اصلي ولكن ....!!!
كيف هو حـــــــــــالنا مع الصـلاة
ان مايظهر على بعضنا من قسوة القلب، وقحط العين، وانعدام التدبر،
هي بسبب المادية التي طغت على قلوبنا
فأصبحت تشاركنا في عبادتنا،
ولا يمكن للقلوب أن ترجع لحالتها الصحيحة
حتى تتطهر من كل ما علق بها من أدران.
فهذا هو أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه
يضع يده على الداء لهذه الظاهرة فيقول:
(لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام الله عز وجل).
والخشوع الحق يطلق عليه الإمام ابن القيم
(خشوع الإيمان) ويعرفه بأنه:
(خشوع القلب لله بالتعظيم والإجلال الوقار والمهابة والحياء،
فينكسر القلب لله كسرة ملتئمة من الوجل والخجل والحب والحياء،
وشهود نعم الله، وجناياته هو،
فيخشع القلب لا محالة فيتبعه خشوع الجوارح).
ومما يدل على أهمية الخشوع كونه السبب الأهم
لقبول الصلاة التي هي أعظم أركان الدين بعد الشهادتين،
وفي السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
{ إن العبد لينصرف من صلاته، ولم يكتب له منها إلا نصفها، إلا ثلثها،
إلا ربعها، إلا خمسها، إلا سدسها، إلا سبعها، إلا ثمنها، إلا تسعها، إلا عشرها}.
كما أن الخشوع يسهل فعل الصلاة ويحببها إلى النفس،
قال الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في تفسير قوله تعالى:
{ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ }
[البقرة:45]،
أي فإنها سهلة عليهم خفيفة،
لأن الخشوع وخشية الله ورجاء ما عنده يوجب له فعلها منشرحاً بها صدره،
لترقبه للثواب، وخشيته من العقاب.
وقوله عليه الصلاة والسلام
(أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته ، لا يتم ركوعها و لا سجودها ، و لا خشوعها )
خلاصة حكم المحدث: صحيح
روح الصلاة وحيااتها
قالوا لعامر ابن عبدالقيس:
أتحدث نفسك بشيء في الصلاة؟
فقال: أو شيء أحب إلي من الصلاة أحدث به نفسي؟
قالوا: لا،
ولكن بأهلينا وأموالنا،
فقال: لأن تختلف الألسنة (الرماح)
في أحب إلي من أن أحدث نفسي بذلك.
أخـــــــــــــــيتي
الصلاة إذاً صلة بين العبد وربه،
ينقطع فيها الإنسان عن شواغل الحياة،
ويتجه بكيانه كله إلى ربه،
يستمد منه الهداية والعون والتسديد، ويسأله الثبات على الصراط المستقيم، ولكن الناس يختلفون في هذه الصلاة،
فمنهم من تزيده صلاته
إقبالاً على الله،
ومنهم من لا تؤثر فيه صلاته إلى ذلك الحد الملموس،
بل هو يؤديها بحركات وقراءة وذكر وتسبيح،
ولكن من غير شعور كامل لما يفعل، ولا استحضار لما يقول.
والصلاة التي يريدها الإسلام
ليست مجرد أقوال يلوكها اللسان،
وحركات تؤديها الجوارح، بلا تدبر من عقل ولا خشوع من قلب.
ففي سنن الترمذي عن أبي هريرة
(قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء، قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة؟ ثم تكون سائر أعماله على هذا }.
تقرأ قوله سبحانه:
{إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ }
[العنكبوت:45]
نسأل أنفسنا ما بال الكثيرين منا يخرجون من صلاتهم،
ثم يأتون بأفعال وأمور منكرة،
شتان بينها وبين ما تتركه صلاة الخاشعين الأوابين من أثر على أصحابها،
الذي يخرج أحدهم من صلاته وهو يحس
بأن كل صلاة تغسل ما في قلبه من
أدران الدنيا وتقربه إلى الله عز وجل.
