[دورة: كيفية الإيمان بالقدر]
الدرس: الثالث
س164: ما أنواع التقدير ؟ مع بيان دليل كل نوع .ج164: أقول : ذكر أهل العلم أن كتابة المقادير لها عدة أنواع وهي كما يلي :الأول : التقدير العام الشامل لكل شيء ، وهو تقدير الرب لجميع الكائنات بمعنى علمه بها وكتابته لها ومشيئة وخلقه لها ، ودليل ذلك قوله تعالى : } ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتابٍ إن ذلك على الله يسير { ، وهذا النوع يسميه بعض أهل العلم بالتقدير الأزلي ، ويدل عليه أيضًا قوله تعالى : } وكل شيء أحصيناه في إمام مبين { .وفي صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن النبي e قال : (( كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة )) ، قال : (( وعرشه على الماء )) . وحديث محاجة موسى لآدم - عليهما الصلاة والسلام - وفيه أن آدم - عليه السلام - قال : فبكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن يخلقني . قال موسى : بأربعين عامًا . قال آدم : أتلومني على أن عملت عملاً كتب الله أن أعمله قبل أن يخلقني بأربعين عامًا ، قال : (( فحج آدم موسى )) . وكذلك يدل عليه حديث : (( إن أول ما خلق الله القلم قال له اكتب . قال : وما أكتب ؟ قال : اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة )) . وحديث أبي هريرة عند البخاري مرفوعًا : (( جف القلم بما أنت لاقٍ فاختص على ذلك أو ذر )) .الثاني : التقدير العمري ، وهو تقدير كل ما يجري على العبد في حياته إلى نهاية أجله من كتابة رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد ، ويدل عليها حديث ابن مسعود t قال : حدثنا الصادق المصدوق e قال : (( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه ، وأجله ، وشقي أو سعيد )) متفق عليه ، وعن أنس t قال : قال رسول الله e : (( وَكَّلَ الله تعالى بالرحم ملكًا فيقول : أي رب نطفة ، أي رب علقة ، أي رب مضغة ، فإذا أراد الله تعالى أن يقضي خلقها قال : أي ربي أذكر أم أنثى ؟ شقي أم سعيد ؟ فما الرزق ؟ فما الأجل ؟ فيكتب في بطن أمه )) متفق عليه .الثالث : التقدير الحولي ، ومعناه كتابة ما سيكون في هذه السنة من الإيجاد والإعدام والإعزاز والإذلال والرفع والخفض والرزق والعمل ونحو ذلك ، وهذا التقدير يكون في ليلة القدر من العشر الأواخر من رمضان ، قال تعالى : } إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين . فيها يفرق كل أمر حكيم { ، وقال تعالى فيها : } تنـزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمرٍ سلام هي حتى مطلع الفجر { .وقد روي عن ابن عمر وابن عباس والحسن وسعيد بن جبير أنهم قالوا : (( يكتب فيها أي في هذه الليلة ما يحدث في السنة من موت وحياة وعز وذل ورزق ومطر حتى الحجاج يقال : يحج فلان ويحج فلان )) .الرابع : التقدير اليومي ، وهو تقدير ما سيحصل في كل يوم بيومه ، ويدل عليه قوله تعالى : } كل يوم هو في شأن { ، فقد قيل في تفسيرها : شأنه أن يعز ويذل ، ويخفض ويرفع ، ويعطي ويمنع ، ويغني ويفقر ، ويضحك ويبكي ، ويميت ويحيي ، إلى غير ذلك ، فهذه هي أنواع التقديرات والله تعالى أعلى وأعلم .* * *
الأسئلة التطبيقية:
س1: ما معنى: (التقديري العام)، و(التقديري العمري)؟
س2: اذكري دليلا على التقدير الحولي؟
____
وفقكم الله ورعاكم..
الروابط المفضلة