مضت أيــــام من رمضان، والبعض قد أُعْجِبَ بصيامه وقيامه وظنَّ أنه قد صار عابــد زمانه! .. ونسي ما فات من تقصيره ومعاصيه في حق ربِّه عزَّ وجلَّ طوال الإحدى عشر شهر الماضية ..
لقي أحد السلف أخًا له، فقال له: أترضى حالتك التي أنت عليها للموت؟ .. قال: لا.
قال: فهل عرضت عليها توبة من غير تسويف؟ .. قال: لا.
قال: فهل تعلم دارًا تعمل فيها غير هذه؟! .. قال: لا!.
قال: فهل للإنسان نفسان إذا ماتت إحداهما عمل بالأخرى؟! .. قال: لا!.
قال: فهل تأمن هجوم الموت على حالتك هذه؟! .. قال:لا!.
قال: فما أقام على ما أنت عليه عاقل.
وينبغي علينا أن نسأل أنفسنا تلك الأسئلة، وهل الله تعالى راضٍ عنا؟ .. وكلما رضيت عن نفسك، فاعلم أن الله تعالى لا يرضى منك هذا .. نسأل الله تعالى أن يرضى عنا وأن يعتق رقابنا من النـــار وأن لا يحرمنا من فرص رمضان التي لا تعوَّض ..
ومهما سَمعت وقرأت عن جمال رمضان ولذته ومتعته، فلن تشعر بها إلا بعد أن تتذوقها بنفسك وتعيشها ..
ولذلك عليك أن تعيش الشهر بنفسية التحدي وتضع أمامك هدف واحد في رمضان:
أن تُغفَر جميع ذنوبــــك وتُعتَق رقبتك من النــــار ..
فبنـــا نعيش يومًا في حيـــاة صائم قرر أن يتوب من جميع ذنوبه وأن يعيش رمضــان بشكل صحيح؛ لكي يغفر الله له ويعتق رقبته من النـــار .. وانظر هل تعيش تلك الأمور في يومك أم لا؟
يــــوم في حيـــــــــــاة صــــائم
بداية: بركة اليوم ..
التبكير إلى صلاة الصبح وسماع الأذان في المسجد، وصلاة المرأة في بيتها أفضل ..
وللتبكير إلى الصلاة فضل وبركة عظيمة، ولكن للأسف الشديد الكثير من المسلمون يضيعون تلك البركة بالتأخر عن الصلاة ولا يذهب إلى المسجد إلا بعد الإقامة .. وقد حذر الرسول من هذا التأخير، فقال "لا يزال قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله في النار" [رواه أبو داوود وصححه الألباني]
اخرج إلى الصلاة لا تريد إلا الصلاة؛ لتحصل على الأجر كاملاً .. قال رسول الله ".. إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وَأَتَى الْمَسْجِدَ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْهُ خَطِيئَةً حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ وَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ كَانَ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَتْ تَحْبِسُه .."[متفق عليه]
فوائد التبكيـــر إلى الصلاة، منها:
1) إدراك الصف الأول .. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا"[متفق عليه]
2) إدراك ميمنة الصف .. عن عائشة قالت: قال رسول الله "إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف"[رواه أبو داود وحسنه الألباني]
3) إدراك تكبيرة الإحرام .. قال رسول الله "من صلى لله أربعين يومًا في جماعة يدرك التكبيرة الأولى، كتبت له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق"[رواه الترمذي وحسنه الألباني]
فأنت متهم بالنفاق وبأنك من أهل النـــار .. حتى تثبُت براءتك ..
وذلك لن يكون إلا بمحافظتك على تكبيرة الإحرام،،
4) إدراك التأمين وراء الإمام في الصلاة الجهرية .. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ "إِذَا قَالَ الْإِمَامُ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}، فَقُولُوا: آمِينَ، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"[متفق عليه]
5) تُمكِّنك من الإتيـــان بالنوافل المشروعة بين الأذان والإقامة ..
6) دليل على حب الله سبحانه وتعالى وعلى أن قلبك مُعلَّق بالمساجد .. كما قال موسى عليه السلام لربِّه عزَّ وجلَّ {.. وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى}[طه: 84]
ومن السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله ".. وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ"[متفق عليه]
والقلب المُعلَّق بالمسجد لا يفارقه، بل يحب المُكث فيه ويسارع بالعودة إليه،،
7) سبب لاستحضار القلب والخشوع في الصلاة .. وهذا الأمر هو لُب الصلاة، كلما طال مكثك في المسجد وذكرك لله؛ زالت مشاغلك وتعلقاتك الدنيوية، وأقبلت على الله بكليتك .. أما الذي يأتي إلى الصلاة متأخرًا، سيظل مشغولاً بما هو فيه من هموم الدنيـــا أثناء الصلاة.
8) الحضور إلى الصلاة بسكينة ووقار ..