إملئي قلبك نورا وإيمانا
قال تعالى
{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}
{ في صلاتهم خاشعون } :
أي ساكنون متطامنون لا يتلفتون بعين ولا قلب وهم بين يدي ربهم
علق الله فلاح المصلين بالخشوع في صلاتهم،
فدل على أن من لم يخشع في صلاته فليس من أهل الفلاح بذلك،
ولو أجزأت صلاته حكمًا؛
لأن تعطيل القلب من عبودية الحضور والخشوع
تعطيل لملك الأعضاء عن عبوديته، وعزل له عنها،
فماذا تغني طاعة الرعية وعبوديتها وقد عزل ملكها وتعطل
وهو القلب
أن الخشوع في الصلاة إنما يحصل لمن استحضر
عظمة ملك الملوك وأنه يناجيه،
ويخشى أن يردها عليه، فيفرغ قلبه لها ويشتغل بها عما عداها،
ويؤثرها على ما سواها فتكون راحته وقرة عينه،
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«وجعلت قرة عيني في الصلاة»
وقال لبلال: «أرحنا بالصلاة»
والخشوع روح الصلاة ومقصودها ولبها؛
لأنه ليس للعبد من صلاته إلا ما عقل منها وحضر قلبه فيها؛
لما روى أبو داود وغيره مرفوعًا:
«إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته، تسعها، ثمنها، سبعها، سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها...»
وقال ابن عباس رضي الله عنهما:
«ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها» .
حــــــــــــــــــال الســلف في صـــــــلاتهم
• سرق رداء يعقوب بن إسحاق عن كتفه وهو في الصلاة
ولم يشعر ورُدّ إليه فلم يشعر لشغله بعبادة ربه.
• كان إبراهيم التيمي إذا سجد كأنه جذم حائط ينزل على ظهره العصافير
عن ميمون بن مهران قال (مارأيت مسلم بن يسار ملتفتاً في صلاة قط ولقد انهدمت ناحية المسجد ففزع اهل السوق لهدتها وانه لفي المسجديصلي فما التفت)
• قال إسحاق بن إبراهيم كنت أسمع وقع دموع سعيد بن عبدالعزيز على الحصير في الصلاة .
هكذا كان خشوعهم .
أما نحن فنشكو إلى الله قسوة في قلوبنا وذهاباً لخشوعنا .
فلم تعد الصلاة عند بعضنا صلة روحانية بينه وبين ربه تبارك وتعالى ،
بل أصبحت مجرد حركات يؤديها الإنسان
بحكم العادة لا طعم لها ولا روح .
فأنى لمثل هذا أن يخشع ؟.
لقد صلى بعض الناس في أحد مساجدنا ،
ولما كان في التشهد الأخير جاءه الشيطان وقال له
يا أبا فلان إن صاحب المحل قد أخطأ في الحساب فراجع الفاتورة ،
إني لك من الناصحين .
فصدق المسكين وأخرج الفاتورة ليراجعها أمام الناس وهو يصلي .
فالله المستعان.
اقـــــــــرأي
وآخر .
تراه هادئاً ساكناً ، فما إن يكبر حتى تبدأ يداه بالعبث بغترته أوساعته . . .
ولو خشع قلبه لخشعت جوارحه
فلا يغرنك وقوف مصليين متجاورين في صف واحد فإنه قد يكون بينهما من التفاوت في الأجر كما بين السماء والأرض
** قصه**
وهذا عروه ابن الزبير
ابن السيده اسماء أخت عائشه رضي الله عنهم
أصاب رجله داء الأكله
فقيل له :
لابد من قطع قدمك حتى لاينتشر المرض في جسمك كله .
ولهذا لابد ان تشرب بعض الخمر
حتى يغيب وعيك فقال :
أيغيب قلبي ولساني عن ذكر الله ؟؟
والله لاأستعين بمعصة الله على طاعته !!
فقالوا :نسقيك المنقد مخدر
فقال :لااحب ان يسلب جزء من اعضائي وانا نائم
فقالوا :نأتي بالرجال تمسكك
فقال :أنا أعينكم على نفسي
قالوا :لاتطيق
قال :دعوني أصلي فإذا
وجدتموني لااتحرك
وقد سكنت جوارحي واستقرت
فأنظروني حتى أسجد
فإذا سجدت فما عدت في الدنيا
فافعلوا بي ماتشاؤون!!
فجاء الطبيب وانتظر ,
فلما سجد أتى بالمنشار فقطع قدم الرجل
ولم يصرخ بل كان يقول
:لاإله إلا الله
رضيت بالله ربّا وبالاسلام دينا
وبمحمد نبياَ ورسولا
حتى أغشي عليه ولم يصرخ صرخه!
فلما أفاق أتوه بقدمه فنظر اليها
وقال :أقسم بالله اني لم أمش بك
الى حرام
ويعلم الله كم وقفت عليك بالليل قائماً لله
فقال له أحد الصحابه :ياعروه ..
أبشر
جزء من جسدك سبقك إلى الجنة،
فقال: والله ما عزاني أحد بأفضل من هذا العزاء
استمعي حبيبتي
1_
للشيخ مشعل العتيبي
2-
للشيخ عائض القرني
كيف نخشع
الروابط المفضلة