القلب الكسير يسجد لله سجده المخلصين

إنها [ مشاعرالإفتقار ] بين يدي الله سبحانه ،مشاعرالإنكسار، والخضوع والذل للرب جل جلاله فيشعرالإنسان في جميع ذراته الباطنه والظاهره الضرورة التامه والإفتقار التام إلى الله سبحانه ربه ووليه، ويشعر أن بيده صلاحه وبيده فلاحه، وبيده هداه، وسعادته، فيطمئن القلب ( ويسجد لله عزوجل سجدة المخلصين )

ومشاعرالقلب في سجدته لربه لايمكن وصفها ، وإنمايعرفها من جربها، فيشعرلقلبه كسره خاصه لا يمكن أن يشبهها شئ أبدآ، بحيث لايرى لنفسه قيمة ولامقامآ ولاذكرآ أبدآ،كيف لا وهو العبد
المذنب ذو الصحيفه السوداء فيشعر بأنه إن لم يصلحه ربه لامصلح له ، وأنه مكسور [ ولاجابر لكسره إلاالله ] وأحب القلوب إلى الله سبحانه قلب تمكنت منه هذه الذلة والكسرة، فهو ناكس الرأس بين يدي ربه لا يرفع رأسه إليه حياء وخجلآ من الله ، وإذا بذلك القلب الكسير يسجد لربه سبحانه سجدة المخلصين التائبين الخاضعين ، سجدة تجمع معاني تقصيره وكسره. سجدة ينيب فيهاإلى ربه، سجدة يناجيه فيها : أن لاملجأ ولامنجا منك إلا إليك أطمع في مغفرتك وأتكل على عفوك وأحسن الظن بك وأرجو كرمك وأطمع في سعة حلمك،غرني الغرور ونفسي الآمارة بالسوء وسترك المرخي علي وأعانني جهلي، ولاطريق لي إلا الإعتصام بك. ( ومن يسرعليه ربه تلك المعاني فقد أكرمه بسجدة الصالحين) -
إن المؤمن إذا استبطأ الفرج وآيس منه بعد كثرة دعائه
وتضرعه ولم يظهر عليه أثر الإجابة فرجع إلى نفسه باللائمة وقال لها : إنما أوتيت من قبلك ولو كان فيك خير لأُجِبتِ، وهذا اللوم أحب إلى الله من كثير من الطاعات ، فإنه يوجب إنكسار العبد لمولاه واعترافه له بأنه أهل لما نزل من البلاء وأنه ليس أهلا لإجابة الدعاء فلذلك تسرع إليه حينئذ..فإنه تعالى عند [ المٌنكَسِرَةِ قٌلٌوبَهم مِنْ أَجْلَهَ ] والقلوب المنكسرة لربها ، عزيزة هانئة ..

اللهم ارزقنا قلوباً مُخبتة منيبة رجّاعة أوّابة إليك وهذا تصوير رائع للانكسار لله عز وجل . ولكن لا نتقنه ,لعيب فينا , كم نتمنى ان نصل الى ذلك الشعور .نعلم ان العيب فيَنا والخلل ..


نسأل الله , الثبات وصدق التوجه له علنا نحظى بتلك المشاعر العظيمة .

منقول