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ النَّبِيِّ قَالَ "إِذَا سَمِعْتُمْ الْإِقَامَةَ فَامْشُوا إِلَى الصَّلَاةِ وَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ وَلَا تُسْرِعُوا، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا"[متفق عليه].. وفي رواية ".. فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ يَعْمِدُ إِلَى الصَّلَاةِ فَهُوَ فِي صَلَاةٍ" [صحيح مسلم]
قال ابن حجر "أَيْ: أَنَّهُ فِي حُكْم الْمُصَلِّي، فَيَنْبَغِي لَهُ اِعْتِمَاد مَا يَنْبَغِي لِلْمُصَلِّي اِعْتِمَاده وَاجْتِنَاب مَا يَنْبَغِي لِلْمُصَلِّي اِجْتِنَابه"[فتح الباري (2:449)]
9) قراءة القرآن بين الآذان والإقامة .. فتُهييء قلبك للصلاة، بتلاوة القرآن.
10) الدعاء بين الأذان والإقامة لا يُرد .. عن أنس بن مالك : أن رسول الله قال "الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد"[رواه الترمذي وصححه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (265)]
بعد وصولك للمسجد في صلاة الفجر ..
1) ردد الأذان وادعُ بعده .. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ: سَمِعَ النَّبِيَّ يَقُولُ "إِذَا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ؛ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ"[صحيح مسلم]
2) ثمَّ اجلس في المسجد وعليك السكينة والوقار، وصلِّ ركعتين سُنَّة الفجر ..
وصلاة الفجر من أخطر الصلوات في اليوم؛ لإنها صلاة مشهودة ..
قال تعالى {.. وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}[الإسراء: 78] .. حيث يشهدها الله تعالى وملائكة الليل والنهار.
فاستحضر قلبك أثناء الصلاة واستشعر عظمتها،،
بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس ..
1) تقول أذكار الصبـــاح .. ولقد شُرِعَت أذكار الصباح لكي تحتفظ بحرارة الخشوع بعد الصلاة أطول فترة ممكنة، وليكن معك كتيب مثل (حصن المسلم)؛ لتحفظ منه الأذكار الصحيحة .. عن أبي الدرداء قال: قال النبي "ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟"، قالوا: بلى، قال "ذكر الله تعالى" [رواه الترمذي وصححه الألباني]
2) تقرأ وردك من القرآن .. وعليك أن تقرأ في اليوم على الأقل خمسة أجزاء .. جزء قبل صلاة الفجر، وجزء في طريقك للعمل أو بعد صلاة الظهر، وجزء بعد العصر، وجزء قبل النوم، ونصف جزء تقوم به صلاة التهجد .. وبهذا تختم القرآن أربع مرات في الشهر ..
فتكون قد كوَّنت ثروة كبيرة من الحسنات .. نسأل الله أن يرزقنا وإيـــاكم الجنة،،
3) تصلي صلاة الضحى بعد شروق الشمس بثُلُث ساعة .. قال رسول الله "من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة"[رواه الترمذي وحسنه الألباني]
وصلاة الضحى بمثابة صدقة عن كل مفصل من مفاصل جسمك .. قال رسول الله "يصبح على كل سلامى من أحدكم في كل يوم صدقة؛ فله بكل صلاة صدقة وصيام صدقة وحج صدقة وتسبيح صدقة وتكبير صدقة وتحميد صدقة، ويجزي أحدكم من ذلك ركعتا الضحى" [صحيح الجامع (8098)]
إذا خرجت لعملك أو لدراستك، لا تنس أنك صـــائم ..
عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ".. الصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ .." [متفق عليه]
اذكر ربَّك طوال الطريق .. في المواصلات، في السيارة، في كل وقت انشغل بذكر الله .. لا تغفل .. لا تفتر.
أثناء العمل، انشغل بإتقان عملك ولسانك وقلبك منشغلان بذكر الله .. ولا تتحدث إلا فيما يرضي الله عزَّ وجلَّ .. تعوَّد على المجاهدة؛ كان أبو بكر الصديق يضع على لسانه حصاة يُثقل بها لسانه؛ حتى لا يتكلَّم.
ثمَّ تصلي الظهر بقلبك ..
بعد عودتك من العمل، أو انتهاء المرأة من واجباتها المنزلية:
اطمئن على أحوال أهل بيتك الإيمانية ..
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ : أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ "كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ؛ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا .." [متفق عليه]
لا تغفل عن سؤالهم عن الصلاة والصيام والذكر والقرآن .. واجلس مع زوجتك وأولادك لقراءة جزء من القرآن ومدارسته، وادعوا لأنفسكم وللمسلمين .. فيصبح البيت جنة.
وبإمكانك أن تنــام قليلاً قبل العصر أو بعده ..
ثمَّ تصلي العصر في المسجد .. وتقرأ جزء من القرآن.
قبل أذان المغرب بساعة، انشغل بأذكار المساء والدعــاء ..
ولهذا الوقت أهمية بالغة؛ لأنك تكون في قمة العطش والضعف .. فاستشعر ضعفك بين يدي ربِّك سبحانه وتعالى ..
واستحضر نية أن للصائم دعوة مُستجـــابة .. فأعد قائمة بالمطالب التي تريدها؛ لكي تدعو الله سبحانه وتعالى أن يعطيها لك .. رتب أفكارك قبل أن تدعو.
