انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 1 من 3 123 الأخيرالأخير
عرض النتائج 1 الى 10 من 26

الموضوع: الصدقة فضائلها وأنواعها

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الردود
    26
    الجنس
    رجل

    الصدقة فضائلها وأنواعها

    الصدقة فضائلهاوأنواعها

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آلهوصحبه أجمعين وبعد:
    قال الله تعالى آمراً نبيه: قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّنقَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ[إبراهيم:31]. ويقول جل وعلا: وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ... [البقرة:195]. وقال سبحانه: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم[البقرة:254]. وقال سبحانه: أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ[البقرة:267]. وقالسبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُواوَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُالْمُفْلِحُونَ[التغابن:16].
    ومن الأحاديث الدالة على فضل الصدقة قوله: {ما منكم من أحدٍ إلاسيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظرأشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقواالنار ولو بشق تمرة} [في الصحيحين]. والمتأمل للنصوص التي جاءت آمرةبالصدقة مرغبة فيها يدرك ما للصدقة من الفضل الذي قد لا يصل إلى مثله غيرها منالأعمال، حتى قال عمر رضي الله عنه: ( ذكر لي أن الأعمال تباهي، فتقول الصدقة: أناأفضلكم ) [صحيح الترغيب].
    فضائل وفوائد الصدقة
    أولاً:أنها تطفىء غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله: {إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى} [صحيح الترغيب].
    ثانياً:أنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما في قوله: {والصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء النار} [صحيح الترغيب].
    ثالثاً:أنها وقاية من النار كما في قوله: {فاتقوا النار، ولو بشق تمرة}.
    رابعاً:أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامرقال: سمعترسول اللهيقول: {كل امرىء في ظل صدقته، حتى يُقضى بين الناس}. قال يزيد: ( فكان أبو مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولوكعكة أو بصلة )، قد ذكر النبيأن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلاظله: {رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ماتنفق يمينه} [في الصحيحين].
    خامساً:أن في الصدقة دواء للأمراض البدنية كما في قوله: {داووا مرضاكم بالصدقة}. يقول ابن شقيق: ( سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجهابأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فأحفر بئراً في مكان حاجةإلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ ) [صحيحالترغيب].
    سادساً:إن فيها دواء للأمراض القلبية كما في قولهلمن شكى إليه قسوة قلبه: {إذا إردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم} [رواه أحمد].
    سابعاً:أن الله يدفع بالصدقة أنواعاً من البلاء كما في وصية يحيى عليهالسلام لبني إسرائيل: ( وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يدهإلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسهمنهم ) [صحيح الجامع] فالصدقة لها تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء ولو كانت منفاجرٍ أو ظالمٍ بل من كافر فإن الله تعالى يدفع بها أنواعاً من البلاء، وهذا أمرمعلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم وأهل الأرض مقرون به لأنهم قد جربوه.
    ثامناً:أن العبد إنما يصل حقيقة البر بالصدقة كما جاء في قوله تعالى: لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ[آلعمران:92].
    تاسعاً:أن المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك وفي ذلك يقول: {ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً} [فيالصحيحين].
    عاشراً:أن صاحب الصدقة يبارك له في ماله كما أخبر النبيعن ذلك بقوله: {ما نقصت صدقة من مال} [في صحيح مسلم].
    الحادي عشر:أنه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلا ما تصدق به كما في قولهتعالى: وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ[البقرة:272]. ولما سأل النبيعائشة رضيالله عنها عن الشاة التي ذبحوها ما بقى منها: قالت: ما بقى منها إلا كتفها. قال: {بقي كلها غير كتفها} [في صحيح مسلم].
    الثاني عشر:أن الله يضاعف للمتصدق أجره كما في قوله عز وجل: إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناًيُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ[الحديد:18]. وقوله سبحانه: مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاًكَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ[البقرة:245].
    الثالث عشر:أن صاحبها يدعى من باب خاص من أبواب الجنة يقال له بابالصدقة كما في حديث أبي هريرةأن رسول اللهقال: {من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي في الجنة يا عبد الله، هذا خير: فمن كان من أهلالصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان منأهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان}قال أبو بكر: يا رسول الله، ما على من دُعي من تلك الأبواب منضرورة فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها: قال: {نعموأرجو أن تكون منهم} [في الصحيحين].
    الرابع عشر:أنها متى ما اجتمعت مع الصيام واتباع الجنازة وعيادة المريضفي يوم واحد إلا أوجب ذلك لصاحبه الجنة كما في حديث أبي هريرةأن رسول اللهقال: {من أصبح منكم اليوم صائماً؟}قال أبو بكر: أنا. قال: {فمن تبع منكم اليوم جنازة؟}قال أبو بكر: أنا. قال: {فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟}قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله: {مااجتمعت في امرىء إلا دخل الجنة} [رواه مسلم].
    الخامس عشر:أن فيها انشراح الصدر، وراحة القلب وطمأنينته، فإن النبيضرب مثلالبخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثدييهما إلى تراقيهما فأماالمنفق فلا ينفق إلا اتسعت أو فرت على جلده حتى يخفى أثره، وأما البخيل فلا يريد أنينفق شيئاً إلا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع [في الصحيحين] ( فالمتصدقكلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه، وانفسح بها صدره، فهو بمنزلة اتساع تلك الجبةعليه، فكلمَّا تصدَّق اتسع وانفسح وانشرح، وقوي فرحه، وعظم سروره، ولو لم يكن فيالصَّدقة إلا هذه الفائدة وحدها لكان العبدُ حقيقياً بالاستكثار منها والمبادرةإليها وقد قال تعالى: وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِفَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ[الحشر:9].
