـ يعمل كمدرس في «الجامعة السلفية ببنارس» في الهند، ومدير إدارة البحوث الإسلامية والإفتاء والدعوة والإرشاد بالجامعة السلفية، ورئيس تحرير مجلة «صوت الأمة» العربية الشهرية، وهو أيضاً عضو هيئة الأحوال الشخصية لعموم الهند، وعضو الهيئة الاستشارية