واحرص على أن يكون الدعاء من قلبك، دون تكلُّف .. كان عمر بن الخطاب يقول "إني لا أحمل همَّ الإجابة ولكن أحمل همَّ الدعاء، فإذا أٌلْهِمْتُ الدعاء علمت أن الإجابة معه" [مدارج السالكين (3:103)]
وتذكَّر آداب الدعاء: بأن تبدأ بحمد الله والثناء عليه، ثمَّ الصلاة على النبي .. عن فضالة بن عبيد أنه قال: سمع النبي رجلاً يدعو في صلاته فلم يصل على النبي ، فقال النبي "عجَّل هذا"، ثم دعاه فقال له ولغيره "إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه، ثمَّ ليصلِّ على النبي ثمَّ ليدع بعد بما شاء"[رواه الترمذي وصححه الألباني]
عند أذان المغرب، افطِر على تمر وماء ..
وإن استطعت وزع على الصائمين في الطريق التمر والماء؛ لكي تأخذ أجورهم .. قال رسول الله "من فطَّر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا" [رواه الترمذي وصححه الألباني] .. وتلك هي هواية التأمين على العبادات ..
فاحرص على أن تصوم 300 يوم في رمضان هذا العام، بأن تُفطِّر 10 أشخاص كل يوم،،
صلِّ المغرب في المسجد ولا تستعجل .. ثمَّ تصلي ركعتين سُنَّة المغرب في البيت.
تناول إفطارك ولا تطغ .. تذكَّر نعمة الله تعالى عليك، واستحضر من لم يجد الطعام .. ولا تشغلك النعمة عن المُنعِم .. قال تعالى { كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (*) وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 81,82] .. والطغيان هو مجاوزة الحد، فكُل بقدر.
ثمَّ تخرج إلى صلاة العشاء والتراويح مبكرًا مع أهلك ..
وعليك باختيــار مسجد تستريح له وتجد فيه قلبك .. والإمام إذا قرأ حسبته يخشى الله تعالى، حتى لو كان المسجد بعيدًا عن بيتك .. لا تبخل فالخطوات محسوبة وأجرك مدفوع.
تَدَبَّر القرآن آية آية .. أنزِل الآيـــات على قلبك كالدواء واستمتع بالقرآن، وتذكَّر كيف كانت هذه الآيـــات تنزل على قلب النبي محمد وكيف كان الصحابة يعملون بها.
وعليك أن تقرأ القدر الذي سيقرؤه في القيـــام أثناء النهار .. وارجع إلى كتب التفسير لفهم الآيـــات التي أُشْكِلَت عليك حتى تعيش المعنى الحقيقي للآية .. وحينها لن تمل حتى لو قرأ الإمام طيلة الليل.
ولا تنصرف إلا بعد إنتهاء الصلاة .. قال رسول الله ".. إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف، حُسِبَ له قيام الليلة"[رواه أبو داوود وصححه الألباني]
بعد العودة من التراويح، إيــــاك أن تغفل ..
احتفظ بحرارة الخشوع .. بأن تقرأ جزءًا من القرآن، وبعدها تجلس مع أهلك للمسامرة وعمل مسابقات دينية نافعة.
ثمَّ تجلس لمحاسبة نفسك، وتنام مبكرًا؛ لتستطيع أن تستيقظ مبكرًا.
التهجد ..
قال تعالى {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}[الإسراء: 79]
استيقظ قبل الفجر بساعة أو ساعتين، وأيقظ جميع أهلك .. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله "رَحِمَ الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورَحِمَ الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى فإن أبى نضحت في وجهه الماء"[صحيح الجامع (3494)] .. لذا على الزوجين أن يتناوبا في إيقاظ بعضهما وأولادهما للصلاة، ويتعاتبا ويتعاقبا إن لم يقوما.
صلِّ التهجد ركعتين؛ لكي تُصيب السُّنَّة .. عن جابر قال: قال رسول الله "أفضل الصلاة طول القنوت"[رواه مسلم] .. أي: طول القيام .. واغتنم وقت التنزل الإلهي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ "إِذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ أَوْ ثُلُثَاهُ يَنْزِلُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى؟، هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ؟، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ؟، حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ"[صحيح مسلم]
فلا يفوتنك هذا الفضل العظيم، وكن من الذاكرين في هذه الساعة،،
وقبل الفجر بنصف ساعة، تتناولون طعام السحور .. قال رسول الله "السحور أكله بركة، فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء؛ فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين" [رواه أحمد وحسنه الألباني، صحيح الجامع (3683)]
ثمَّ تذهب إلى المسجد مبكرًا، وتصلي تحية المسجد قبل الأذان وتجلس تستغفر الله ..{وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}[الذاريات: 18]
وهكذا تم يومك .. هل عزمتم؟! .. هل من مُشمِّر؟!
نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ..
(( للأمانة منقول ) واتمن ان يعجبكم وتستفيدو من ما نقلت