    السادس عشر:أنَّ المنفق إذا كان من العلماء فهو بأفضل المنازل عند اللهكما في قوله: {إنَّما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاًوعلماً فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل.. }الحديث.
    السابع عشر:أنَّ النبَّيجعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيام به،وذلك في قوله: {لا حسد إلا في اثنين: رجلٌ آتاه الله القرآن فهو يقومبه آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل والنهار}، فكيف إذا وفق الله عبده إلى الجمع بين ذلك كله؟ نسأل الله الكريممن فضله.
    الثامن عشر:أنَّ العبد موفٍ بالعهد الذي بينه وبين الله ومتممٌ للصفقةالتي عقدها معه متى ما بذل نفسه وماله في سبيل الله يشير إلى ذلك قوله جل وعلا: إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمبِأَنَ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَوَيُقتَلُونَ وَعداً عَلَيْهِ حَقّاً فِى التَّورَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالقُرءَانِوَمَنْ أَوفَى بِعَهدِهِ مِنَ اللهِ فَاستَبشِرُواْ بِبَيعِكُمُ الَّذِى بَايَعتُمبِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ[التوبة:111].
    التاسع عشر:أنَّ الصدقة دليلٌ على صدق العبد وإيمانه كما في قوله: {والصدقة برهان} [رواه مسلم].
    العشرون:أنَّ الصدقة مطهرة للمال، تخلصه من الدَّخن الذي يصيبه من جراءاللغو، والحلف، والكذب، والغفلة فقد كان النَّبييوصي التَّجار بقوله: {يا معشر التجار، إنَّ هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوهبالصدقة} [رواه أحمد والنسائي وابن ماجة، صحيح الجامع].
    أفضل الصدقات
    الأول:الصدقة الخفية؛ لأنَّها أقرب إلى الإخلاص من المعلنة وفي ذلك يقولجل وعلا: إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِىَ وَإِن تُخْفُوهَاوَتؤْتُوهَا الفُقَرَاءِ فَهُوَ خَيرٌ لَّكُمْ[البقرة:271]، ( فأخبر أنَّ إعطاءهاللفقير في خفية خيرٌ للمنفق من إظهلرها وإعلانها، وتأمَّل تقييده تعالى الإخفاءبإتيان الفقراء خاصة ولم يقل: وإن تخفوها فهو خيرٌ لكم، فإنَّ من الصدقة ما لا يمكنإخفاؤه كتجهيز جيشٍ، وبناء قنطرة، وإجراء نهر، أو غير ذلك، وأمَّا إيتاؤها الفقراءففي إخفائها من الفوائد، والستر عليه، وعدم تخجيله بين النَّاس وإقامته مقامالفضيحة، وأن يرى الناس أن يده هي اليد السفلى، وأنَّه لا شيء له، فيزهدون فيمعاملته ومعاوضته، وهذا قدرٌ زائدٌ من الإحسان إليه بمجرد الصدقة مع تضمنه الإخلاص،وعدم المراءاة، وطلبهم المحمدة من الناس. وكان إخفاؤها للفقير خيراً من إظهارها بينالناس، ومن هذا مدح النبيصدقة السَّر، وأثنى على فاعلها، وأخبر أنَّه أحدالسبعة الذين هم في ظلِّ عرش الرحمن يوم القيامة، ولهذا جعله سبحانه خيراً للمنفقوأخبر أنَّه يكفر عنه بذلك الإنفاق من سيئاته [طريق الهجرتين].
    الثانية:الصدقةُ في حال الصحة والقوة أفضل من الوصية بعد الموت أو حالالمرض والاحتضار كما في قوله: {أفضل الصدقة أنتصدَّق وأنت صحيحٌ شحيحُ، تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقومقلت: لفلان كذا ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان كذا} [في الصحيحين].
    الثالثة:الصدقة التي تكون بعد أداء الواجب كما في قوله عز وجل: وَيَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العَفْوَ[البقرة:219]، وقوله: {لا صدقة إلا عن ظهر غنى... }، وفي رواية: {وخير الصدقة ظهر غنى} [كلا الروايتينفي البخاري].
    الرابعة:بذل الإنسان ما يستطيعه ويطيقه مع القلة والحاجة؛ لقوله: {أفضل الصدقة جهد المُقل، وابدأ بمن تعول} [رواه أبو داود]، وقال: {سبق درهم مائة ألفدرهم}، قالوا: وكيف؟! قال: {كان لرجلدرهمان تصدق بأحدهما، وانطلق رجل إلى عرض ماله، فأخذ منه مائة ألف درهم فتصدق بها} [رواه النسائي، صحيح الجامع]، قال البغوي رحمه الله: ( والإختيارللرجل أن يتصدق بالفضل من ماله، ويستبقي لنفسه قوتاً لما يخاف عليه من فتنة الفقر،وربما يلحقه الندم على ما فعل، فيبطل به أجره، ويبقى كلاً على الناس، ولم ينكرالنبيعلى أبيبكر خروجه من ماله أجمع، لَّما علم من قوة يقينه وصحة توكله، فلم يخف عليه الفتنة،كما خافها على غيره، أما من تصدق وأهله محتاجون إليه أو عليه دين فليس له ذلك،وأداء الدين والإنفاق على الأهل أولى، إلا أن يكون معروفاً بالصبر، فيؤثر على نفسهولو كان به خصاصة كفعل أبي بكر، وكذلك آثر الأنصار المهاجرين، فأثنى الله عليهمبقولهوَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ[الحشر:9] وهي الحاجة والفقر [شرح السنة].
    الخامسة:الإنفاق على الأولاد كما في قوله: {الرجل إذا أنفق النفقة على أهله يحتسبها كانت له صدقة} [فيالصحيحين]، وقوله: {أربعة دنانير: دينارأعطيته مسكيناً، ودينار أعطيته في رقبةٍ، ودينار أنفقته في سبيل الله، ودينارأنفقته على أهلك، أفضلها الدينار الذي أنفقته على أهلك} [رواهمسلم].
    السادسة:الصدقة على القريب، كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالاً،وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول اللهيدخلها ويشرب من ماء فيهاطيِّبٍ. قال أنس: ( فلما أنزلت هذه الآية: لَن تَنَالُواْ البِر حَتَّىتُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ[آل عمران:92]. قام أبو طلحة إلى رسول اللهفقال: يا رسول الله إنَّالله يقول في كتابهلَن تَنَالُواْ البِرَّ حَتَّىتُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَوإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برَّهاوذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث شئت، فقال رسول الله: {بخبخ مال رابح، وقد سمعت ما قلت فيها، إني أرى أن تجعلها في الأقربين}. فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول، فقسَّمها أبو طلحة في أقاربه وبنيعمه [في الصحيحين].
    وقال: {الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتانصدقة وصلة} [رواه أحمد والنسائي والترمذي وابن ماجة]، وأخصُّالأقارب - بعد من تلزمه نفقتهم - اثنان:
