التكافل الاجتماعي في الإسلام...
أولاً : المظاهر الأدبية للتكافل الاجتماعي:
هوإحساس المسلم نحو أخيه المسلم بمشاعر المحبة والمودة والرحمة ، قال تعالى :
( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ )
وعن أنس عن النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ) ..متفق عليه
والمحبة المطلوبة هى التى تكون في الله لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثـلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان؛ أن يكون الله ورسـوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار».
[رواه الشيخان]
وتتمثل هذة المحبة في سلامة الصدر ونقائه من أمراض النفس كالحسد والغل تجاه إخوانهِ المسلمين ،
وتقوم على التضحية والإيثار وتهدف إلى التغلب على النفس ، ولايكون ذلك إلا بالتعاون
مع الأخرين في أعمال البر والتقوى الذي هوأبرز سمات الحياة الإسلامية ، وهو طريق النهوض بالحياة
الاجتماعية إلى المستوى الراقي الذي يؤذي إلى عيش الجماعة في السعادة والرفاهية ...
ولأن المجتمع هو سلسلة ذات حلقات متداخلة ، وأول هذة الحلقات هى الفرد والأسر ؛ لذلك
يجب عليهم أن يعيشوا متعاونين مع بعضهم البعض ، وكل يقوم بمسؤليته ِ المحددة كما
روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر ، رضي الله عنهما ،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ... )..صحيح مسلم
أما بقية الحلقات فهى المجتمع العام ، وقد عني الإسلام بإقامته على قواعد متينة ، من
التعاطف ، والتراحم ، والمودة ، والمساواة في الحقوق والواجبات
قال تعالى:
( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )الحجرات 10
وهذا ما اتضح جلياً في واقع المجتمع الإسلامي الأول الذي بناه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة
حينما آخى بين المهاجرين والأنصار ، وتسطر ذكرهم في كتاب الله عزوجل ،
فقال تعالى:
( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً
مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ) الحشر9
لقد أظهر الإسلام من التعاون والكرم مع إخوانهم المهاجرين ما خفف عنهم الغربة وعوضهم عن فراق الأهل والأحبة..
وقد أذابت هذة الأخوة الفوارق الطبقية بين المسلمين ، فتساوى الموالى والعبيد أمثال:
زيد بن حارثة ، وبلال بن رباح ، وصهيب الرومي ، وعبدالله بن مسعود ، رضي الله عنهم
مع السادة والأحرار أمثال : أبوبكر الصديق ، وعمر الفاروق ،
بل اصبحوا أئمة وأعلاماً في الدين يهتدي الناس بهداهم
ومن مبادىء التعاون في الإسلام الدعوة إلى التعارف بين الناس عامةً ،
فقال الله تعالى:
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ
أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) الحجرات 13
ثانياً: المظاهرالإجتماعي في الإسلام ...
أن مظاهرالتكافل الاجتماعي هو مسؤولية متبادلة بين فئات المجتمع لسد حاجة المحتاجين منهم ،
وللتناصر بيتهم ، ولإقامة المصالح المشتركة والدفاع عنها ، وهذا يعني مسؤولة المجتمع برعاية...
الفقراء والمساكين والمرضى واليتامى والأرامل وأبناء السبيل ..
لتنمية روح الأخوة والمحبة والمودة بين أفراد المجتمع المسلم ليكونوا أسرةواحدة ،
قائمة على أساس التعاون على الخير...
وقد حارب الإسلام الفقر الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يتعوذ منه فيقول:
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
( اللهم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الفَقْرِ وَالقِلَّةِ وَالذِلَّةِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ ).رواه مسلم
بوسائل عديدة منها ...
العمل...
العمل : هو سبب وعنصر في عمارة الأرض التى استخلفنا الله فيها لنعمرها ،
قال تعالى :على لسان نبيه صالح عليه والسلام
( يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا
فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ) الأعراف85
ولقد فتح الإسلام أبواب العمل أمام المسلم على مصراعيها ليختار منها ما يناسب كفايته وخبرته وميوله ،
واعتبر العمل من أنواع العبادات التى يتقرب بها العبد إلى ربه ...
ليحارب الكسالى المتقاعسين ولو بحجة التفرغ للعبادة...
عن آنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ
أَوْ بَهِيمَةٌ إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ ..) رواه مسلم
الروابط المفضلة