    الأول: اليتيم؛ لقوله جلَّ وعلا: فَلا اقتَحَمَ العَقَبَةَ (11) وَمَاأدرَاكَ مَا العَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَو إِطعَامٌ فِى يَومٍ ذيمَسغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذَا مَقرَبَةٍ (15) أَو مِسكِيناً ذَا مَتْرَبةَ[البلد:11-16]. والمسغبة: الجوع والشِّدة.
    الثاني: القريب الذي يضمر العداوة ويخفيها؛ فقد قال: {أفضلالصدقة على ذي الرحم الكاشح} [رواه أحمد وأبو داود والترمذي صحيحالجامع].
    السابعة:الصَّدقة على الجار؛ فقد أوصى به الله سبحانه وتعالى بقوله: وَالْجَارِ ذِي القُرْبَى وَالْجَارِ الجُنُبِ[النساء:36] وأوصى النبيأبا ذر بقوله: {وإذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، واغرف لجيرانك منها} [رواه مسلم].
    الثامنة:الصدقة على الصاحب والصديق في سبيل الله؛ لقوله: {أفضل الدنانير: دينار ينفقه الرجل على عياله، ودينار ينفقهالرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله عز وجل} [رواه مسلم].
    التاسعة:النفقة في الجهاد في سبيل الله سواء كان جهاداً للكفار أوالمنافقين، فإنه من أعظم ما بُذلت فيه الأموال؛ فإن الله أمر بذلك في غير ما موضعمن كتابه، وقدَّم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في أكثر الآيات ومن ذلك قولهسبحانه: انفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْبِأَموَالِكُمْوَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ[التوبة:41]، وقال سبحانه مبيناً صفات المؤمنين الكُمَّل الذين وصفهم بالصدقإِنَّمَا المُؤمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَميَرتَابُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِأُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ[الحجرات:15]، وأثنى سبحانه وتعالى على رسولهوأصحابه رضوان اللهعليهم بذلك في قوله: لَكِنَ الرَّسُولُ وَالذَّينَآمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُالخَيرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ (88) أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ جَنَّاتٍتَجْرِى مِن تَحتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوزُ العَظِيمُ[التوبة:89،88]، ويقول عليه الصلاة والسلام: {أفضلالصدقات ظلُّ فسطاطٍ في سبيل الله عز وجل أو منحة خادم في سبيل الله، أو طروقة فحلفي سبيل الله} [رواه أحمد والترمذي، صحيح الجامع]، وقال: {من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا} [فيالصحيحين]، ولكن ليُعلم أن أفضل الصدقة في الجهاد في سبيل الله ما كان في وقتالحاجة والقلة في المسلمين كما هو في وقتنا هذا، أمَّا ما كان في وقت كفاية وانتصارللمسلمين فلا شك أن في ذلك خيراً ولكن لا يعدل الأجر في الحالة الأولى: وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُالسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِوَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُوَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَخَبِيرٌ (10) مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُوَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ[الحديد:11،10]. ( إن الذي ينفق ويقاتل والعقيدة مطاردة،والأنصار قلة، وليس في الأفق ظل منفعة، ولا سلطان، ولا رخاء غير الذي ينفق، ويقاتل،والعقيدة آمنة، والأنصار كثرةٌ والنصر والغلبة والفوز قريبة المنازل، ذلك متعلقمباشرةً لله متجردٌ تجرداً كاملاً لا شبهة فيه، عميق الثقة والطمأنينة بالله وحده،بعيدٌ عن كل سبب ظاهر، وكل واقع قريب لا يجد على الخير أعواناً إلا ما يستمدهمباشرةً من عقيدته، وهذا له على الخير أنصارٌ حتى حين تصح نيته ويتجرد تجردالأوليين ) [في ظلال القرآن].
    العاشرة:الصدقة الجارية: وهي ما يبقى بعد موت العبد، ويستمر أجره عليه؛لقوله: {إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أوعلم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له} [رواه مسلم].
    وإليك بعضاً من مجالات الصدقة الجارية التي جاء النص بها:
    مجالات الصدقة الجارية
    1 - سقي الماء وحفر الآبار؛ لقولة: {أفضل الصدقة سقيالماء} [رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة:صحيح الجامع].
    2 - إطعام الطعام؛ فإن النبيلما سُئل: أي الإسلام خير؟ قال: {تُطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف} [في الصحيحين].
    3 - بناء المساجد؛ لقوله: {من بنى مسجداً يبتغيبه وجه الله، بنى الله له بيتاً في الجنة} [في الصحيحين]، وعن جابرأن رسولاللهقال: {من حفر بئر ماء لم يشرب منه كبد حرى من جن ولا إنسولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة، ومن بنى مسجداً كمفحص قطاة أو أصغر بنى اللهله بيتاً في الجنة} [صحيح الترغيب].
    4 - الإنفاق على نشر العلم، وتوزيع المصاحف، وبناء البيوت لابن السبيل، ومن كانفي حكمه كاليتيم والأرملة ونحوهما، فعن أبي هريرةقال: قال: {إنمما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره، أو ولداً صالحاً تركه،أو مصحفاً ورثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أوصدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته} [رواه ابنماجة:صحيح الترغيب].
    ولتعلم أخي أن الإنفاق في بعض الأوقات أفضل منه في غيرها كالإنفاق في رمضان، كماقال ابن عباس رضي الله عنه: ( كان رسول اللهأجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاهجبريل وكان بلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول اللهحين يلقاه جبريل أجود بالخيرمن الريح المرسلة ) [في الصحيحين]، وكذلك الصدقة في أيام العشر من ذي الحجة، فإنالنبيقال: {ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذهالأيام}يعني أيام العشر. قالوا: يا رسول الله! ولا الجهاد في سبيلالله؟ قال: {ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرجبنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك شيء} [رواه البخاري]، وقد علمت أنالصدقة من أفضل الأعمال التي يُتقرب بها إلى الله.
    ومن الأوقات الفاضلة يوم أن يكون الناس في شدة وحاجة ماسة وفقر بيّن كما في قولهسبحانه: فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ[البلد:11-14].
    فمن نعمة الله عز وجل على العبد أن يكون ذا مال وجدة، ومن تمام نعمته عليه فيهأن يكون عوناً له على طاعة الله{فنعم المال الصالحللمرء الصالح} [رواه البخاري

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الردود
    26
    الجنس
    رجل

    رمضان

    شهر رمضان شهر الصدقة والحسان

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الردود
    26
    الجنس
    رجل

    التغيير

    ان لم تتغير في رمضان فمتى تتغير

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الردود
    26
    الجنس
    رجل

    ميدان

    رمضان ميدان العاملين

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الردود
    26
    الجنس
    رجل

    صنائع

    صنائع المعروف تقي مصارع السوء

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الردود
    26
    الجنس
    رجل

    التراويح

    صلاة التراويح قيام رمضان


    تعريف التراويح

    حكمها

    فضلها

    وقتها

    عدد ركعاتها

    ما يقرأ فيها

    أيهما أفضل للمرء، أن يصلي القيام في جماعة أم في بيته ؟

    أجر من صلى مع الإمام حتى ينصرف في رمضان

    من فاته العشاء

    القنوت في قيام رمضان

    صيغة القنوت في رمضان

    الجهر بالقنوت ورفع الأيدي فيه


    تعريف التراويح

    هي الصلاة التي تصلى جماعة في ليالي رمضان، والتراويح جمع ترويحة، سميت بذلك لأنهم كانوا أول ما اجتمعوا عليها يستريحون بين كل تسليمتين، كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله، وتعرف كذلك بقيام رمضان.
    بداية الصفحة

    حكمها

    سنة، وقيل فرض كفاية ، وهي شعار من شعارات المسلمين في رمضان لم ينكرها إلا مبتدع، قال القحطاني رحمه الله في نونيته:
    وصيامنا رمضان فرض واجب وقيامنا المسنون في رمضـان
    إن التراويـح راحـة في ليله ونشاط كل عويجز كســـلان
    والله ما جعل التراويح منكـراً إلا المجوس و شيعـة الشيطان
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ولكن الرافضة تكره صلاة التراويح).1
    بداية الصفحة

    دليل الحكم

    قيام رمضان في جماعة مشروع سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يداوم عليه خشية أن يفرض، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد، وصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم، فصلى فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصٌلِّي بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عَجَزَ المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال: أما بعد فإنه لم يخف عليِّ مكانكم، ولكني خشيتٌ أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك".2
    ولما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأٌمن فرضها أحيا هذه السنة عمر رضي الله عنه، فقد خرج البخاري في صحيحه عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه قال: "خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلةً في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرَّهط، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أٌبي بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر: نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون ـ يريد آخر الليل ـ وكان الناس يقومون أوله".3
    قلت: مراد عمر بالبدعة هنا البدعة اللغوية، وإلا فهي سنة سنها الرسول صلى الله عليه وسلم وأحياها عمر الذي أٌمرنا بالتمسك بسنته: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ" الحديث.
    وعن عروة بن الزبير أن عمر رضي الله عنه جمع الناس على قيام شهر رمضان، الرجال على أبي بن كعب ، والنساء على سليمان بن أبي حثمة.4
    وروي أن الذي كان يصلي بالنساء تميم الداري رضي الله عنه.
    وعن عرفجة الثقفي قال: "كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يأمر الناس بقيام رمضان ويجعل للرجال إماماً و للنساء، فكنت أنا إمام النساء".5
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة".6
    ورحم الله الإمام القحطاني المالكي حيث قال:
    صلى النبي به ثلاثاً رغبة وروى الجماعة أنها ثنتان
    بداية الصفحة

    فضلها

    لقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحض على قيام رمضان ورغب فهي ولم يعزم، وما فتئ السلف الصالح يحافظون عليها، فعلى جميع المسلمين أن يحيوا سنة نبيهم وألا يتهاونوا فيها ولا يتشاغلوا عنها بما لا فائدة منه، فقد قرن صلى الله عليه وسلم بين الصيام والقيام، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قـال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرمضان من قامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".7
    وفي رواية في الصحيح كذلك عنه: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".8
    وزاد النسائي في رواية له: "وما تأخر" كما قال الحافظ في الفتح.9
    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (ظاهره يتناول الصغائر والكبائر، وبه جزم ابن المنذر. وقال النووي: المعروف أنه يختص بالصغائر، وبه جزم إمام الحرمين وعزاه عياض لأهل السنة ، قال بعضهم: ويجوز أن يخفف من الكبائر إذا لم يصادف صغيرة.
    إلى أن قال: وقد ورد في غفران ما تقدم وما تأخر من الذنوب عدة أحاديث جمعتها في كتاب مفرد، وقد استشكلت هذه الزيادة من حيث أن المغفرة تستدعي سبق شيء يغفر والمتأخر من الذنوب لم يأت فكيف يغفر؟ والجواب عن ذلك يأتي في قوله صلى الله عليه وسلم حكاية عن الله عز وجل أنه قال في أهل بدر: "اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"، ومحصل الجواب: أنه قيل إنه كناية عن حفظهم من الكبائر فلا تقع منهم كبيرة بعد ذلك. وقيل إن معناه أن ذنوبهم تقع مغفورة).10
    فعليك أخي الكريم ألا يفوتك هذا الفضل، فما لا يدرك كله لا يترك جله، فصل ما تيسر لك إن لم تتمكن من إتمامها مع الإمام.
    واحذر أشد الحذر السمعة والرياء، فيها وفي غيرها من الأعمال، فهما مبطلان للأعمال مفسدان لثوابها.
    بداية الصفحة

    وقتها

    من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر.
    وفعلها في آخر الليل أفضل من فعلها في أوله لمن تيسر لهم، واتفقوا عليه ، لقول عمـر رضي الله عنه: "والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون".
    بداية الصفحة

    عدد ركعاتها

    أفضل القيام في رمضان وغيره إحدى عشرة ركعة، وهو ما واظب عليه صلى الله عليه وسلم، كما صح عن عائشة رضي الله عنها وقد سئلت: كيف كانت صلاته صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره عن إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً11 فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً".12
    وإن كان الأمر فيه سعة، وقد أحصى الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح13 الأقوال في ذلك مع ذكر الأدلة، وهي:
    1. إحدى عشرة ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.
    2. ثلاث عشرة ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.
    3. إحدى وعشرون ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.
    4. ثلاث وعشرون ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.
    5. تسع وثلاثون ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.
    6. إحدى وأربعون ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.
    7. تسع وأربعون ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.
    لم يصح حديث عن النبي صلى الله عليه و سلم في عدد ركعات صلاة التراويح إلا حديث عائشة: "أحد عشرة ركعة"، وما روي عن ابن عباس رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في رمضان عشرين ركعة والوتر" فإسناده ضعيف كما قال الحافظ ابن حجر.
    و الأعداد الأخرى سوى الإحدى عشرة أُثرت عن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، والقاعدة عندهم في ذلك أنهم كانوا إذا أطالوا القراءة قللوا عدد الركعات وإذا أخفوا القراءة زادوا في عدد الركعات.
    ولله در الشافعي ما أفقهه حيث قال، كما روى عنه الزعفراني: (رأيت الناس يقومون بالمدية بتسع وثلاثين14، وبمكة بثلاث وعشرين، وليس في شيء من ذلك ضيق).15
    وقال أيضاً: (إن أطالوا القيام وأقلوا السجود فحسن وإن أكثروا السجود وأخفوا القراءة فحسن، والأول أحب إلي)16.
    والخلاصة أن أصح وأفضل شيء أن يقام رمضان بإحدى عشرة ركعة مع إطالة القراءة، ولا حرج على من قام بأكثر من ذلك.
    واحذروا أيها الأئمة من التخفيف المخل، بأن تقرأوا في الأولى مثلاً بعد الفاتحة بآية نحو "مدهامتان" أو بقصار السور من الزلزلة وما بعدها، وفي الثانية دائماً بالإخلاص، فهذا تخفيف مخل، هذا مع عدم الاطمئنان في الركوع والسجود، والمسابقة حيث يصبح من التجاوز إطلاق القيام على من يفعل ذلك.
    وحذار أيها المأموم أن تحتج على إمامك إذا حول أن يطيل في ظنك بقوله صلى الله عليه وسلم: "من أم الناس فليخفف"، فهذا استدلال مع الفارق والفارق الكبير، حيث قال صلى الله عليه وسلم ذلك لمعاذ عندما قرأ في الركعة الأولى في صلاة العشاء بالبقرة كلها، وفي الثانية بما يناصف البقرة، فأين هذا مما يفعله الأئمة اليوم؟!
    بداية الصفحة

    ما يقرأ فيها

    لم تحد القراءة فيها بحد، وكان السلف الصالح يطيلون فيها واستحب أهل العلم أن يختم القرآن في قيام رمضان ليسمع الناس كل القرآن في شهر القرآن، و كره البعض الزيادة على ذلك إلا إذا تواطأ جماعة على ذلك فلا بأس به.
    فقد روى مالك في الموطأ عن عبد الرحمن الأعرج أنه قال : سمعت أبي يقول : كنا ننصرف في رمضان من القيام فنستعجل الخدم بالسحور مخافة الفجر .
    وروى مالك أيضاً عن السائب بن يزيد قال: أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي بن كعب وتميماً الداري أن يقوما للناس وكان القارئ يقرأ بالمائتين حتى كنا نعتمد على العصا من طول القيام، وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر.
    وروى البيهقي بإسناده عن أبي عثمان الهندي قال: دعا عمر بن الخطاب بثلاثة قراء فاستقرأهم فأمر أسرعهم قراءة أن يقرأ للناس ثلاثين آية، وأمر أوسطهم أن يقرأ خمساً وعشرين آية، وأمر أبطأهم أن يقرأ عشرين آية.17
    وقال ابن قدامة: قال أحمد: يقرأ بالقوم في شهر رمضان ما يخف على الناس، ولا يشق عليهم، ولا سيما في الليالي القصار.18
    و الأمر على ما يحتمله الناس، وقال القاضي ـ أبو يعلى ـ: (لا يستحب النقصان عن ختمة في الشهر ليسمع الناس جميع القرآن ولا يزيد على ختمة، كراهية المشقة على من خلفه والتقدير بحال الناس أولى).19
    وقال ابن عبد البر: (والقراءة في قيام شهر رمضان بعشر من الآيات الطوال، ويزيد في الآيات القصار ، ويقرأ السور على نسق المصحف).20
    عليك أخي المسلم أن تقارن بين قراءة سلفنا الصالح في القيام وبين قراءة أئمتنا في معظم المساجد في السودان بما فيهم الحفظة، ثم احكم لترى البون الشاسع بيننا وبينهم.
    بداية الصفحة

    أيهما أفضل للمرء، أن يصلي القيام في جماعة أم في بيته ؟

    إذا أقيمت صلاة التراويح في جماعة في المساجد،فقد ذهب أهل العلم في ذلك مذاهب:
    1. القيام مع الناس أفضل، وهذا مذهب الجمهور، لفعل عمر رضي الله عنه، ولحرص المسلمين على ذلك طول العصور.
    2. القيام في البيوت أفضل، وهو رواية عن مالك وأبي يوسف وبعض الشافعية، لقوله صلى الله عليه وسلم :" أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة".21
    3. المسألة تختلف باختلاف الأشخاص، فمن كان حافظاً للقرآن ذا همة على القيم منفرداً ولا تختل الصلاة في المسجد بتخلفه فصلاته في الجماعة والبيت سواء، أما إذا اختل شرط من هذه الشروط فصلاته مع الجماعة أفضل.
    بداية الصفحة

    أجر من صلى مع الإمام حتى ينصرف في رمضان

    ليس هناك حد لعدد ركعات القيام في رمضان، فللمرء أن يقيمه بما شاء، سواء كانت صلاته في جماعة أو في بيته ، ولكن يستحب لمن يصلي مع جماعة المسلمين أن ينصرف مع الإمام ويوتر معه، لحديث أبي ذر يرفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم: "إن القوم إذا صلوا مع الإمام حتى ينصرف كتب لهم قيام تلك الليلة".22
    قال أبو داود رحمه الله: (سمعت أحمد يقول: يعجبني أن يصلي مع الإمام ويوتر معه، قال: وكان أحمد يقوم مع الناس ويوتر معهم).
    بداية الصفحة

    من فاته العشاء

    إذا دخل الإنسان المسجد ووجد الناس قد فرغوا من صلاة العشاء وشرعوا في القيام، صلى العشاء أولاً منفرداً أومع جماعة وله أن يدخل مع الإمام بنية العشاء فإذا سلم الإمام قام وأتم صلاته، واختلاف لا يؤثر، لصنيع معاذ وأقره الرسول صلى الله عليه وسلم حيث كان يصلي العشاء مع الرسول صلى الله عليه وسلم ويأتي فيصلي بأهل قباء العشاء حيث تكون له هذه الصلاة نافلة، وليس له أن يشرع في التراويح وهو لم يصل العشاء.
    بداية الصفحة

    القنوت في قيام رمضان

    ذهب أهل العلم في القنوت في الوتر مذاهب هي:
    1. يستحب أن يقنت في كل رمضان، وهو مذهب عدد من الصحابة وبه قال مالك ووجه للشافعية.
    2. يستحب أن يقنت في النصف الآخر من رمضان،المشهور من مذهب الشافعي.
    3. لا قنوت في الوتر، لا في رمضان ولا في غيره.
    4. عدم المداومة على ذلك، بحيث يقنت ويترك.
    5. عند النوازل وغيرها، متفق عليه.
    قال ابن القيم رحمه الله: ولم يصح عن النبي صلى الله عليه و سلم في قنوت الوتر قبل ـ أي الركوع ـ أو بعده شيء.
    وقال الخلال: أخبرني محمد بن يحيى الكحال أنه قال لأبي عبد الله في القنوت في الوتر؟ فقال: ليس يروى فيه عن النبي صلى الله عليه و سلم شيء ، ولكن كان عمر يقنت من السنة إلى السنة.
    إلى أن قال: والقنوت في الوتر محفوظ عن عمر وابن مسعود والرواية عنهم أصح من القنوت في الفجر، والرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم في قنوت الفجر أصح من الرواية في قنوت الوتر، والله أعلم).23
    بداية الصفحة

    صيغة القنوت في رمضان

    أصح ما ورد في القنوت في الوتر ما رواه أهل السنن24 عن الحسن قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر: "اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت".
    وروي عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره: "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءاً عليك أنت كما أثنيت على نفسك".25
    بداية الصفحة

    الجهر بالقنوت ورفع الأيدي فيه

    وله أن يقنت بما شاء من الأدعية المأثورة وغيرها وأن يجهر ويؤمن من خلفه وأن يرفع يديه ، لكن ينبغي أن يحذر التطويل والسجع والتفصيل وعليه أن يكتفي بالدعوات الجامعة لخيري الدنيا والآخرة، وليحذر الاعتداء في الدعاء.

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وفقنا الله وإياكم للصيام والقيام، وجعلنا وإياكم من عتقاء هذا الشهر ، ونسأل الله أن يمكن فيه للإسلام والمسلمين وأن يذل فيه الكفر والكافرين

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الردود
    26
    الجنس
    رجل

    انشراح الصدر

    انشراح الصدر في صلاة التراويح وابتغاء الأجر

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الردود
    26
    الجنس
    رجل

    روحانية

    التراويح روحانية ايمانية

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الردود
    26
    الجنس
    رجل

    إطالة الصلاة في ليالي رمضان

    ولقد أُثر عنه -صلى الله عليه وسلم- إطالة الصلاة في ليالي رمضان فأثر عنه أنه قرأ في ليلة سورة البقرة، ثم سورة النساء، ثم سورة آل عمران في ركعة واحدة، يتأنى في القراءة، ويقف عند كل آية رحمة فيسأل ربه، وعند كل آية عذاب يستعيذ من العذاب، ثم ركع وأطال الركوع، وهكذا أيضا أطال الركعة الثانية، لا شك أن ذلك لأنه يتلذذ بهذه العبادة، يتلذذ بالصلاة، ويجد لها راحة، ويجد لها طمأنينة، وهكذا أيضا كان أصحابه- رضي الله عنهم- كما ذكر الله تعالى في قوله إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ ذكر أنهم يقومون قريبًا من ثلثي الليل، وقريبا من نصفه، أو على الأقل ثلثه، والليل في هذا الزمان في هذا الشهر اثنا عشر ساعة، فمن قام ثلثي الليل فإنه يقوم ثماني ساعات، ومن قام نصفه قام ست ساعات، ومن قام ثلثه قام أربع ساعات، ومع ذلك فإن القائمين يتلذذون بالقيام يجدون له راحة، وما ذاك إلا أنه عبادة وقربة وطاعة للرب- سبحانه وتعالى- هكذا تكون العبادة عند الخائفين، كما روي عن بعض السلف- رحمهم الله- أنه قال: كابدت قيام الليل عشرين سنة، وتلذذت به عشرين سنة. أي أنه وجد لقيام الليل عشرين سنة لذة وراحة وطمأنينة؛ ذلك لأنهم يحبون العبادة، ويحبون التقرب بها إلى الله، وإن من جملتها قيام الليل.
    وكذلك ذكر عن سعيد بن جبير أنه صلى العشاء، ثم استمر في الصلاة إلى صلاة الفجر لم يضطجع، ولم ينتقض وضوؤه عشرين سنة يصلي الفجر بوضوء العشاء. وما ذاك إلا لتلذذهم بهذه الصلاة، وهكذا أُثر عن أبي حنيفة - رحمه الله- أنه صلى الفجر بوضوء العشاء أربعين سنة لا يضع جنبه على الأرض، بل يقطع ليله كله هذه الصلاة. هكذا تكون حال العابدين الذين يتلذذون بذلك، يقول قائلهم: أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم. ويريد بأهل الليل أهل التهجد، الذين يقطعون ليلهم في صلاة، وفي قراءة وفي ذكر وفي قيام وقعود وركوع وسجود، يجدون لذلك لذة، يجدون له سلوة وراحة. أعظم من الذين يسهرون ليلهم على اللهو والغناء ونحوه.
    هذه حال العارفين، وإذا كان ذلك في طوال العام، أليس لهذا الشهر مَزيّة؟ وله خصوصية؟، ألسنا أولى بأن نهتم بقيام هذه الليالي، وأن نحافظ عليها، كما كان السلف -رحمهم الله- يحافظون عليها ويزيدون في الاشتغال بها ويرجون بذلك جزيل الثواب، ويقتدون في ذلك بنبيهم -صلى الله عليه وسلم- الذي أمره ربه بذلك في قوله تعالى: أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا .
    واعلموا عباد الله أنَّ شهركم هذا شهر كريم خصَّه الله تعالى بالفضل، وأنزل فيه القرآن، وفرض عليكم صيامه، وكان نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- القدوة في ذلك، وكذلك أصحابه -رضي الله عنهم- كانوا قدوة لمن بعدهم، حيث كانوا في هذا الشهر يقومون ما تيسر من هذه الليالي الشريفة، فكانوا يصلون ثلاثا وعشرين ركعة كل ليلة من هذه الليالي، يقطعونها في نحو خمس ساعات أو أكثر، وكلما صلوا أربع ركعات استراحوا نحو عشر دقائق أو ربع ساعة؛ لأنهم يصلون تلك الركعات في ساعة كاملة، ثم يقومون فيصلون أربع ركعات في ساعة، ثم يستريحون أيضا ربع ساعة أو عشر دقائق، ثم يقومون فيصلون أربع ركعات في تسليمتين لمدة ساعة، وهكذا حتى يكملوا عشرين ركعة، ثم بعد ذلك يصلون الوتر، ولذلك سموا صلاة هذا الشهر صلاة التراويح؛ وذلك لأنهم يستريحون فيها بعد أربع ركعات. كذلك أيضا كانوا يُطيلون القيام حتى كانوا يعتمدون على العصي من طول قيامهم، ومع ذلك لا يملون ولا يكسلون، ولا ينامون إلا قليلا، ربما أنهم يُصلون خمس ساعات أو ست ساعات كل ليلة، وربما يصلون إلى آخر الليل، حتى إذا رجعوا إلى أهلهم استعجلوا السحور، حيث لم يبق إلا وقت التسحر.
    وكذلك أيضًا الهدي النبوي، صلى بهم النبي -صلى الله عليه وسلم- مرة إلى نحو ثلث الليل، ثم صلى ليلة أخرى إلى نصف الليل، ثم صلى ليلة ثالثة إلى ثلثي الليل وقالوا له: لو نفلتنا ليلتنا- أي صليت لنا بقية ليلتنا فقال: من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ترغيب منه أن يصلوها مع الأئمة، فكانوا يحافظون على صلاتها بعد ذلك جماعة، هكذا كانوا يسهرون ليلهم بعد ذلك جماعة على هذه الصلاة، أما نحن في هذه الأزمنة فقد ابتلينا بالكسل، وبضعف الإيمان، وبقلة الاحتساب، حيث لا يصلي في المساجد إلا القليل، رغم أنهم ليسوا في شغل شاغل، لكن ضعفت الإرادات، ضعف اليقين، ضعف الاحتساب، ضعف الإيمان، ومع ذلك فإن الأئمة في هذه الأزمنة صاروا يخففون ترغيبا للناس، فكثير منهم لا يزيدون على ساعة في صلاة الليل، أو ساعتين، أين تلك الساعة من صلاة الرسول -صلى الله عليه وسلم - الذي يصلي ثلثي الليل؟ أين تلك الساعة من صلاة الصحابة الذين يصلون أكثر الليل؟ أين تلك الساعة من صلاة المتهجدين من التابعين وأهل الإحسان والإيمان، الذين لا يملون من الصلاة، بل يتمنون طولها، يتمنون أن يقوموا طوال الليل؟ أما نحن فإنا قد غلب علينا الكسل.
    لا شك عبادَ الله أن الناس في هذه الليالي لا ينامون إلا القليل مع طول الليل، فالكثير منهم لا ينامون، ومن نام منهم فإنما ينام ساعتين أو ثلاث ساعات من آخر الليل، فعلى أي شيء يسهرون في لياليهم؟.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الردود
    26
    الجنس
    رجل

    شهر رمضان لدى الكثير شهر أكل وشرب وسهر

    سئل عبدالله بن جبرين رحمه الله
    استحال شهر رمضان لدى الكثير إلى شهر أكل وشرب وسهر.. فما توجيه فضيلتكم بهذا الشأن؟
    فأجاب: الذي يفعل ذلك يقع في خطأ؛ لأن شهر رمضان شهر العبادة ومن الأسباب التي جعلته شهرا للعبادة والنور، أن فيه مضاعفة الأعمال الصالحة، وفيه فرضية الصيام وسنية القيام، والحث على قراءة القرآن الكريم والذكر والدعاء، وهي الأسباب التي تكون سببا في العتق من النار.
    أما الذين يتخذون شهر رمضان موسما لكثرة المأكل والمشرب فما قدروا هذا الشهر حق قدره، صحيح أن الناس إذا أقبل رمضان أقبلوا على شراء الكثير من الأنواع المتنوعة من اللحوم، والمآكل والمشارب، والخضروات والأطعمة والفواكه، فإذا جاء وقت الإفطار نجدهم قد حشدوا كل هذه الأنواع على الموائد، ويكثرون من الأكل طوال الليل؛ فهؤلاء يحولون شهر رمضان إلى شهر شهوات، شهر مآكل، وهذا خلاف ما جعل عليه وما شرع لأجله.
    فالسلف -رحمة الله عليهم- كانوا يفطرون على لقمة من الطعام، وثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا أفطر يفطر على رطبات قليلة، فإن لم يجدها فعلى تمرات، فإن لم يجدها فعلى حسوات من الماء يعني جرعات من الماء، ثم يخرج إلى الصلاة.
    أما الأكل بعد ذلك فهو قليل كالأسودين التمر والماء، وهذا هو الذي يُؤثر؛ لأنه كلما كان تأثير الصيام في الصائم بالجوع والعطش أشد كان أرق لقلبه وأقبل لدعائه، أي أقرب إلى أنه يُقبل منه.
    ونحن ننصح المسلم ألا يجعل شهر رمضان الكريم شهر الشهوات، وأن يقتصر على ما يسد رمقه، وألا يخل بشيء من الأعمال التي يعملها.
    ولقد ورد في كثرة الأكل آثار تدل على كراهيتها، ففي الحديث: لا تأكلوا كثيرًا، فتشربوا كثيرا، فتناموا كثيرا، فتحرموا كثيرا .
    فلا شك أن الذين عودوا أنفسهم على كثرة الأكل طوال الليل، ثم كثرة النوم طوال النهار، فيكون الليل للأكل والنهار للنوم، لم يبق لديهم إلا مجرد الإمساك؛ فهؤلاء لا يتأثرون بفضل شهر رمضان ولا يستغلونه، وهذا خلاف ما شرع عليه.
    فننصح كل مسلم أن يقلل من ذلك، وأن يقتصر على حاجته، وأن يجعل لنفسه شيئا يرققها بالليل والنهار من الجوع والعطش، وأن يجهد نفسه في عبادة الله ليحظى بالفضل في هذا الشهر.

مواضيع مشابهه

  1. عشر ذي الحجة فضائلها والأعمال المستحبة فيها
    بواسطة سارة سعيد في روضة السعداء
    الردود: 10
    اخر موضوع: 06-11-2010, 11:19 PM
  2. من عجائب الصدقة .......... الصدقة ....... الصدقة
    بواسطة يقيني بالله يقيني في روضة السعداء
    الردود: 12
    اخر موضوع: 12-07-2010, 10:31 AM
  3. قيمة وفضل الصدقة ع العباد الصدقة
    بواسطة monaahmedsaad في روضة السعداء
    الردود: 8
    اخر موضوع: 07-10-2009, 12:29 AM
  4. سورة البقرة...وبعض فضائلها
    بواسطة ناشرةالخير في روضة السعداء
    الردود: 7
    اخر موضوع: 22-02-2008, 02:30 PM
  5. عشر ذي الحجة فضائلها والأعمال المستحبة فيها
    بواسطة lovelynono في روضة السعداء
    الردود: 8
    اخر موضوع: 16-12-2006, 05:33 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